آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

المكفوفة الأردنية روان بركات لـ "المغرب اليوم":

"رنين" لإنشاء مكتبة سمعيّة للأطفال المعاقين بصريًا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

المكفوفة الأردنية روان بركات
عمان - إيمان أبو قاعود

لم تُثنِ الإعاقة البصريّة الأردنية روان بركات عن التميّز في اختيار تخصص الإخراج المسرحي والتفوق في هذا المجال، واختارت مشروعًا تبنَّته، وعملت على تطويره، وهو مشروع "رنين" الذي يهدف لتسجيل قصص للأطفال على أقراصٍ مُدمَجة ليسمعها الأطفال ذو الإعاقة البصريّة.
وتفوّقت بركات في تحصيلها الأكاديميّ سواء في المدرسة أو الجامعة ومن ثمّ قالت بركات لـ "المغرب اليوم": "خشبة المسرح هي مساحتي التي كانت مفتوحة بشكل مطلق على قبولي بإعاقتي, ومن دون حواجز أو عوائق, ربما كان الوصول لهذه الخشبة محفوفًا بالتحديات والإحباطات أحيانًا, ولكن بمجرد وقوفي على خشبة المسرح أشعر أن المسرح أصبح عالمي ودنياي, إذ أجد نفسي فيه الأكثر إبصارًا في هذا الكون"
وتضيف بركات "ولدت كفيفة, وكنت أسمع أن هناك في الحياة ما يُسمى باللون, ولأنّ الصورة المجتمعية النمطية للشخص ذي الإعاقة البصرية تَحرِمه من اكتشاف معاني الكلمات وأشكالها ووصفها وأحيانًا ملمسها أو رائحته, فقد كان يفترض أن أستسلم لهذه الصورة والجلوس في سكون, ولأني كنت محظوظة بأسرة نفضت عني غبار الخوف، وأطلقتني وحفزتني للمشاركة في مجموعة للنشاطات الاجتماعية تعيد تشكيل وتعريف الأشياء من حولي".
وبدأت فكرة المسرح لدى بركات عندما التحقت بمركز الفنون الأدائية عند عمر 13 عامًا للمشاركة في اعمال مسرحية, وكانت تلعب أدوارا رئيسية في المشاهد، التي تمثل فيها, وكانت تصر  دائمًا على عدم مساعدتها أو مسك يدها للصعود إلى خشبة المسرح, لأنها كانت تشعر أنها تعرف طريقها  تماما لخشبة المسرح.
ولعل من المواقف العالقة في ذاكرة بركات عندما شاركت بعمل مسرحي عنوانه "سأراه"، توضّح بركات "عندما قرأت شقيقتي النص  كان يلح عليّ سؤال واحد كيف سأحفظ كل هذا النص, الذي يدور عن امرأة اربعينية تعاني من وحدته, بعدما قدمت كل ما لديها لحبيب على المناصب وهجرها بعد وصوله إلى غايته, لم أكن تلك الفتاة الخارقة في ذلك الوقت, فقد كنت أنهار وأحاول الانسحاب, معللة ذلك بالدراسة تارة وبإعاقتي تارة أخرى, كنت ضعيفة ولكن أمي – رحمها الله- كانت ترى ضرورة استكمال هذه التجربة, ومن ثم تقييمها واختيار ما هو مناسب لي, حفزتني أمي وشجعتني أسرتي باستمرار لإتمام الأمر- وهكذا كان.
ما كان محبطًا في هذه التجربة هو تناول الصحافة والإعلام لهذا العرض الذي غفل عن نقده فنيًا, وتعامل معه كعرض خاص تؤديه فتاة كفيفة, ورغم أن الشخصية التي قمت بأدائها لا تحمل أيّ إشارة بأنها كفيفة أو مبصرة, وافترض الجميع بأن الشخصية هي سيدة كفيفة, وسألت لماذا يفترض بي دائمًا أن أقوم بأدوار يحكم عليها بأنها ذات إعاقة بصرية, اكتشفت حينها صورة نمطية جديدة عن الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية, تحديدًا عن الممثل ذي الإعاقة البصرية.
وبعد انتهاء مرحلتها الدراسية قررت الالتحاق بالجامعة لدراسة الإخراج المسرحي، وعندما قدمتها اوراقاها بالجامعة طرح أحدهم عليها سؤال:أن لم يتم قبولك ماذا ستفعلين؟ اجابت: بأنني قد لا اقبل هذا العام ولكني سأقدم العام القادم والذي يليه حتى يتم قبولي.
وأكدت بركات أن حياتها الجامعية لم تكن وردية أو مثالية، فقد تعرضت للعديد من الإحباطات, والافتراضات النمطية، موضحة أن تجربة الجامعة كانت بالنسبة إليها  نموذجًا مصغرًا لما ستواجهه  بعد تخرجها من تحديات وافتراضات مسبقة، وصورة نمطية يحملها المجتمع من حولها عن الاشخاص ذوي الإعاقة.
وعن مشروع "رنين" تقول بركات في طفولتي كنت أحتاج إلى الاطلاع على معارف جديدة وقصص جديدة من دون الانتظار لتوافر الوقت لإحدى شقيقاتي لتقرأ لي قصة أو كتابًا ما. الأمر الذي دفعني لأفكر في ضرورة وجود مكتبة مسموعة، خاصة مع عدم وجود قصص للأطفال بلغة "برايل" في الأردن, وظل الحلم يسكنني خلال فترة الجامعة لإنشاء مكتبة مسموعة، ومن خلال الجامعة استطعت إنشاء نموذج لمكتبة مسموعة من 13 قصة، وكان بجهد تطوعي من الممثلين.
وفي العام 2009 تقدمت للمشاركة في جائزة الملك عبد الله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي، وهي جائزة تهتم بالشباب والشابات المبدعين والمبادرين، ومن يعملون في مجتمعاتهم على مكافحة الفقر والبطالة، أو تطوير التعليم، أو مشاريع تعمل على تنمية وتطوير المجتمع المحلي، وتمت تسمية المشروع: "مشروع المكتبة المسموعة"، ضمن المشاريع المرشحة لنيل الجائزة، ورغم أن الجائزة تمنح للمراكز الأربعة الأولى فقد تم منحي الجائزة ضمن مكرمة ملكية من الملك عبد الله الثاني، والجائزة عبارة عن 50 ألف دولار أميركي تُمنح على مدى عامين لتطوير مشروع المكتبة المسموعة.
وتهدف "رنين" إلى انتاج مادة صوتية قصصية باللغة العربية الفصحى، وتتناول هذه القصص قضايا أخلاقية وتربوية من دون التطرق لقضايا سياسية أو دينية، والشكل الأساسي هو تقديم هذه المادة على شكل قرص مدمج يمكن تشغيله على مشغل الأقراص المدمجة في البيت أو السيارة، ويحتوي القرص المدمج على مجموعة من القصص يتراوح عددها من 10-12 قصة.
ويعمل مشروع "رنين" على توفير قصص مسموعة للأطفال ما بين 5- 10 سنوات باللغة العربية الفصحى, بحيث تعمل على تطوير مهارة الاستماع وتقوية اللغة العربية لدى الأطفال, وتوفير مكتبة قصص سمعية للأطفال المكفوفين والأطفال بشكل عامّ.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رنين لإنشاء مكتبة سمعيّة للأطفال المعاقين بصريًا رنين لإنشاء مكتبة سمعيّة للأطفال المعاقين بصريًا



GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 05:32 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

علماء يحذرون من انقراض "فرس البحر" لاختفاء طعامها

GMT 07:39 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

استمتع في "جزيرة غرينادا" في منطقة البحر الكاريبي

GMT 01:13 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اللون الأحمر الناري في ديكور 2018 لمحبي الجرأة والتغيير

GMT 05:28 2014 الإثنين ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فندق "حياة كابيتال" يتربع على الأبراج المائلة

GMT 10:41 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة ناصر تعلن مشاركتها بفيلمين في أيام قرطاج السينمائي

GMT 04:44 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

شركة تطلق حذاءً رياضيًا جديدًا يمكنه تدفئة القدمين
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca