آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

أنشأ مؤسسة تحولت إلى قبلة المفكرين والأكاديميين

أستاذ جامعي مغربي يصنع من الطلبة كتّابا ومفكرين

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أستاذ جامعي مغربي يصنع من الطلبة كتّابا ومفكرين

الأستاذ الجامعي جمال بوطيب
الرباط - الدار البيضاء اليوم

بدلا من أن يلعن الظلام الثقافي ومعيقات النشر والتأليف في بلاده والعالم العربي، نجح أستاذ جامعي مغربي، خلال سنوات قليلة، في بناء مؤسسة تحولت فيما بعد إلى قبلة للمفكرين والأكاديميين والطلبة، ومنصة للأنشطة العلمية المتخصصة وصناعة الكتاب والنقاد والمفكرين ونشر إبداعاتهم، وأسس الأستاذ الجامعي جمال بوطيب (51 عاما) في 2015، مؤسسة “مقاربات للصناعات الثقافية واستراتيجيات التواصل والنشر (غير ربحية)”، التي تعد مركز أبحاث وتنشيط باعتبارها إطارا علميا يهدف لفسح المجال أمام الطلبة الجامعيين والباحثين الشباب لنشر إبداعاتهم وأبحاثهم العلمية.
وتحولت المؤسسة في أقل من خمس سنوات إلى واحدة من أكثر المؤسسات الثقافية المتخصصة في صناعة الكتاب.

بداية الفكرة
وقال “بو طيب” ، إن “بداية المؤسسة كانت مجلة خاضعة لقانون الصحافة في إطار نشر الدوريات حملت اسم مقاربات وتأسست في العام 2007، وتهتم بالعلوم الإنسانية وغيرها من الحقول المعرفية”.
وأضاف أن “تجربة المجلة تطورت إلى إنشاء مؤسسة مقاربات للصناعات الثقافية واستراتيجيات التواصل والنشر المتخصصة في تدبير الشأن الثقافي والعلمي والأكاديمي من جهة، والمعتمدة على النشر وإنشاء قواعد البيانات وتنظيم المؤتمرات العلمية المحكمة باعتبارهما وسيلتين توثيقتين مهمتين”.
وأشار إلى أن المؤسسة تجعل من بين اهتماماتها تشجيع النشر بالنسبة للشباب والطلبة والباحثين.
وتحولت “مقاربات” مع الوقت إلى قبلة لباحثين وأكاديميين من دول عربية، حيث يقول “بوطيب” إن “الأسماء الإبداعية والفكرية التي نشرنا لها هي من اختارت المؤسسة واتصلت بها ووجهت لها أعمالها”.
وتابع: “ذلك دليل نجاح لأنه لا يمكن لكاتب ذا قيمة ووزن أن ينشر عمله في مؤسسة غير محترمة”.

الطلبة سر النجاح
وفي سنة 2018، نجحت مؤسسة “مقاربات” في أن تتصدر قائمة المؤسسات الناشرة (المدنية والهيئات العلمية) والمهنية (مقاولات النشر) في المغرب، بحسب تقرير لمؤسسة الملك فهد آل سعود (غير حكومية تعنى بالنشر ولها مكتبة في المغرب).
وأرجع “بوطيب” ذلك إلى “انفتاح المؤسسة بإمكانياتها المحدودة وبطابعها غير الربحي على فئة الشباب والطلاب عبر نشر بحوثهم ورسائلهم العلمية، فضلا عن اعتمادها على مجموعة من الأسماء المحلية والعربية ذات القيمة العلمية الوازنة، ونجاحها في اختيار الحقول التي يلتف حولها القراء”.
واعتبر أن “فسح المجال أمام الشباب للنشر هو استراتيجيه تواصلية للقراءة وتشجيع حقيقي للصناعة الثقافية لاسيما صناعة الكتاب في العالم العربي”.
وأوضح أن “الاعتماد على الطلبة الشباب هو اعتماد على الطاقات وتفكير في المستقبل، فالطاقات الشابة إذا كانت صغيرة اليوم فإنها ستتقوى في الغد، وإذا كانت ضعيفة اليوم ستصل إلى قيمتها ووزنها المنشودين لاحقا، لذلك الاعتماد عليها يبدأ بتشجيعها وتوجيهها وإفساح المجال لها”.
وفضلا عن صدارة “مقاربات” للمؤسسات المهتمة بمجال الكتاب والنشر في المملكة المغربية، نجحت المجلة التي تصدرها في أن تكون الوحيدة في المملكة الحاضرة في قاعدة بيانات دولية.
وفي 2019، اختيرت المجلة كأول مجلة مغربية لدخول قاعدة بيانات دولية تسمى (ACI) ضمن شراكة بين “دار المنظومة” و”بنك المعرفة المصري” وشركة “Clarivate Analytics” التي تملك وتدير قاعدة المعلومات العالمية الشهيرة “كشاف العلوم”، الخاصة بتحليل الاستشهادات المرجعية للدوريات وحساب معامل التأثير لتقييم المجلات العلمية.
كما حاز كتابها على جوائز محلية وعربية، آخرها جائزة المغرب للكتاب التي حصل عليها رئيسها جمال بوطيب في فئة “أدب الطفل”، وأحمد شراك (عالم اجتماع) عضو لجنتها العلمية الذي حاز نفس الجائزة في صنف “العلوم الاجتماعية”، ومصطفى ملح (شاعر) في صنف الشعر.

نشر استباقي
وضمن إستراتيجيتها الثقافية، تعمل المؤسسة أيضا على نشر أعمال كل المؤتمرات التي تنظمها أو تشارك فيها أو ترعاها، وضمنها مؤتمرها السنوي الذي سيختص هذا العام، بـ”التحولات الثقافية والاجتماعية في العالم العربي”.
وقال “بوطيب”، إن “المؤتمر السنوي الدولي فرصة للانفتاح على كل الطاقات العربية، وأن نشر أعماله هو بمثابة التزام علمي وأخلاقي ومهني”.
وبخصوص تحديات النشر في المغرب، أضاف “بوطيب”، إن “النشر في بلادنا بمختلف توجهاته يعتمد بشكل كبير على دعم وزارة الثقافة”.

استراتيجية ناجحة
وتضع مؤسسة مقاربات على عاتقها إخراج المحاضرة الأكاديمية من مدرجات الجامعة وإيجاد طريق لنشرها للعموم.
ومن آليات تفعيل هذه الإستراتيجية، بحسب “بوطيب”، “إشراك الطلاب في عملية النشر من خلال استراتيجيات متنوعة، منها أن يتم توجيه الطالب لاختيار كتاب معين يقوم بدراسته وبحثه بخبرته المتواضعة، قبل أن تتدخل المؤسسة لتصحيح الدراسة ونشرها في كتاب يضم عددا من الدراسات المشابهة.
وقال إن “أهمية هذه الإستراتيجية تتجلى في فتح المجال أمام الطالب لكي يخوض أول تجربة له في النشر، حيث يرى اسمه مع زملائه بين دفتي الكتاب مما يشجعه على تحمل المسؤولية البحثية”.
وأبرز أن “هذه الإستراتيجية تنطلق من قناعة بأن الكاتب المعروف هو الذي يبحث عمن ينتقد عمله، وهو ما يجعل من الطالب المجهول مشهورا”.
وجمال بوطيب، كاتب وأكاديمي مغربي وأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله (حكومية)، في رصيده أكثر من 35 مؤلفا موزعة بين الكتابة السردية والشعرية والنقدية.
ومن بين مؤلفات “بوطيب” روايات “خوارم العشق السبعة”، و”فصوص الصبا”، و”ونحن والآخر”، و”الاستعارة الجسدية”، و”عقد الكلام”.
كما صدرت حول كتاباته أكثر من 12 مؤلفا ما بين أعمال مخصصة للتجربة وأخرى تناولتها ضمن تجارب مشتركة، وأنجزت حول كتاباته أطاريح جامعية بلغات مختلفة وجغرافيات قارية متباعدة.

قد يهمك أيضا :
انطلاق مهرجان مسرحي في نواكشوط بدعم إماراتي

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أستاذ جامعي مغربي يصنع من الطلبة كتّابا ومفكرين أستاذ جامعي مغربي يصنع من الطلبة كتّابا ومفكرين



GMT 14:46 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

دراسة تكشف عن 9 مهن تقود أصحابها للخيانة الزوجية

GMT 07:22 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

"دي باريس" يحيي جناح أميرة موناكو بتجديدات فخمة

GMT 23:21 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

الملقب بـ"حبيلو" مُصنّف خطر في قبضة شرطة فاس‎

GMT 03:50 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

إغلاق صحيفة الأطفال الوحيدة في أستراليا لمشاكل مادية

GMT 04:41 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

"Nada G" للمجوهرات الثمينة تُعلن عن مجموعة "بلاط بيروت"

GMT 02:49 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

المغامرات التي يجب خوضها أثناء زيارة مملكة كامبوديا

GMT 15:11 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الطالبي العلمي يؤكد أن ملعب البيضاء لن يكون جاهزًا قبل 2022

GMT 08:51 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

سيدة هندية تبيع رضيعها من أجل دفع "فاتورة إدمان" زوجها

GMT 08:01 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مغارات "بني عاد" وجهة سياحية مفضلة خلال العطلة الشتوية

GMT 04:58 2015 السبت ,09 أيار / مايو

حجز 12600 لتر بنزين على متن شاحنة في صفرو

GMT 19:56 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الداخلية الإسبانية تعلن عن تفكيك خلية متطرفة في مدينة سبتة

GMT 04:38 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

مزادات "روزبيري" تفتتح عرضاً لبيع تحف هندية

GMT 11:48 2015 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة جيني أسبر ترتدي النقاب على "إنستغرام"

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التفاعلات الكيميائية للبراكين خلقت ظروفًا للحياة على الأرض

GMT 02:27 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

إبادة نحو 85% من الحيوانات الضخمة في أستراليا بسبب البشر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca