آخر تحديث GMT 23:48:18
الدار البيضاء اليوم  -

"إنهم في ملابس الحداد" قصة لزياد إبراهيم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

القاهرة - وكالات
«تخيل أن انفصال الجسدين فى المكان ليس إلا ظاهريًّا فى حين أن لهما فى الواقع، طبيعة واحدة، كلية. وربما حين يصل التحلل العضوى إلى الميت، يبدأ هو، الحى، بالتعفن أيضاً ضمن عالمه المتحرك.» «الضلع الآخر للموت» «غابريل جارسيا ماركيز» *** سلمية سلمية هو هتافه الدائم، يمسك بزجاجة دواء «ميكو جل» للتخفيف من آثار قنابل الغاز، يرش بها على وجوه الثوار. كر وفر هو الحال بين الداخلية والثوار. يرش الدواء ذهاباً وإياباً. يرن الهاتف الخاص به.... تظهر نمرة زوجته، يرد:- - آلو - آلو - انت سامعنى يا حبيبي يغلق الخط، يعتقد أنها الشبكة الخاصة بالخدمة أو زحام هواتف نقالة فى المكان، يقرر العودة إلى المنزل. الطريق خالٍ تماماً. شعور بالوحدة. الصمت يخيم على المسافة المقطوعة بين ميدان التحرير والمنزل. دافئة هذه الليلة على عكس ليلة أمس. النجوم متلألأ بريقها. سماءٌ صَافيةٌ. نسمات هواء تداعب وجهه. نشوة النصر تملأ قلبه، ثورته تحيا من جديد. «سأصل إلى المنزل لأستحم وأخرج مع زوجتى وأولادى، فهذه ليلة عظيمة». يفتح باب الشقة. يرى الأهل والأصدقاء فى ملابس الحداد. - السلام عليكم. لا أحد يرد. لا أحد يجيب. لا أحد ينتبه لوجوده بينهم. يلقى السلام مرة أخرى. إنهم يبكون. لا ينظر إليه أحد. يهرول إلى أحد أبنائه ليحتضنه، ولكن، يرن جرس الباب. تجرى زوجته لتفتح. يدخل الأب ومجموعة أخرى من الأصدقاء، يحملون جثمانًا، مثقوب الرأس مفقأ العين، مهشم اليدين والقدمين. كدمات زرقاء متفرقة فى الجسد. تصرخ الزوجة.... يبكى الأولاد.... ينظر إليهم مشوشًا. لا يقوى على الكلام. لا يفهم.... يقترب من الجثمان يتفحصه جيدًا. -إنه يشبهني.. ليس أنا.. لست أنا.. أنا ولكن..إنه جثمانى.
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهم في ملابس الحداد قصة لزياد إبراهيم إنهم في ملابس الحداد قصة لزياد إبراهيم



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 19:30 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 19:58 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

امحمد فاخر يفرض شروطه على الأيوبي

GMT 12:52 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تحدي جديد يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بعد رقصة "كيكي"

GMT 13:39 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

الكشف عن جنس مولود الفنانة نانسي عجرم الجديد

GMT 16:55 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"فن ترجمة الشعر" محاضرة في فنون أبها

GMT 18:00 2012 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

علماء فرنسيون يكتشفون علاقة النباتات بالجاذبية الأرضية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca