آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الممارسة العشوائية للختان تهدد صحة الأطفال وتقلب الأفراح إلى أحزان

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الممارسة العشوائية للختان تهدد صحة الأطفال وتقلب الأفراح إلى أحزان

الاطفال
الرباط - الدار البيضاء

تتحول مظاهر الفرح والاحتفال بإخضاع الأطفال والرضع للإعذار (أو الختان)، في بعض الأحيان، إلى هلع وقلق شديدين إذا سارت الأمور في الاتجاه الخاطئ، وتصل بعض الحالات إلى درجة الإصابة بنزيف حاد، وقد تنتهي بوفاة الطفل إذا لم يتم تدارك الأمر بالسرعة اللازمة. وإذا كانت الأسر المغربية، عبر العصور، تستعين بممارسين لعمليات الختان وفق طقوس مفعمة بالفرح، فإن إصابة عدد من الأطفال بمشاكل صحية تختلف درجتها وحدتها من حالة إلى أخرى، أدت إلى فتح نقاش حول الأخطار التي تتهدد صحة الأطفال في حالة القيام بختان غير سليم من جهة، والشروط اللازمة لإجرائه من جهة ثانية، سواء تم على يد طبيب مختص في الجراحة أو من طرف الممارس المعروف لدى العامة بـ”الحلاق” أو “الحجّام”.

بين التعفن والنزيف والوفاة

لطفي جرموني، طبيب مختص في جراحة الأطفال، قال إن “الإعذار عادة تقليدية تندرج ضمن الطقوس الإسلامية، لكنها لم تساير التطور العلمي في عدد من مناطق المغرب، وبقيت في أذهان كثير من الناس مجرد عملية سهلة وبسيطة، دون الانتباه إلى الحوادث التي يتم تسجيلها بين الفينة والأخرى في صفوف الأطفال الذين خضعوا للإعذار، وتصل أحيانا إلى الإصابة بتشوهات في العضو الذكري أو الوفاة بعد نزيف حاد”.وبعدما نبه إلى “تجنب الإعذار العشوائي”، أكد المتحدث ذاته أهمية “إخضاع الطفل إلى استشارة وفحص طبيين قبل العملية، من أجل تحديد طبيعة العضو الذكري الذي يختلف من طفل إلى آخر، مع ضرورة إجراء تحاليل طبية لتحديد درجة تخثر الدم”، مشيرا إلى أن “الأصل هو اللجوء إلى طبيب مختص لإجراء عملية الختان في ظروف آمنة، وفي حالة تعذر ذلك بسبب البعد أو التكاليف المادية، يبقى من الضروري إجراء الفحص الطبي قبل الختان التقليدي”.

وعن المشاكل الصحية التي قد تصيب الطفل بعد إجراء عملية الختان، أوضح الطبيب الجراح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “النزيف الحاد الذي قد ينتهي بوفاة الطفل”، و”الإصابة بتشوه العضو الذكري أو قطع جزء منه”، و”انغلاق مجرى البول بشكل جزئي أو كلي، أو إصابته بثقب جانبي”، و”الإصابة ببعض الأمراض والتعفنات الناتجة عن عدم تعقيم الأدوات المستعملة في عملية الختان، خاصة في الإعذار التقليدي أو العشوائي”.

ختان بالقطع والحرق والكي

ونبه الطبيب المختص في جراحة الأطفال إلى أن “الحجّامة” وبعض الممرضين والأطباء “يستعملون أدوات طبية ومعقمة، لكنهم يستعينون بآلات كهربائية يدعون أنها تعمل بالليزر، في حين تعتمد تلك الآلات على القطع عبر حرق الجلد وكيّ العروق في اللحظة نفسها، لذلك لا يظهر أي نزيف دموي في العضو الذكري بعد الختان”، موضحا أن “هذا النوع من العمليات مضر بصحة الطفل، كما أنه يتسبب في تأخر الشفاء مقارنة مع من إجراء الختان لدى طبيب مختص”.

وأكد لطفي جرموني أن “الختان السليم يتم من طرف الأطباء المختصين في جراحة الأطفال، ويجرى في مكان تتوفر فيه كل شروط السلامة الصحية، حيث تُستعمل فيه أدوات طبية ومعقمة وخاصة بالختان، ويحرص فيه الطبيب على تنويم الطفل لإجراء عملية الإعذار بالدقة اللازمة، باعتبارها تدخلا جراحيا مُهما وليست مجرد عملية بسيطة وسريعة يمكن لأي شخص القيام بها، وذلك تفاديا لتعريض صحة وحياة الطفل للأخطار”. وختم الطبيب ذاته تصريحه لهسبريس بالإشارة إلى أن “مجموعة من عمليات الإعذار العشوائية تنتهي بمشاكل وكوارث، وحينها يتم اللجوء إلى المستشفيات والعيادات والمصحات…، من أجل إنقاذ حياة الطفل وتدارك الأوضاع ومعالجة الآثار الجانبية والتشوهات الناتجة عن ذلك التدخل الجراحي غير السليم، وهو ما يمكن تجنبه منذ البداية بإجراء ختان طبي يراعي مختلف الشروط والظروف الضرورية لحماية الطفل من كل المخاطر المحتملة”.

قد يهمك أيضاً :

 الثورة السودانية تنتصر للمرأة وتُجّرم الختان بموجب نصوص قانونية

 مغاربة واخدين من الإسلام غير الاسم والختانة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الممارسة العشوائية للختان تهدد صحة الأطفال وتقلب الأفراح إلى أحزان الممارسة العشوائية للختان تهدد صحة الأطفال وتقلب الأفراح إلى أحزان



GMT 16:33 2022 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

5 فوائد للتوقف عن تناول الشيكولاتة لمدة شهر

GMT 16:25 2022 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأثير النظام الغذائي على طول العمر

GMT 15:21 2022 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

6 أطعمة تخفض مستويات السكر في الدم

GMT 15:16 2022 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عقار روسي جديد لعلاج جدري القردة

GMT 03:38 2022 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

جدري القرود يمكن أن يسبب التهاب الملتحمة

GMT 10:09 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ضعيف يكشف عن لائحة مجلس المكناسي لكرة السلة

GMT 17:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ساحرة من التنانير الكلوش لمظهر أنثوي مثير

GMT 14:39 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يقترض من البنك الدولي 200 مليون دولار أميركي

GMT 04:12 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

ديانا كرازون تظهر بإطلالة مبهرة في حفلة خاصة في قطر

GMT 00:44 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

فريق الأهلي يُحقق فوزًا رائعًا على نظيره الأوليمبي

GMT 12:57 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الاستهتار" يدفع حكم لقاء سبورتنغ والطيران لإلغاء المباراة

GMT 06:13 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل "بالمختار" من إدارة المرصد المغربي للتنمية البشرية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca