آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

سماح إدريس رحل ولم يتخلَ عن فلسطين حتى الرمق الأخير

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سماح إدريس رحل ولم يتخلَ عن فلسطين حتى الرمق الأخير

غيب الموت مساء الخميس، رئيس تحرير مجلة "الآداب" اللبنانية سماح إدريس بعد صراع قصير مع المرض،
بيروت ـ أحمد الحاج

غيب الموت مساء الخميس، رئيس تحرير مجلة "الآداب" اللبنانية سماح إدريس بعد صراع قصير مع المرض، والراحل إضافة إلى كونه كاتباً وروائياً ومترجماً، فإنه عضو مؤسس في "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" منذ العام 2002.  
الراحل لم يمهله مرض السرطان طويلاً، حيث اختطفه من بين أهله ومحبيه خلال أشهر قليلة بعد إصابته بالمرض الخبيث ومباشرته العلاج.
حتى تاريخ كلمته الأخيرة (بعنوان: "المسار البديل": الرمز، البديل، الحاضنة") التي ألقاها في مؤتمر "المسار الفلسطيني البديل» الذي أقيم في تشرين الأول (أكتوبر) 2021 الماضي، لم يبدّل إدريس شعاره الثابت، وهو "إذا تخلّينا عن فلسطين تخلّينا عن أنفسِنا". شعار تصدّى من خلاله، مع الحملة، لكلّ أشكال التطبيع الثقافي والفني والأكاديمي والرياضي مع الاحتلال الإسرائيلي في لبنان والعالم.
لم يغب الهمّ السياسي أيضاً عن مجال أدب الأطفال والناشئة الذي خاضه إدريس في عدد من الكتب المؤلّفات، بل كان دافعاً أساسيّاً، تحدّث عنه مراراً. فالكتابة للأطفال باللغة العربية، وصفها كـ «لغتي السياسيّة»، التي تشكّل «أحد العناصر الأساسيّة لعقيدتي القومية العربية واليسارية». كتابة كانت تحديّاً سياسياً آخر في مسيرته؛ خصوصاً هاجسه، بتبسيط الفصحى للأطفال، وهو هاجس يقبع في صميم السياسة الديمقراطيّة بما فيها من إشراك فئتي الأطفال والناشئة في صناعة القرار. وقد نتجت عن هذه التجربة أربع روايات للناشئة، وإحدى عشرة قصّة مصوّرة للأطفال من بينها «تحت السرير»، و«حين قرّر أبي»، و«الملجأ»، و«النصّاب»، و«عالم يسع الجميع»، و«خلف الأبواب المقفلة»، و«فلافل النازحين».
نشط إدريس في الحياة الثقافيّة في بيروت، وصار أحد أبرز وجوهها، كناشط في مجالات عدّة أبرزها دعم القضية الفلسطينية، ونشر الفكر العلماني، وتجديد الفكر القومي العربي. وفي هذا السياق، كتب مؤلّفين في النقد الأدبي، هما «رئيف خوري وتراث العرب» (1986) حول الناقد اللبناني رئيف خوري ومنهجه الفريد في النقد، و«المثقف العربي والسلطة: بحث في روايات التجربة الناصرية» (1992) الذي يبحث في علاقة المثقّف العربي بسلطات بلاده الرسميّة. تضاف إليهما مئات المقالات المنشورة في السياسة، والأدب، واللغة، وترجمات لعشرات المقالات، ولأربعة كتب، أبرزها «صناعة الهولولكوست – تأمّلات في استغلال المعاناة اليهوديّة» لنورمان فنكلستين. كما انكبّ في السنوات الأخيرة على العمل والمساهمة في تأليف معجم «المنهل العربي الكبير»، مشاركاً في ذلك جهود والده الدكتور سهيل إدريس، بمشاركة العلّامة صبحي الصالح، الذي سيكون لدى صدوره عن «دار الآداب» أكبر وأشمل معجم عربي - عربي حديث (ثلاثة أجزاء).
رغم صعوبة وضعه الصحّي في الأيّام الأخيرة، واصل إدريس المواجهة بإصرار وشجاعة. ربّما لم يكن ذلك خياراً، بقدر ما كان قدراً كما كتب في افتتاحية أحد أعداد شهر تموز (يوليو) من مجلة «الآداب»، مشدّداً على الاستمرار في العمل والنشر والكتابة في ظلّ الأزمة الإقتصاديّة والاجتماعيّة التي تشهدها البلاد: «ومع ذلك، فنحن لا نملك مهنةً غيرَ الكتابة والنشر المستقلّيْن. وسنواصل هذه المهنة، مهما صعبت الظروف، ومهما تعثّرْنا أو تأخّرْنا أو كبوْنا. وسنكون إلى جانب كلِّ من يعمل، بكدّ وتفانٍ وحبّ، على الخلاص من سارقي أحلام شعبنا في الحياة الكريمة الحرّة.».
سماح، وهو نجل مؤسس "دار الآداب" الراحل سهيل إدريس، له العديد من الكتب منها كتابان في النقد الأدبي، و4 روايات للناشئة، و11 قصة مصورة للأطفال.
وعلاوة على إصدارات الكتب، نشر سماح إدريس عشرات الدراسات والمقالات والكتب المترجمة. كما أنه عضو مؤسس في "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" منذ العام 2002.
عُرف إدريس بمواقفه المؤيدة للمقاومة اللبنانية والفلسطينية ودفاعه عنها في وجه المطبعين من دول وأنظمة عربية، ولم يتوقف عن عن ذلك حتى أثناء مرضه.  
وخلال فترة تلقيه العلاج، تلقى سماح إدريس الكثير من الرسائل التي تدعوه إلى التماسك والصمود، كما هي حاله دائماً بالنسبة إلى من عايشوه وتعرفوا إليه عن قرب.
ووصلته رسائل كان ينشرها في حسابه في موقع "فيسبوك"، من بينها رسالة من الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات، وأخرى من المناضل اللبناني في السجون الفرنسية جورج إبراهيم عبد الله.
وعبّر الكثير من أصدقاء إدريس عن صدمتهم وحزنهم لغيابه المفاجئ، لكنهم أكدوا مضيّهم في مقاومة الاحتلال ونصرة فلسطين، استكمالاً لوصيّة إدريس الذي قال مرة: "إذا تخلّينا عن فلسطين، تخلّينا عن أنفسنا"

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

بوتين يلتقي محمود عباس ويؤكد له أن موقف روسيا من تسوية القضية الفلسطينية لم يتغير

 

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل زوجته الشهيد الفلسطيني فادي أبو شخيدم فور وصولها من الأردن

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سماح إدريس رحل ولم يتخلَ عن فلسطين حتى الرمق الأخير سماح إدريس رحل ولم يتخلَ عن فلسطين حتى الرمق الأخير



GMT 19:54 2021 الثلاثاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

عراقي يدخل "غينيس" بأكبر عمل فني بالخيط والمسمار

GMT 00:10 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

الخط العربي يُدرج على قائمة "اليونسكو" للتراث غير المادي

GMT 22:54 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل الفنانة التشكيلية المصرية جاذبية سري عن 96 عاماً

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 20:31 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

كومباني يعلن جاهزية مانشستر سيتي لمواجهة ليفربول

GMT 11:14 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

تزيني بمجموعة مميزة من المجوهرات في عيد الحب

GMT 16:31 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

برانت دورتى ينضم لفيلم "Fifty Shades Of Grey"

GMT 01:15 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مميّزات جديدة في هاتف "iPhone X" الجديد من أبل

GMT 11:16 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة وفيتامينات لعلاج النهايات العصبية للجهاز العصبي

GMT 05:31 2016 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يتوصَلون لمعرفة مسارات طيور السنونو خلال رحلاتها

GMT 00:27 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مناقشة كتاب "أيام من حياتي" سيرة سعد الدين وهبة

GMT 23:31 2017 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

الريان يخرج حمد الله من "جحيم" الجيش القطري

GMT 05:04 2016 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

ضريح القديس يهوذا وحصنه الشاهق يزيّنان جانسي الهندية

GMT 22:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

لمسات مثيرة لرقبة زوجك قبل العلاقة الحميمة

GMT 22:18 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ يلتقي فورتونا دوسلدورف 13 كانون الثاني

GMT 04:59 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

هيونداي تطرح "نيكسو" تصدر الماء النقي في العادم

GMT 07:21 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca