معرض فوتوغرافي للمغربية أمينة بنبوشتة في مدريد

بأحد أروقة مدريد العتيقة انتصبت الصور الفوتوغرافية العشرون للتشكيلية المغربية أمينة بنبوشتة حبلى بالأسئلة حول عالمية المؤنث ومعاناته وآلامه وأحلامه وتناقضاته. تحكي الصور الفوتوغرافية لأمينة بنبوشتة، التي اختارت لها عنوان "داون إين د رابث هول" (في قعر جحر الأرنب) في إحالة على لويس كارول وشخصيتها أليس، عن وضع المرأة الحديثة في مجتمع ينظر فقط إلى مظهرها ويتجاهل أو يتناسى أنوثتها وأحاسيسها وأحلامها بل وأفكارها. وقد تكون ثنائية المرأة والأشياء، المرأة المحبوبة التي لا تقدر حق قدرها والأشياء التي التصقت بها في معيشها اليومي، غير ملموسة، لكنها تأخذ كل معانيها وتجلياتها في الصور التي تلتقطها عدسة أمينة بنبوشتة التي اختارت أن تكون هي شخصيتها دون أن يدرك الناظر ذلك أو يحس به. تتسلسل الصور الفوتوغرافية، المعروضة برواق (صبرينا عمراني) في قلب العاصمة الإسبانية إلى غاية 28 يوليوز المقبل، في إخراج مسرحي بديع يتنقل بين مشاهد بسيطة تتخذ شكل غابة ومروج مغطات بالثلوج، أو تتحول إلى صالون مغربي تقليدي عريق، لكن الموضوع واحد يسائل دائما الناظر حول كنه المرأة الحديثة ووضعها. وفي بوح هادئ وعفوي، أسرت أمينة بنبوشتة لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد، أن "المعرض يحاول السفر بالمشاهد إلى دواخل المرأة، فهو بورتري عالمي لهذه المرأة التي ينظر إليها وكأنها مجرد كائن بسيط وتجرد بالتالي من أبسط خصوصياتها" كأنثى وكإنسان. وشددت أمينة في حفل افتتاح معرضها أمام أصحاب الريشة ونقادها، وبحضور دبلوماسيين وعشاق التشكيل، على أن "الصور الفوتوغرافية المعروضة تقدم نساء لا هوية لهن في مجتمع يحكم عليهن، فقط، من خلال مظاهرهن وليس من خلال الطبيعة الحقيقية للأشياء". وصاحبة معرض (في قعر جحر الارنب) رأت النور بالدار البيضاء في دجنبر 1963، وقضت طفولتها ومراهقتها بالرباط قبل أن ترحل إلى كندا حيث حصلت سنة 1986 على دبلوم في الأنتروبولوجيا ودراسات الشرق الأوسط من جامعة مونريال. بعد ذلك انتقلت إلى باريس لدراسة الرسم والنحت والطباعة على الحجر، وتابعت بين 1988 و1990 دروسا بالمعهد الوطني للفنون الجميلة، لتعود بعدها إلى أرض الوطن حيث شرعت في عرض إبداعاتها، وتولت ما بين 1992 و1994 إدارة مجلة (ليزالينيي) المتخصصة في شؤون الثقافة والموضة. وسبق للفنانة التشكيلية أمينة بنبوشتة أن شاركت في عدد من المعارض الجماعية وطنيا ودوليا، كما عرضت إبداعاتها في العديد من التظاهرات العالمية منها معرض الإسكندرية في مصر وتظاهرة (آرت بروسيلي) ببلجيكا.