آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

استجابة لحالة الطوارئ الصحية المعلنة من قبل الحكومة

سائقو الشاحنات يواصلون السير عبر مدن أشباح وطرق مهجورة في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سائقو الشاحنات يواصلون السير عبر مدن أشباح وطرق مهجورة في المغرب

سائقو الشاحنات
الرباط - الدار البيضاء

رغم التأثيرات السلبية لانتشار وباء فيروس كورونا المستجد على نشاطهم، يواصل سائقو الشاحنات السير عبر مدن أشباح، وعبر طرقات مهجورة، ليوصلوا، بشجاعة، البضائع إلى وجهتها النهائية، فبعد إغلاق المقاهي والمطاعم والمساجد، حتى بباحات الاستراحة، استجابة لحالة الطوارئ الصحية المعلنة من قبل الحكومة، ليس من خيار أمام هؤلاء السائقين إلا التأقلم مع هذا الوضع الاستثنائي، والتكيف مع ظروف عمل أقل ما يمكن أن قال عنها إنها قاسية أكثر من أي وقت مضى، والتخلي عن كل عاداتهم الصغيرة.

التوقف بعد ساعات من السياقة على الطريق لطلب كأس شاي أو قهوة أو وجبة طعام عادات صارت من الماضي، لا شيء متاح في "زمن الكورونا"، ليجد السائقون أنفسهم مجبرين على أن يأخذوا معهم ما يحتاجونه، وسرقة بضع دقائق لتحضير طعامهم؛ ولمواجهة هذه الوضعية الخاصة، قاموا بتجهيز شاحناتهم بالمعدات الضرورية، وبعضهم فكر في إعداد مكان للنوم داخل الشاحنة، وآخر للطبخ، في احترام تام لكل شروط الأمن والسلامة الصحية.
يقول "محمد.ه"، سائق شاحنة قادم من مدينة أكادير، في تصريح صحافي: "بذلنا كل الجهد للتأقلم مع هذه الوضعية الجديدة، لنستطيع مواصلة نشاطنا بشكل طبيعي، والاستجابة لطلبات زبائننا بنقل بضائعهم نحو مدن أخرى".
فهذا السائق الأربعيني، الذي أبان عن وعي كبير بالمخاطر التي تتهدده بالخروج من المنزل خلال فترة الحجر الصحي، مقتنع بأنه، مع ذلك، ما من خيار سوى الخروج ومواصلة العمل ليعول أسرته، وأضاف أنه "منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية، يوم الجمعة 20 مارس الجاري، وقع تغيير كبير في ظروف العمل"، وزاد موضحا: "بداية، أصبحت أخصص حيزا كبيرا من الوقت لتحضير الوجبات التي سآخذها معي، ولا أتوقف عن تعقيم الشاحنة عند كل توقف"، ليتابع: "المشكلة الوحيدة التي نعاني منها حاليا هي إغلاق محلات تصليح السيارات، مادام أن الشاحنة تحتاج للصيانة على الدوام".
ورغم أن سائقي الشاحنات أحسنوا تدبير هذه الأزمة الصحية، وتعاملوا معها بروح من التفاؤل، غير أن تداعياتها أثقلت كاهلهم بفعل تراجع المداخيل، وبالتالي كان لها تأثيرها على قدرتهم الشرائية، مادامت غالبية السائقين تمتح من جرابها.
وهو الأمر الذي يعانيه أيضا "مولود. ب"، سائق آخر من مدينة أكادير، أقر بأن المداخيل في هذه الفترة بالكاد تكفي لتغطية مصاريف الوقود، موردا: "هذه الظرفية صعبة شيئا ما، فقد أصبحت أنقل البضائع بمعدل رحلة واحدة في الأسبوع"، وأردف، بنبرة استسلام: "أحيانا أمكث حتى خمسة أيام، ويمكن أكثر، بالدار البيضاء، في انتظار زبون لرحلة العودة.. يومياتي تغيرت بالكامل، سواء على المستوى المهني أو الشخصي".
وفي ما يتعلق بالمراقبة على الطرق، أعرب السائق ذاته عن اطمئنانه لما يلحظه من تعبئة قوية في صفوف القوات العمومية لتأمين السير الجيد لحالة الطوارئ الصحية، وبالنسبة إليه، فهو لم يصادف أي مشكلة على الحواجز، مادام يتوفر على الرخصة الاستثنائية للتنقل التي قام بإلصاقها على الزجاج الأمامي للشاحنة.
وأمام هذه الوضعية، يجد السائقون أنفسهم يعيشون معاناة مزدوجة، تتمثل في عزل أفراد عائلاتهم بسبب الخوف على صحتهم، وفي ركود النشاط الاقتصادي؛ وهو ما يؤكده "محمد.إ"، ناقل بضائع من الدار البيضاء، بقوله: "المداخيل ضعيفة مقارنة مع الفترة العادية، فعوض القيام برحلتين أو ثلاث في الأسبوع كما في السابق، أنا مجبر اليوم على الانتظار عشرة أيام، بل أكثر، ونحن مكتوفي الأيدي".
واستطرد محمد بأن "هذه المهنة تتطلب الخروج من البيت، وإن أصبح الزبناء عملة نادرة هذه الأيام، مادام أن العديد من الشركات لا تتوفر على وسائل نقل خاصة بها، وبائعو الجملة بدرب عمر أغلقوا محلاتهم إلى غاية نهاية الحجر الصحي".
وفي انتظار الأفضل في الأيام القادمة، سيغير هذا السائق نشاطه للقيام بتوزيع صناديق الخضر والفواكه المقتناة من سوق الجملة من قبل تجار التقسيط بأحياء بنجدية ولاجيروند.
والأمر الأكيد أنه لمواجهة هذه الإكراهات والتحديات التي ما تنفك تتزايد بسبب ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد بالمغرب، لا يدخر سائقو الشاحنات أي جهد لمواصلة نشاطهم خدمة للمواطن؛ هي تضحية أخرى تنضاف لسجل تضحياتهم.

وقد يهمك أيضا :

استمرار حالة الطوارئ الصحية في المغرب منذ إقرارها 20 آذار الماضي
البرلمان المغربي يقلّص عدد النواب المسموح لهم بحضور الجلسات

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سائقو الشاحنات يواصلون السير عبر مدن أشباح وطرق مهجورة في المغرب سائقو الشاحنات يواصلون السير عبر مدن أشباح وطرق مهجورة في المغرب



GMT 07:43 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 20:21 2018 الثلاثاء ,21 آب / أغسطس

عشرينية تنهي حياتها شنقا ضواحي شفشاون

GMT 06:39 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

10 معلومات على المرأة معرفتها للحفاظ على صحتها الجنسية

GMT 23:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

المغرب"بطل عالمي" في عدد السجناء

GMT 10:09 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

تعرف علي سبب تسمية "جبل عرفات " بهذا الاسم

GMT 03:09 2018 الجمعة ,10 آب / أغسطس

تعرف علي مواصفات شخصية مواليد برج الأسد

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

قرار بهدم بيت شجرة على البحر في جزيرة "أنا ماريا"

GMT 03:11 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

النجمة ريتا اورا تبدو أنيقة في إطلالة جذابة ومميزة

GMT 20:46 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أنغام تُحيي حفلة كبيرة في فندق كمبنسكي بمشاركة وائل جسار

GMT 18:20 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فاس تحتضن السباق الوطني الجامعي الأول للدراجات الهوائية

GMT 05:44 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ساو تومي وبرينسيب تمثل المغامرة للأماكن الخضراء

GMT 08:16 2015 الأحد ,21 حزيران / يونيو

المخللات قد تخفض القلق

GMT 09:21 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

توقعات أحوال الطقس في تازة الأحد
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca