آخر تحديث GMT 23:48:18
الدار البيضاء اليوم  -

جامعي مغربي يتوقع رسم "خريطة جديدة للديانات" بسبب الهجرة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - جامعي مغربي يتوقع رسم

تنوع الديانات في المغرب
الرباط-الدار البيضاء اليوم

في خضم التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي على مستوى مكوناته خلال العقد ونصف العقد الأخير، بعد أن تحوّل من بلد مصدّر للهجرة إلى بلد مستقبٍل للمهاجرين، قال يوسف السباعي، أستاذ زائر في جامعات بييمونتي أورينتالي وبادوفا بإيطاليا، إن هذه التحولات تستدعي رسم خريطة جديدة للديانات في المغرب.وقال السباعي، في محاضرة ضمن سلسلة “لقاءات الخميس” التي تبثها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط في قناتها على منصة “يوتيوب”، إن المغرب الذي كان يتميز بحضور الدين الإسلامي كدين أغلبية أفراد مجتمعه، مع وجود أقلية يهودية، عرف تحولات اجتماعية بعد تحوله إلى بلد مستقبل للمهاجرين، ما أعاد الحياة إلى الكنائس بعد أن تناقص روادها من أتباع الديانة المسيحية بشكل كبير.

وأضاف المتحدث أن الكنائس التي بُنيت في المغرب خلال فترة الاستعمار أصبحت خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة تشهد إحياء الطقوس الدينية المسيحية من جديد، نظرا لتوافد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء على المملكة.واستطرد السباعي، وهو دكتور في العلوم الاجتماعية وحاصل على الماجستير في الدراسات حول الإسلام في أوروبا من جامعة بادوفا الإيطالية، بأن الانفتاح الاقتصادي والسياسي للمغرب، وكذا انفتاحه على الهجرة، جعله كبلدان أخرى يشهد تزايد الديانات، مضيفا أن هذه التحولات “تجعلنا في حاجة إلى رسم خريطة جديدة للديانات”.واعتبر المتحدث ذاته أن تداعيات وجود عدد من الديانات في نفس الزمان والمكان يمكن أن تترتب عنها نتائج ذات بُعد إستراتيجي، مستدلا بالتجربة الإيطالية، حيث كانت الحصة الدينية التي تدرّس للتلاميذ في المدارس الابتدائية مقتصرة على الديانة الكاثولويكية، وبعد وفود هجرات جديدة على البلاد، وازدهار ديانات كانت خافتة، مثل البروتيستانتية واليهودية، صارت هناك تعددية في تدريس المادة الدينية.

وأوضح الجامعي المغربي، الذي شغل منصب أستاذ لدى مدارس تكوين الشرطة القضائية بإيطاليا، وأستاذ في المعهد العالي للدراسات القضائية بروما، وكان عضوا في اللجنة الاستشارية حول الإسلام في وزارة الداخلية بإيطاليا خلال الفترة 2014-2016، أن التعددية الثقافية والدينية داخل المدرسة بإيطاليا كان لها تأثير على السياسة التعليمية والتربوية للدولة الإيطالية.وأضاف الأستاذ ذاته أن هذا التأثير لا يقتصر فقط على المدرسة، بل انتقل إلى مناحي أخرى في المجتمع، وزاد موضحا: “عندما تجد في مصنع عمالا يعتنقون ديانات مختلفة فإن إدارته تجد نفسها مضطرة، في وقت الراحة على سبيل المثال، إلى احترام قواعد الطعام لأتباع كل ديانة”.

تأثير التعددية الدينية والثقافية لا ينعكس فقط على علاقة أتباع الأديان المختلفة بعضهم ببعض، بل ينعكس أيضا حتى على العلاقة بين أتباع الديانة الواحدة، إذ قال السباعي، انطلاقا من الأبحاث التي قام بها في إيطاليا، إن وجود مسلمين ينتمون إلى مذاهب فقهية وثقافية مختلفة، ولديهم تمثلات اجتماعية مختلفة، تجعل بعض خطباء المساجد يتفادون الخوض في المواضيع الفقهية التي يوجد خلاف حولها، تفاديا لأي حساسيات من هذا الطرف أو ذاك.من جهة ثانية، قال السباعي إن التحولات التي تعرفها المجتمعات أدّت إلى عودة قوية للدين، بخلاف توقعات عدد من رواد علم الاجتماع الذين توقعوا “نهاية الديانات”، مثل إميل دوركايم، مبرزا أن الدين “رجع ليطفو على السطح، بل إنه عاد ليكتسح الفضاء العام في كثير من البلدان، مع تفاوت قوة انتشاره من منطقة إلى أخرى”.

قد يهمك أيضا:

الطلبة المهندسون يطلبون التعليم الحضوري وفتح الأحياء الجامعية

 دورات تكوينية تواكب التلاميذ قبل امتحانات شهادة البكالوريا في المغرب

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعي مغربي يتوقع رسم خريطة جديدة للديانات بسبب الهجرة جامعي مغربي يتوقع رسم خريطة جديدة للديانات بسبب الهجرة



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 00:01 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

دجاج على الطريقة الصينية "دجاج كانتون"

GMT 22:00 2017 الأربعاء ,19 تموز / يوليو

الارشيف الوطني ومشجب أسرار الدفاع الوطني

GMT 03:34 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

طرح منزل الكشافة بادن باول للبيع مقابل 3.5 مليون استرليني

GMT 16:43 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

متشرد يوقف "طرامواي’" الدارالبيضاء في الحي المحمدي المغربي

GMT 11:24 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان حسن كامي والفنانون ينعوه برسائل مؤثرة

GMT 06:35 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر نفط عُمان يرتفع الى 71.14 دولار الخميس

GMT 12:44 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

هوجو جاستون يحرز ذهبية التنس في أولمبياد الشباب

GMT 07:00 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ألوان ظلال الجفون "الصارخة" تسيطر على موضة الخريف

GMT 22:22 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

اكتشفي طرق سهلة و مريحة لتنظيف أواني الطهي

GMT 07:08 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على سبب تسمية الجامع الأزهر

GMT 04:42 2018 الخميس ,14 حزيران / يونيو

حجز أدوية مهربة وغير مرخصة في بني ملال

GMT 17:41 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

نجوم الكرة يتعاطفون مع النجم صلاح

GMT 08:51 2018 السبت ,19 أيار / مايو

6 حلول فعالة لعلاج قشرة الشعر الموسمية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca