آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

محمد العريان يؤكد أن مشكلة الثقة في سياسات البنوك المركزية دفعت الأسواق لتذبذبات عنيفة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - محمد العريان يؤكد أن مشكلة الثقة في سياسات البنوك المركزية دفعت الأسواق لتذبذبات عنيفة

الخبير الاقتصادي ورئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج، محمد العريان
القاهرة ـ سعيد الفرماوي

بينما يناقش الاقتصاديون احتمال حدوث ركود في العام المقبل، فإن الولايات المتحدة عالقة في منطقة غير مريحة، إذ تقترب أكثر من التضخم المصحوب بالركود أو ما يعرف بالركود التضخمي. من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي ورئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج، محمد العريان، مخاوف السيناتور الأميركية، إليزابيث وارن، أثناء مناقشتها سياسة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، والتي أشارت إلى تزايد المخاوف من أن تؤدي سياسة المركزي الأميركي لدفع الاقتصاد نحو منحدر الركود.

وقال العريان في تعليقه، إن "الواضح والسيناريو الأساسي حالياً للاقتصاد الأميركي، هو أننا في مرحلة ركود تضخمي"، مضيفا: "للأسف ولسوء الحظ، أن الهبوط الناعم بالتضخم إلى مستويات آمنة - والذي يحافظ على معدلات نمو مرتفعة ومعدلات تشغيل عالية - بات غير مرجح".

وتابع العريان في تصريحاته لموقع "ياهوو فاينانس"، أن الوصول إلى هذه المنطقة كان بسبب السياسات الخاطئة للفيدرالي الأميركي، وحتى لو أنه غير مسؤول عن مشكلة التضخم كونها خارجية ومتعلقة بسلاسل الإمداد، إلا أن تعامله معها في البداية كان بطيئاً، تبعه رد فعل عنيف أكثر من اللازم، والذي قاد الأسواق إلى التشكك في مصداقية البنك المركزي، والعديد من البنوك المركزية حول العالم وقعت في نفس الخطأ.

وأوضح العريان أن مشكلة الثقة في سياسات البنوك المركزية دفعت الأسواق لتذبذبات عنيفة خلال العامين الماضين. وعزا السبب إلى أن فقدان المصداقية من جانب الأسواق، يرجع في الأساس إلى أن البنوك المركزية تكشف عن سياستها وتوضح النتائج التي تستهدف الوصول إليها عبر هذه السياسات، ومن ثم يقوم اللاعبون الرئيسيون في الأسواق بتبني هذه الأهداف والعمل معاً في مجموعة واحدة وطريق واحد للوصل لهذه الهدف، إلا أن ضعف الثقة يعني أن الأسواق تتفاعل مبكراً مع توقعاتها لما ستقوم به البنوك المركزية، وتسبقه بخطوة، وحتى خسائر السوق كانت سابقة لقرارات الفيدرالي برفع الفائدة، وهو سيناريو "ضعف الثقة".

وبالعودة إلى وضع الأساس الحالي، وهو الركود التضخمي، فإن أحد جانبيه هو التضخم، والذي يكون مصحوباً افتراضياً بنمو مرتفع ومعدل بطالة منخفض، والجانب الأخر هو الركود، وهو معاكس تماماً.

والرُّكود التضخُّميّ هي حالة نمو اقتصادي ضعيف وبطالة عالية، أي ركود اقتصادي، يرافقه تضخم، وتحدث هذه الحالة عندما لا يكون هناك نمو في الاقتصاد ولكن يكون هناك ارتفاع في الأسعار.

وأوضح العريان، أن الكفة تميل إلى جهة الركود أكثر في الوقت الراهن، مع استمرار معدلات التضخم المرتفعة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، خفض البنك الدولي توقعاته للنمو العالمي هذا العام إلى 2.9%، من توقع سابق عند 4.1%، وأصدر تحذيراً قال فيه: "تواجه التوقعات العالمية مخاطر هبوط كبيرة بما في ذلك التوترات الجيوسياسية المتزايدة، وفترة ممتدة من يذكرنا التضخم المصحوب بركود شبيه بفترة السبعينيات، والضغوط المالية الواسعة النطاق الناجمة عن ارتفاع تكاليف الاقتراض، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي".

وأشار العريان إلى أن الأزمة الحالية تتسع بصورة أكبر، إذ لا يمكن للشركات تمرير التكاليف إلى المستهلكين الذين هم بالفعل متشككين في مستقبل الاقتصاد، وتزايد احتمالية السقوط في الركود وبالتالي فقدان الوظائف، ما يدفعهم إلى تقليل الطلب. وأضاف أن محركات الطلب الاستهلاكي ليست مرتبطة فقط بحجم الدخل الحالي للأفراد، لكنها مرتبطة أكثر بتوقعاتهم للدخل المستقبلي، وبالتالي كلما كانت الصورة قاتمة حول المستقبل انخفض الطلب في الوقت الراهن.

وعلى الجانب الأخر، أوضح العريان، أن الأزمة الحالية، بالتأكيد أزمة عالمية، ضربت أكبر 3 مناطق اقتصادية في العالم، بداية الولايات المتحدة مروراً بالصين ووصولاً إلى أوروبا، والتي تعاني على وجه الخصوص، لخطر قطع الغاز الطبيعي الروسي والحبوب الأوكرانية عنها، إذ قد تسقط اقتصادات كبرى مثل ألمانيا في الركود بمجرد قطع الغاز. وقد تم تسليط الضوء على ذلك بشكل أكبر من خلال مؤشر مديري المشتريات لمنطقة اليورو يوم الخميس، حيث انخفض إلى أدنى مستوى خلال 16 شهراً في يونيو.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

محمد العريان يتوقع حدوث خطأ من بنك الاحتياطي الفيدرالي في ظل الأحداث الجارية

محمد العريان يُحَذِر من تقلبات الأسواق في كانون الثاني ويؤكد أنها مجرد بداية

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد العريان يؤكد أن مشكلة الثقة في سياسات البنوك المركزية دفعت الأسواق لتذبذبات عنيفة محمد العريان يؤكد أن مشكلة الثقة في سياسات البنوك المركزية دفعت الأسواق لتذبذبات عنيفة



GMT 08:05 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أزياء أسبوع ميلانو لموضة الرجال جريئة ومسيطرة

GMT 06:29 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

منع أقدم سجناء "غوانتانامو" من قراءة كتاب دون أسباب

GMT 12:15 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

"ثقافة الإسكندرية" تعلن عن إصدار 4 كتب جديدة

GMT 09:23 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

النمر التسماني يظهر مجددًا بعد الاعتقاد بانقراضه

GMT 10:40 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

الزخرفة تميز "دوتشي آند غابانا" في صيف 2018

GMT 11:44 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

وزير الفلاحة والصيد البحري يصل إلى مدينة جرادة

GMT 05:38 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

كتاب جديد يشرح خبايا السيرة الذاتية لبيريغيت ماكرون

GMT 05:51 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

حمادة هلال يطرح كليب "حلم السنين" في عيد الحب المقبل

GMT 07:18 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

نظام تعليمي إنجليزي متطور يمنح الشهادة الجامعية في عامين

GMT 16:56 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى أوراش يوجه أسئلة محرجة لرئيس طانطان لكرة السلة

GMT 10:43 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية مالم تعد من أجمل الأماكن لجمع العائلات وقضاء العطلات

GMT 01:00 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شخص يحتجز نجله داخل غرفة في مكناس لمدة 3 سنوات

GMT 09:59 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تُعلن أن الغضب المكبوت يُسبّب السرطان

GMT 08:42 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

تنافس تسع فنادق عالمية على جائزة أفضل تصميم
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca