آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

التقارب بين المغرب وإسبانيا يمهد لإحداث نفق مضيق جبل طارق

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - التقارب بين المغرب وإسبانيا يمهد لإحداث نفق مضيق جبل طارق

العلم المغربى
الرباط - كمال العلمي

يفتح التقارب الجديد بين المغرب وإسبانيا الباب أمام مشاريع مشتركة توصف بـ”الضخمة”، خاصة في مجالات التجارة والطاقة والأمن، كما يفتح المجال أمام إعادة التفكير في مشاريع سابقة لم يكتب لها التفعيل على أرض الواقع؛ أبرزها النفق البحري الرابط بين البلدين تحت مضيق جبل طارق، الذي طرح كفكرة في 16 يونيو 1979 بفاس حين التقى خوان كارلوس الأول بالملك الراحل الحسن الثاني.وتحدثت يومية “لاراثون” الإسبانية، في تقرير نشرته الأربعاء، عن إمكانية مساهمة تحسن العلاقات بين البلدين وزيارة سانشيز إلى الرباط في أبريل الماضي في إحياء هذا المشروع، مشيرة إلى أنه “لم يتم دفنه رغم عدم ذكره في الأشهر الأخير”، منبهة في المقابل إلى أن المشروع ليس مطروحا-حتى الآن-في جدول أعمال القمة الثنائية التي يرتقب عقدها قبل نهاية العام الحالي.

والتقى المغرب وإسبانيا إلكترونيا العام الماضي، قبيل اندلاع الأزمة الدبلوماسية بينها، لمناقشة الموضوع على أعلى مستوى، بحضور وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والمياه السابق عبد القادر عمارة، ووزير النقل والتنقل والأجندة الحضرية الإسباني خوسيه لويس أوبالوس، وخلص اللقاء إلى إقرار الموضوع مرة أخرى في اجتماع حكومي دولي مختلط، لكن الانقطاع العملي للعلاقات حال دون ذلك حتى الآن.وعلى الرغم من أن التكلفة كانت إحدى العقبات الرئيسية أمام تنفيذ هذا المشروع، يضيف المصدر ذاته، بناء على تقارير إعلامية، إلا أن مجموعة من المؤسسات المالية والاستثمارية الدولية أبدت في وقت سابق اهتمامها بتمويله، من بينها البنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي والصناديق العربية وصندوق التنمية الإفريقي.

ومن بين العقبات كذلك التي واجهت المشروع، عمق المضيف ونظام الرياح والتيارات البحرية والمد والجزر والأمواج، بالإضافة إلى جيولوجيته المعقدة، كما يعتبر عمق المضيق المنطقة الحدودية بين الصفائح التكتونية الأوراسية وصدع الأزور وجبل طارق، وهو ما جعل الخبراء يراعون النشاط الزلزالي الذي قد يحدث في المضيق نتيجة اصطدام هذه الصفائح، ما دفعهم إلى الاستقرار على الخيار “ب”، وهو “عتبة المضيق” الرابطة بين نقطتي “بالوما” الإسبانية (طريفة) و”مالاباطا” المغربية (طنجة).

وسبق تكليف شركتين عموميتين، إحداهما مغربية والأخرى إسبانية، لدراسة جدوى المشروع وتطوير فكرته؛ إذ برزت منذ طرح الفكرة أول مرة خيارات عدة لهذا الربط تستجيب للجوانب الجيوتقنية وطبيعة الموقع، ولهذا الغرض اتفقت الشركتان على تبادل المعلومات العلمية والتقنية، وذلك عبر توقيع اتفاقية “التعاون العلمي والتقني” بين البلدين في 8 نونبر 1979، التي تشكل الأساس القانوني للتعاون بين البلدين لدراسة جدوى الربط الثابت عبر مضيق جبل طارق.

كما تم إنشاء شركتين دراسيتين، هما الشركة الإسبانية للاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (SECEGSA) في إسبانيا، والشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق في المغرب(SNED) ، ولجنة مختلطة مكونة من عشرة أعضاء، خمسة مغاربة وخمسة إسبان. وتتوزع الوظائف بين البلدين وفق مبدأ توازن الأعباء المالية، مما يجعل جميع الدراسات التي أجريت في إطار الاتفاقيات المذكورة ملكا للبلدين، وتطلع الشركتان الواحدة الأخرى على تطور الدراسات ونتائجها.

وفي عام 1989، تم التوقيع على اتفاقية ثانية مهدت الطريق لكلا البلدين لإقامة تعاون أوسع، حيث أعطت دفعة جديدة لتطوير المشروع والشروع في إجراء الأبحاث الجيولوجية والجيوتقنية الضرورية، من خلال الأعمال التجريبية على نطاق واقعي وآبار بحث عميقة في البحر، وذلك بالاعتماد على مجموعة من الخبراء والمؤسسات العلمية الدولية، وهي الأبحاث التي استبعدت إقامة جسر عوض نفق بسبب عمق المضيق (900 متر)، كما يتابع الاتحاد الأوروبي المشروع عن كثب، على اعتبار أن معظم الركاب والبضائع التي تمر عبر المضيق تأتي من أوروبا أو تتجه إليها.

وكشفت “لاراثون” أن مسؤولين في الشركة الإسبانية سالفة الذكر أكدوا في أكثر من مناسبة أن النفق يمكن أن يصبح جاهزا بين 2030 و2040، على مسار يبلغ 42 كيلومترا، منها 27.7 كيلومترا في نفق تحت الماء و11 كيلومترا في نفق تحت أرضي، بأقصى عمق 300 متر وأقصى انحدار 3 في المائة، ويبلغ قطر كل نفق مسار فردي 7.9 أمتار.ويرى المصدر ذاته أن بناء النفق المذكور سيمكن أوروبا و”المغرب العربي” من تطوير مبادلاتهما على نطاق أوسع وأكثر كفاءة، باستخدام شبكة شاملة من قنوات الاتصال من أوروبا، مما سيسمح بالوصول إلى جميع دول شمال إفريقيا، والمشرق، ومصر وآسيا، وكذلك إفريقيا جنوب الصحراء.كما يمكن الاستفادة من الخط ذاته باعتماده كخط أنابيب للغاز بين المغرب وإسبانيا، إلى جانب نقل الركاب والبضائع وتسهيل حركتهما بين القارتين مع قطارات مكوكية للمركبات والشاحنات، إلى جانب قطارات الركاب والشحن التقليدية، مما سيمنحه تأثيرا اقتصاديا كبيرا على المنطقة يعزز المنشآت الحيوية المتوفرة حاليا على الضفتين كموانئ الجزيرة الخضراء وطنجة وطنجة المتوسط.

في سياق متصل، كشفت “لاراثون” أن المملكة المتحدة ماضية نحو إنشاء نفق بحري بين جبل طارق الواقع تحت سيطرتها والمغرب، مشيرة إلى أنها منذ مغادرتها الاتحاد الأوروبي ترغب في تحسين العلاقات التجارية مع المغرب وتعزيزها، باعتبار المغرب بوابة لإفريقيا، كما يطمح المغرب في الجانب الآخر إلى زيادة أعداد السياح البريطانيين من جبل طارق، بالإضافة إلى القادمين من الجزر، فضلا عن تصدير المنتجات الزراعية صوب المملكة المتحدة. واعتبرت اليومية الأيبيرية ذاتها أنه على الرغم من أن هذا المشروع يبقى إلى حدود الساعة مجرد “إعلان نوايا”، لكن يمكن للبريطانيين الإسراع فيه واتخاذ الخطوة الأولى، وحينها سيكون من الصعب على المشروع الإسباني المضي قدما، لأنه لن يكون ممكنا أبدا بناء نفقين في الموقع نفسه.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

إنقاذ ثمانية مهاجرين مغاربة بمضيق جبل طارق

إنقاذ 136 مهاجرا غير شرعي بمضيق "جبل طارق" بين المغرب وإسبانيا

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التقارب بين المغرب وإسبانيا يمهد لإحداث نفق مضيق جبل طارق التقارب بين المغرب وإسبانيا يمهد لإحداث نفق مضيق جبل طارق



GMT 10:36 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

هيرفي رونار يعيد السعيدي وتاعرابت إلى المنتخب المغربي

GMT 01:58 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تُؤكّد سعادتها بإيرادات فيلم "عقدة الخواجة"

GMT 13:05 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

سليمان يكشف أنه تحت أمر الأهلي ولا يملي عليه أيّ شروط

GMT 11:30 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

الواصلي يكلف المغرب التطواني 36 ألف دولار

GMT 02:51 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فندق القوارض في فرنسا لمفضلي الأماكن الأغرب حول العالم

GMT 02:25 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المصارع جيمس هاريس يصارع الموت بسبب "السكر"

GMT 05:25 2017 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

حمودة شيراز تتفنن في تصميم تحف فنية من الخزف

GMT 22:15 2014 الخميس ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الفاقعة في أحمر الشفاه مناسبة لجميع أنواع البشرة

GMT 13:06 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أصول اختيار وصلات الشعر وطرق العناية بها

GMT 14:47 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

حول اساليب احتيال بعض مكاتب السياحة

GMT 02:35 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

توقيع "قلادة مردوخ" في مكتبة "ألف" في السويس

GMT 10:14 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

رد غامض من هيغواين بشأن انتقاله إلى تشيلسي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca