آخر تحديث GMT 23:48:18
الدار البيضاء اليوم  -

مغربيات عالقات يناشدن إنقاذهن من مأساة في مدينة سبتة المحتلة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مغربيات عالقات يناشدن إنقاذهن من مأساة في مدينة سبتة المحتلة

المغربيات العالقات
الرباط - الدار البيضاء اليوم

تعيش عشرات النساء المغربيات العالقات في مدينة سبتة المحتلة مأساة حقيقية، إذ أصبح عدد منهن يعانين من التشرّد ويلجأن إلى المبيت في ظروف لا إنسانية داخل مخازن البضائع التي تدخل إلى المغرب عبر بوابة الثغر المحتل.

في مقطع "فيديو" صوّرته مغربيات عالقات في مدينة سبتة داخل مخزن للبضائع، تقول سيدة مناشدة الملك محمد السادس: "نحن نعيش هنا منذ شهر مارس في وضع يرثى له.. نريد أن نعود إلى بيوتنا عند عائلاتنا وأبنائنا، ونحن على بعد أيام من عيد الأضحى".

وتضيف سيدة أخرى باكية: "يا جلالك الملك، شوف من حالنا، را حنا گالسين غير تحت الزّْنگ فالكاراج، را عندنا وليداتنا، وحنا مراضين، وانا بغيت ننتاحر"؛ فيما قالت سيدة أخرى: "حنا عايشين واحد العيشة خايبة بزاف. حنا عايشين تحت القزدير، الحرارة قتلاتنا، ما كنعسو لا بالليل لا بالنهار، العافية شاعلة فينا والناس مراضين".

مقارنة بمعاناة هؤلاء النسوة، رغم قسوتها، تبدو قصة خديجة أكثر مأساوية. كانت هذه السيدة المتحدرة من مدينة تطوان حاملا في أسابيعها الأخيرة حين قصدتْ مدينة سبتة لاقتناء ملابس لمولودها المرتقب، وفي ذلك اليوم أغلق المغرب حدوده البرية مع إسبانيا، فبقيت هناك وتحولت فرحتُها بقدوم مولودها إلى كابوس مازال جاثما على صدرها إلى الآن.

تحكي خديجة في اتصال هاتفي بهسبريس من سبتة المحتلة أنها أنجبتْ طفلة عن طريق عملية قيصرية يوم 3 أبريل، أي بعد أسبوعين من إغلاق الحدود، بعيدا عن زوجها، وعن أسرتها، وعن وطنها أيضا الذي يوجد على مرمى حجر، لكنها محرومة من العودة إليه رغم كل المخاطر المحدقة بها هي ورضيعتها، ورغم وضعيتها الخاصة.

بعد إنجابها طفلتها في مستشفى بمدينة سبتة، لجأت خديجة إلى بيت أسرة من أقاربها، لكن هذه الأخيرة طلبتْ منها المغادرة بعد شهرين فقط، لتجد نفسها رفقة رضيعتها التي لم يتعدّ عمرها، وقتذاك، بضعة أسابيع فقط، في الشارع مشرّدتيْن، قبل أن تشفق عليهما أسْرة أخرى فآوتْهما في غرفة صغيرة في سطح بيتها.

"قاسيتْ وعانيتْ بزاف بزاف بزاف. ما كنجبرشي حتى باش نشري الحليب لبنتي، وما نقدرشي نخدم حيت عندي العايلة"، تقول خديجة، مضيفة: "العايلة هادي أربع شهور باش تزادت وبّاها مازال ما شافتوشي".

حاليا تواجه خديجة مشكلا جديدا يضاعف حجم معاناتها، فقبل نحو شهر مَرضت وتوجهت إلى المستشفى، حيث خضعت لفحص طبي وتم حقْنها وأعطيت دواء، وقبل أيام وصلها إنذار مفاده أنها مَدينة للمستشفى الذي خضعت فيه للعلاج بمائتي أورو (أزيد من 2000 درهم)، كواجب العلاج، لأنها لا تتوفر على التأمين الصحي، وعليها أن تؤدي هذا المبلغ في غضون خمسة عشر يوما.

لا تعرف هذه السيدة التطوانية كيف ستدبّر أمرَها، فهي لا تملك، كما تقول، ما يكفي من المال حتى لشراء الحليب لرضيعتها التي لم تخضع بعد حتى للتلقيح الإجباري رغم مرور أربعة شهور على ولادتها، لأنها لا تتوفر على التأمين الصحي، متسائلة: "منين غادي نجيب ألفين درهم وأنا ما عندي الدّرهم فجيبي هاد الساعة".

وتستغرب النساء المغربيات العالقات في سبتة كيف قامت السلطات المغربية بإجلاء عشرات المغاربة العالقين في الثغر المحتل قبل أسابيع، ومنهم شباب، وأشخاص لا تتوفر فيهم شروط الأولوية، في حين تم استثناؤهن رغم أنّ منهن نساء أنجبن للتو، وأخريات حاملات ومريضات ونساء متقدمات في السن.

في هذا الإطار قالت خديجة إن الشرطة الإسبانية اتصلت بها بعد إعلان المغرب إعادة المغاربة العالقين في سبتة، وخضعت لبحث، فأخبرت بأن اسمها سيُدرج ضمن لائحة الأشخاص المرشحين للاستفادة من رحلة العودة الاستثنائية، لكنّ أملها خاب يوم حزمت حقيبتها وتوجهت نحو مكان انطلاق الرحلة..تقول: "فْرحت بزاف. دازت سيمانة جمعت حوايجي ومشيت، وملي وصلت قالولي سميتك ما كايناش فلاليسْت (لائحة أسماء المستفيدين من رحلة العودة)"، مضيفة: "مرضت وتدمرت نفسيا وتحطّمت، وكان حدايا بوليس سبانيولي ملي شافني بكا وقال كيفاش منعوك وانت عندك عايلة صغيرة"، وأردفت متسائلة: "ما عرفتش كيفاش خرّجو الناس صغار وما مراض وبقينا حنا هنا؟".

ورغم أن المغرب فتح المجال، حاليا، أمام المواطنين المغاربة العالقين في الخارج للعودة إلى بلدهم، عبر رحلات جوية وبحرية انطلقت منذ 15 يوليوز الجاري، فإن النساء المغربيات العالقات في سبتة المحتلة ليست بمقدورهن العودة إلى المغرب، لأنهن دخلن إلى سبتة بجواز السفر فقط، ولا يتوفرن على تأشيرة شينغن للانتقال إلى مدينة مالقا لاستقلال الطائرة نحو المغرب، أو إلى فرنسا أو إيطاليا للعودة على متن البواخر، في ظل استمرار إغلاق المغرب حدوده البحرية مع إسبانيا.

قد يهمك أيضَا :

المغرب ينجح في تسيير رحلات استثنائية لعودة العالقين في الخارج

تمديد آجال القبول المؤقت للسيارات المرقمة بالخارج والعالقين في المغرب

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربيات عالقات يناشدن إنقاذهن من مأساة في مدينة سبتة المحتلة مغربيات عالقات يناشدن إنقاذهن من مأساة في مدينة سبتة المحتلة



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 19:30 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 19:58 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

امحمد فاخر يفرض شروطه على الأيوبي

GMT 12:52 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تحدي جديد يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بعد رقصة "كيكي"

GMT 13:39 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

الكشف عن جنس مولود الفنانة نانسي عجرم الجديد

GMT 16:55 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"فن ترجمة الشعر" محاضرة في فنون أبها

GMT 18:00 2012 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

علماء فرنسيون يكتشفون علاقة النباتات بالجاذبية الأرضية

GMT 18:12 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تحل ضيفة على "تعشب شاي" الإثنين

GMT 07:54 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة تحافظ على شباب المخ وتعزّز التركيز وتقاوم ألزهايمر

GMT 07:37 2016 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة الجزائرية تكشف زيادة أسعار شراء مساكن البيع بالإيجار

GMT 20:33 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور كتاب "الجبل العميق" لإجي تملكران عن دار صفصافة

GMT 18:45 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أحمد السيسي يغني "دار يادار" في ذا فويس كيدز

GMT 00:11 2016 الجمعة ,22 تموز / يوليو

يوميات حامل بين مواقف مضحكة وأخرى محرجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca