آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

لجأت بعض الحكومات إلى تجريم نشر معلومات كاذبة عن الوباء

جامعة "نيويورك" ترصد آلاف المعلومات المضللة الخاصة بـ"كوفيد 19"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - جامعة

فيروس كورونا المستجد
واشنطن _الدار البيضاء اليوم

«كوفيد - 19» هو الوباء العالمي الأول الذي جاء في حضور منصات التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي فتحت فيه هذه المنصات فرص الحوارات المجتمعية، فإنها أيضاً نشرت الكثير من المخاوف والأكاذيب والمعلومات المغلوطة والكاذبة. وفي خضم الحجم الهائل من المعلومات اليومية المتاحة خلال فترة الوباء من وسائل الإعلام الرسمية، فإن الإضافات المبالغ فيها من وسائل التواصل أدَّت في بعض الأحيان إلى ارتفاع معدلات التوتر والخوف بين المتابعين. وظهر هذا في حالات واضحة مثل قرارات الحكومات إغلاق المدارس في فترة ذروة الوباء، ثم إعادة فتحها لفترة. فقد ظهرت موجات الاعتراض الشديد على كلا القرارين، مرة بدعوى أن أولياء الأمور يحتاجون إلى العمل مع بقاء الأطفال في المدارس، ومرة أخرى من باب الخوف على عدوى

الأطفال لبعضهم البعض ولذويهم. ويتخذ البروفسور جيف هانكوك من جامعة ستانفورد الأميركية موقفاً متفائلاً من توجهات وسائل التواصل الاجتماعي؛ فهو يعتقد أنها كانت مفيدة في التواصل المجتمعي أثناء فترة الحِجر الصحي التي شعر خلالها الأفراد بالعزلة. ومهَّدت وسائل التواصل الفرص لتبادل الآراء حول الوباء، وعكست كيفية تفكير المجتمع في التعامل مع الخطر الفيروسي. ويضيف هانكوك أن العلماء أيضاً استخدموا وسائل التواصل من أجل الاتصال المباشر بالجمهور، وشرح الجهود التي يقومون بها من أجل إيجاد المصل الواقي، كما استخدمها مسؤولون من أجل تنظيم الجهود التطوعية لخدمة غير القادرين على رعاية أنفسهم في المجتمعات المحلية. وهذه الجهود والخدمات كانت حيوية خلال ذروة الأزمة، وساهمت في إنقاذ حياة آلاف من

المرضى وكبار السن الذين حصلوا على الرعاية من المتطوعين. ولكن مقابل كل حالة عملية من المساعدة الفعلية كانت هناك مئات الحالات من مستخدمين ينشرون الإشاعات والأكاذيب والمعلومات الخاطئة، سواء بعلم أو بغير علم. ورصد موقع لتتبع المعلومات الخاطئة في جامعة نيويورك يشرف عليه الدكتور دانييل روجرز الآلاف من المعلومات الخاطئة الخاصة بفيروس «كورونا»، عبَّر عنها روجرز بالقول إن الفيروس فتح الأبواب لكل محتال وكل بائع أدوية وهمية لكي ينشر غسيله «القذر» على الإنترنت. ونشرت آلاف النظريات الكاذبة وأساليب العلاج الوهمية والمعلومات اللامعقولة حول الوباء ومصادره وطرق الوقاية والعلاج، ومعها أيضاً كيفية الحماية المقترحة والحصول عليها بدولارات قليلة. ووسط الخطر الجارف من انتشار الفيروس من

جراء المعلومات الكاذبة وطرق العلاج الوهمية، كان لا بد لأصحاب الآراء العلمية الصحيحة والمصادر الرسمية توصيل آرائهم إلى الجماهير. ولهذا السبب لجأت بعض الحكومات إلى تجريم نشر معلومات كاذبة عن الفيروس وعن حجم المرضى بالسجن والغرامة لمن ينشر معلومات بلا دليل. ويشيد البروفسور روجرز بجهود منصات التواصل الاجتماعي في التصدي للمعلومات الكاذبة على مواقعها وحذفها. ولكنه يعترف بأن هذه الجهود كانت ناقصة وعشوائية وغير كافية. فما إن يتم حذف خبر كاذب من موقع حتى يظهر على موقع آخر. ويضيف روجرز أن التحكم في الأخبار الكاذبة يحتاج المزيد من الجهود والاستثمار من هذه المواقع حتى يكون مؤثراً. من ناحية أخرى، إثرت مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً في استجابة جمهور المتابعين للأخبار المتعلقة

بفيروس «كوفيد - 19». وفي بداية مرحلة الحجر الصحي نشر العديد من المشاركين في مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليات الشراء بالجملة لبعض اللوازم المنزلية، ومنها على سبيل المثال أوراق التواليت، مما أدى إلى تقليد فوري من آلاف آخرين في عمليات الشراء العشوائي بالجملة. وأدى هذا النشاط في النهاية إلى فراغ الأسواق من بعض اللوازم والأطعمة، وخَلْق حالة نقص وهمية على رغم توفر المصادر الطبيعية من الموردين. وفي هذه الحالات ساهمت وسائل التواصل في تعزيز حالات الفزع الاجتماعي بدلاً من طمأنة الجماهير. وساهم كل من نشر عن مشاركته في تخزين الأغراض المنزلية والأطعمة في تعميق الأزمة. ويستمر هذا النشاط السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي حتى الآن حيث ينشر البعض صوراً لتجمع الاهل والأصدقاء في

مناسبات اجتماعية، رغم الإرشادات الرسمية بضرورة التباعد الاجتماعي، منعاً لانتشار العدوى. وينتج عن مشاهدة هذه الصور تقليد آخرين لها بمزيد من الصور والتجمعات، في إهمال تام لقواعد الصحة العامة، كما حدث مؤخراً على شاطئ مدينة بورنموث البريطانية من ازدحام خانق، في أحد الأيام الحارة، في مشهد يعكس إهمالاً تاماً للتباعد الاجتماعي. من العوامل الأكثر تأثيراً في نفسية متابعي وسائط التواصل كان النشر اليومي لأعداد المصابين والمتوفين من جراء انتشار جائحة {كورونا}، خصوصاً في دول بؤرة الإصابة، مثل إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا والولايات المتحدة. وأدت هذه المعلومات إلى مناخ من الخوف والتوتر والشلل، في رأي الدكتور لي رايلي من جامعة كاليفورنيا. وقد تكون جرعة الخوف مفيدة في أوقات الأزمة من أجل مزيد من الحذر، وهو

أسلوب يمكن أن تتبعه السلطات الصحية في العديد من الدول من أجل توصيل رسالة مدى خطورة هذا الفيروس المستجد، وتلقي رد الفعل المطلوب. ونجحت بالفعل رسائل صحية للتحذير عبر وسائل التواصل في نشر الوعي عن طريق نسخها ونشرها من آلاف المستخدمين. وفي غمار محنة وجودية مثل «كوفيد - 19» قد يكون نشر الخوف مفيداً في اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية. فالتوتر ورد الفعل المذعور يعني أحياناً أن الرسالة عن خطر الفيروس وصلت، وأن المتلقي يتنبه إليها ويقوم بالجهود اللازمة لحماية نفسه وغيره. في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى المزيد من المعلومات الموثوقة للوقاية من تبعات «كوفيد - 19»، ومتابعة أحدث تطورات البحث عن علاج، فإن صناعة الإعلام تعاني أكثر من غيرها، رغم أن الإقبال عليها زاد عدة أضعاف مقارنة

بفترة ما قبل الوباء، رغم المعاناة من تراجع الإيرادات. وأحد أهم الأسباب هو تردي الوضع الاقتصادي العام الذي يقارن بفترة الكساد العظيم خلال ثلاثينات القرن الماضي.وبينما تروي إحصاءات الإصابات والوفيات اليومية صورة قاتمة عن الحالة الصحية في العالم، فإن الصورة الأكبر للاقتصاد العالمي تروي مأساة لملايين العاطلين عن العمل، منهم ما يزيد على 22 مليون عاطل في الولايات المتحدة وحدها. وأدت مرحلة الحجر الصحي ومنع الاختلاط الاجتماعي إلى زيادة استهلاك للمعلومات التي يبثها الإعلام بأنواعه، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية. وأصبحت الحاجة ملحة للعثور على معلومات صحيحة يمكن أن يعتمد عليها القارئ.


قد يهمك ايضا

مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي يحتفي بالذكرى الخامسة لتأسيسه

معهد جامعة نيويورك أبوظبي يعقد ندوة عن مذبحة "جاليانوالا باغ"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعة نيويورك ترصد آلاف المعلومات المضللة الخاصة بـكوفيد 19 جامعة نيويورك ترصد آلاف المعلومات المضللة الخاصة بـكوفيد 19



GMT 18:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 00:01 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تتأهل رسميًا إلى نصف نهائي بطولة أفريقيا للريشة الطائرة

GMT 20:57 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

اختيار هشام نصر متحدثًا رسميًا لاتحاد اليد المصري

GMT 19:36 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

ارتفاع أسعار تذاكر مباراة وداع فينغر

GMT 07:53 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

تعرف على قواعد اختيار هدية عيد الحب لشريكة الحياة

GMT 02:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

المجلس الأعلى للقضاء يعاقب 15 قاضيا من مختلف المدن المغربية

GMT 06:17 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

جيجي حديد في إطلالة من الجلد في عيد ميلاد حبيبها

GMT 23:48 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

نجل "عبدالرؤوف" يكشف حقيقة حالته الصحية

GMT 06:50 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الحزب الجمهوري يمدح إيفانكا ترامب ويشيد بمجهوداتها

GMT 12:46 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم الدورة الثانية للدوري الدولي لكرة الماء في الرباط

GMT 23:36 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الأحد

GMT 07:43 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مدينة شَرِيش الإسبانية الساحرة الأفضل لقضاء عطلة الأسبوع

GMT 12:31 2015 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على جثة محروقة وملقاة في ضواحي مدينة فاس

GMT 15:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة بريطانية تعلن اكتشاف حقل جديد للغاز الطبيعي في المغرب

GMT 16:50 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تأكد غياب لاعب برشلونة عن الكلاسيكو عثمان ديمبلي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca