آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الأرقام الدقيقة كنز يساعد الناس على اتخاذ قرارات مهمة

تدريس مادة الرياضيّات باستخدام الرموز المعقدة يسبِّب نفور التلاميذ

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تدريس مادة الرياضيّات باستخدام الرموز المعقدة يسبِّب نفور التلاميذ

الرياضيات ليست المشكلة بل الطريقة التي تدرس بها
لندن - ماريا طبراني

تعتبر مادة الرياضيات من المواد الصعبة للكثير من الأطفال وأكد خبراء التعليم أن السبب في ذلك يعود إلى طريقة تدريسها المعقدة، وأنه يجب العمل على جعلها مادة ملهمة لزيادة تفكير الإنسان، والتأكيد على الأطفال أن الأرقام الدقيقة كنز يساعد الناس على اتخاذ قرارات مهمة فيما بعد.

ويصبح الأمر واضحًا عندما يسأل شخص ما أحد الأطفال قائلاً "في حافلة رقم 34 وقفت في إحدى المحطات وصعد إليها ثمانية ركاب، فما هو سن سائق الحافلة؟"، ولأن الكثير من الأطفال الذين تخدرت عقولهم بالتلاعب بالرموز على مر السنين، فسيجيبون 43، فتكون هذه المأساة بعينها فبدلاً من أن تكون الرياضيات وسيلة لتدريب عقولهم تصبح وسيلة لشلّها.

وتجمع الكثير من مجالس المدن بيانات بشأن حوادث الطرق والمكان الذي حدثت فيه أكثر الحوادث، فيقومون بزراعة كاميرا هناك ويلاحظون أن عدد الحوادث انخفض، فهل يشير الأمر إلى أن كاميرات الطريق تقلل عدد الحوادث؟ ولكن لا توجد إجابة واضحة لهذا السؤال، فالأمر يجب أن يقاس بالحسابات، والكثير من الأبحاث ضرورية في هذا المجال.

وما الذي سيحدث لو كانت مواقع الحوادث عشوائية تمامًا؟ ويمكن أن تكون بعض المناطق مكتظة بالحوادث أثناء جمع البيانات، ولكنها تنخفض إلى المتوسط في وقت لاحق سواءً قامت المجالس بزرع الكاميرات أو زرعت الأشجار بدلاً عنها، وتعرف هذه الظاهرة باسم الانحدار إلى الوسط وهناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات لتحديد إذا ما كانت الكاميرا هي من صنعت الفرق، وإذا كان لاقى هذا التغيير توقعات الإنسان.

ويعتبر الانحدار إلى الوسط إحدى الظواهر الإحصائية التي تساعد على اتخاذ أفضل للقرارات، وهذا أمر مهم بالنسبة إلى الأفراد سواءً أحبوا ذلك أم لا، وعليهم جميعًا أن يتخذوا قرارات مهمة تستند إلى أدلة إحصائية، وهذا أكثر أهمية للأشخاص في مواقع السلطة، والتي تؤثر قراراتهم في الآخرين، ولذلك من الجيد تمتع المواطنين بالفهم الجيد للرياضيات، فمن دونها سيختلق الناس الحجج غير الصحيحة ويتخذون قرارات سيئة، وسيكونون سعداءً للتصويت لسياسيين لا يتخذون قرارات سيئة بالنيابة عنهم.

ويجب إقناع الأطفال في المدارس أثناء تعليمهم الرياضيات أن الرموز التي يرونها اليوم غير مهمة ستكون مفيدة لهم في يوم من الأيام، ولكن هذا اليوم يقتصر على أقلية صغيرة من الأطفال الذين يتمتعون بالتلاعب بالرموز والذين سيجدون أنفسهم في المستقبل في مواضيع علمية، ولكن البعض الآخر يعرف أنه لن يصل إلى هذه المواضيع، فما الذي يمكن عمله بالنسبة إليهم؟ ويمكن استخدام كاميرات الطريق كأمثلة حيّة على أهمية ظاهرة الانحدار إلى الوسط الرياضية، وبهذه الطريقة يمكن تعليم الأطفال المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية من أمثلة موجودة في حياتهم، بدلًا من مطالبتهم بأن يحلوا المسائل فقط.

ويمكن سؤال الأطفال أسئلة مفتوحة بشأن أيهما أكثر خطوة السفر بالسيارة أو بالطائرة، فسؤال مثل هذا ليس رياضيًا بطريقة مباشرة، لذلك فمن غير المرجح أن يؤدِ إلى إيقاف عمل أدمغة الأطفال وستؤدي المناقشة إلى طرح أهمية الضرب والقسمة والمتوسطات والاحتمالات، وإيصال فكرة للأطفال أن الأرقام الدقيقة هي كنز يساعد الناس على اتخاذ قرارات مهمة، ولا يعني هذا الاقتراح أن كل تعليم الرياضيات يجب أن يأخذ هذه الطريقةن ولكن القليل من التنويع يمكن أن يدفع الأطفال إلى التفكير وليس فقط اللعب مع الأرقام على الورق.

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدريس مادة الرياضيّات باستخدام الرموز المعقدة يسبِّب نفور التلاميذ تدريس مادة الرياضيّات باستخدام الرموز المعقدة يسبِّب نفور التلاميذ



GMT 00:53 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

يومين راحة لدوليي الوداد بعد "الشان

GMT 04:12 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

رايس يدافع عن الإصلاحات التي تتجه تونس لتنفيذها

GMT 00:02 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

"كرسي معهد العالم العربي" يكرم المفكر عبد الله العروي

GMT 07:36 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

بسيمة الحقاوي تملّص الحكومة المغربية من فاجعة الصوية

GMT 13:23 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

خل التفاح والكريز علاجات طبيعية لمرض النقرس

GMT 05:00 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الشمر والزنجبيل والبقدونس أعشاب للمرارة

GMT 02:45 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الممثل هشام الإبراهيمي يخوض تجربة الإخراج

GMT 20:41 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

جامعة مراكش الخاصة تشتري كلية الطب في السنغال
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca