آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

أبواق الأسد تصمت ويستبدلها بمحللين من "حزب الله"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أبواق الأسد تصمت ويستبدلها بمحللين من

دمشق ـ جورج الشامي

بيّن كاتب ومحلل وصحافي ودارس وإعلامي ومسؤول، أن صفات المتحدثين باسم الحكومة السورية والمدافعين عنها تنوعت، وإن كان معظمهم لا يتمتع بأي صفة رسمية، إلا أنَّ ظهورهم على الشاشات العربية والعالمية كان متواصلاً لأكثر من 20 شهرًا، يبررون ويشرعون ويحللون تصرفات الجهات الحكومية والأمنية والعسكرية، ومتهمين الإعلام العالمي عامة والعربي خاصة بالتلفيق والتآمر على نظام الممانعة والمقاومة السوري. وأضاف "لكن الأيام الأخيرة شهدت تغيرًا نوعيًا في السياسة الإعلامية المتبعة من قبل الحكومة السورية، حيث تناقص وبشكل حاد ومفاجئ ظهورهم على الفضائيات العربية، ودون سابق إنذار، حتى أنَّ الإعلامي السوري فيصل القاسم ذكر أكثر من مرة أنَّ المتحدثين باسم الحكومة السورية لم يستجيبوا لدعواته للمشاركة في برنامج "الاتجاه المعاكس"، كما أنَّ غالبية نشرات الأخبار في الفضائيات العربية والعالمية أكدت مرارًا عبر مذيعيها أنَّهم حاولوا الاتصال بالمتحدثين باسم الحكومة السورية لتقديم وجهة النظر الرسمية، إلا أنَّهم لم يوفقوا في التواصل مع أيٍ منهم، ربما باستثناء المحلل شريف شحادة الذي استمر في الظهور وإن كان بشكل أقل من السابق". وهذا التوقف أرجعه المراقبين إلى عدة أسباب، أهمها ما قالوا أنَّه "الإفلاس الذي وصل إليه هؤلاء، خاصة أنَّ الآلة العسكرية للنظام السوري ازدادت همجيتها وإجرامها في الآونة الأخيرة"، خاصة أنَّه لم يعد لدى (أبواق الحكومة السورية) أي وسيلة دفاعية لتبرير ما يحدث، أو لشرعنته. كما ذهب هؤلاء للقول أنَّ غالبية (المحللين) السوريين الموالين للنظام السوري أصبحوا يكررون نفس الكلام، وبشكل متواصل، ولم تحمل تصريحاتهم أي تحليل للحالة السورية بل العكس ظهرت تصريحاتهم كبيان أمني صادر من الجهات الرسمية، خاصةً أنَّهم غير مخولين من قبل الجهات الرسمية بقول رأي أو توضيح شخصي، بل عليهم تقديم البيان الرسمي اليومي مهما كان السؤال الموجه لهم. ويدلل هؤلاء على كلامهم إصرار المحللين على إجابة واحدة تتعلق بالتضليل الإعلامي للفضائيات العربية، رغم أنَّ غالبية الأسئلة تكون حول قضايا أخرى. ويضيف المراقبون أنَّ أحد الأسباب الهامة التي دفعت الجهات الرسمية لوقف محلليها هو التكرار والسطحية والأخطاء التي تزايدت في الآونة الأخيرة، وهو ما حوّل التصريحات من مفيدة للنظام السوري إلى مسيئة له. ولكن الرسائل المسربة لبريد الرئيس السوري الإلكتروني والذي بثته قناة العربية على حلقات مؤخرًا، أبرزت سببًا هامًا لتوقف ظهور محللي الحكومة. فالنصائح الإيرانية والروسية على الصعيد الإعلامي كانت واضحة ولا لبس فيها، في دعوة الرئيس السوري للإستغناء عن المحللين السورين (أمثال غسان عبود، أحمد الحاج علي، ضرار جمو، شريف شحادة، وغيرهم) الذين يفتقدون للخبرة في مثل هذه المواقف، ويفتقرون للمعرفة الكافية لمواجهة الإعلام العربي والعالمي والمحترف، وتنقصهم أدنى متطلبات المحلل السياسي، على حد تعبير البريد المسرب، واستبدلاهم بمحللين لبنانيين (وخاصة من أتباع حزب الله) لهم باع طويل في التحليل، وهو الأمر الذي بدا يتضح مؤخرًا. ضمن هذه الأسباب التي ساقها الكثير من المراقبين يطفو إلى السطح الموقف العربي والعالمي للجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية التي يرتكبها الحكومة السورية منذ أكثر من عشرين شهرًا، والتي لم تزد عن تصريحات واستنكارات وبيانات مفرغة من محتواها، وهو الأمر الذي طمأن الحكومة السورية، إضافة إلى أنَّ الفيتو الروسي الصيني المتكرر على أي قرار عالمي، والذي زاد من طمأنته، مما دفعه للاستغناء عن محلليه، وعلى ما يبدو أنه لم يعد يعنيه تبرير أو شرعنة أفعاله في ظل الحماية الدولية التي يتمتع بها، وتحت وطأة التراجع الكبير في الخطاب السياسي العالمي، والذي أصبح يساوي بين الجلاد والضحية، حسب العديد من مؤسسات حقوق الإنسان. لاشك أنَّ غياب محللي الحكومة السورية عن الفضاء العربي والعالمي يحمل الكثير من القراءات، ويكمن وراءه الكثير من الأبعاد السياسية، ويندرج تحت بند التصرفات غير المفهومة للنظام السوري، ولكن عدم حاجة الحكومة السورية لمحلليه في الوقت الحالي واضح للعيان، خاصة في ظل الصمت العالمي تجاه جرائمه. إلى ذلك وضمن المعطيات الموجودة، يُرجح أنَّ غياب أبواق الحكومة السورية لن يطول فوضع المجتمع الدولي الحالي غير مستقر، ويمكن أن يتغير بشكل مفاجئ، وهذا الأمر سيعيدهم من جديد للظهور وتقديم التبريرات والتحليلات التي تسعى لتبرئة الحكومة السورية من جرائمه.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبواق الأسد تصمت ويستبدلها بمحللين من حزب الله أبواق الأسد تصمت ويستبدلها بمحللين من حزب الله



GMT 15:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

رئيس الرجاء يحاول اقتناص لاعبين أحرار بدون تعاقد

GMT 05:33 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن موقع هبوط يوليوس قيصر لغزو بريطانيا

GMT 09:33 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عهد التميمي

GMT 10:19 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الروسي يعلن وصول أول كتيبة من سورية إلى موسكو

GMT 11:50 2016 الثلاثاء ,20 أيلول / سبتمبر

مقتل 4 من عناصر "بي كا كا" في قصف تركي شمالي العراق

GMT 06:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

8 معلومات مهمة عن "جسر العمالقة" تزيد الفضول لزيارته

GMT 17:21 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الأرجنتين يعلن عن تشكيلته لمواجهة البرازيل

GMT 00:21 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

صحيفة بريطانية تكشف أفضل 10 فنادق في مدينة روما

GMT 22:46 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

حسن الفد يعيد شخصية كبور من خلال عرضه " سكيتش"

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

2016 عام حافل بالأنشطة والعروض في الدار العراقية للأزياء

GMT 04:38 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مرضٌ خطير يصيب الأبقار ويعزل عشرات القرى في سطات

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

وفاة الممثل المسرحي المغربي إدريس الفيلالي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca