الرباط - الدار البيضاء
قالَ فريد لمريني الوهّابي، أستاذ الفلسفة بجامعة محمّد الأول بوجدة، إنّ التّفاعل الثّقافي يلعب دورًا كبيرا في تعاطي الشّعوب مع الكوارث والأوبئة، مشيرًا إلى أنّ استيعاب الشّعب المغربي لإجراءات الحجر الصحي الذي رسخه الإعلام، ساهم بشكل كبير في تخفيف حدّة انتشار "فيروس كورونا" المستجدّ في البلاد.وأبرز لمريني، الذي يشغل مهمة رئيس قسم الفلسفة بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، خلال ندوة افتراضية حول موضوع: "سؤال الثقافة في ظلّ الأزمنة الوبائية"، أن الثقافة لها حسّ تفاعلي تكتسبه من المعارف والسلوكيات والرموز، من خلال تفاعل الإنسان المستمرّ مع الآخرين ومع العالم الخارجي والطّبيعة".وأضاف المتحدّث، في النّدوة التي نظمها مركز تكامل الدّراسات والأبحاث، بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل على موقع التّواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنّ الثقافة هي روح الشعب وروح المجتمع وتتفاعل مع العلم الذي يشتغل في المختبر، وهي عبارة عن تفاعلات تجسّد نمط تصوّرنا ورؤيتنا للعالم، انطلاقًا من طريقة تعاطينا مع هذا الوباء، وكيفية استخدام العلم لإيجاد علاج له، وكيفية ربط العلاقات الاجتماعية فيما بيننا، في ظلّ الظّروف الطّارئة التي تقتضيها الوضعية الحالية.وفيما ثمّن لمريني التّجربة الصّينية في محاصرة فيروس "كوفيد-19" في مدينة ووهان التي انطلق منها؛ انتقد في المقابل طريقة تعامل بعض الدّول الأوروبية مع انتشار الفيروس، وأبرزها إيطاليا رغم تطوّرها العلمي والمعرفي، لأن الشّعب الإيطالي لم يستوعب خطورة الوباء واستهتر به وَفق ثقافة التّعامل مع المخاطر.وأوضح لمريني أن هذه التّفاعلات التي تبرزها الثّقافة موجودة في الدين والفلسفة والفكر والأدب والفنون واللغات، مشدّدًا على أهمية الثّقافة إلى جانب العلم الذي قال إنّه بدوره يحتاج إلى الثّقافة، بقدر ما يحتاج إلى مناهج دقيقة ومختبرات وآليات ولوجستيك وعلماء كبار.وعن مدى تطوّر العلم في المغرب، قال لمريني في الندوة الافتراضية ذاتها التي أدارها عبد الرحيم العلام، في الصفحة الرسمية لمركز تكامل الدراسات والأبحاث، إنّ المغرب يتوفّر على أدمغة لم تلقَ التّشجيع المناسب لاستثمار مواهبها بفعل غياب شروط الثّقافة، فأعطت الشيء الكثير في الدّول الأجنبية، مشيرًا إلى أنّ الشعب المغربي ما يفتأ يسمع عن نجاح علماء مغاربة برعوا في دول متقدّمة في عدد من التخصّصات، فيما لم تتوفر لهم شروط النجاح نفسها في بلدهم.العلم لا ينشأ، يتابع أستاذ الفلسفة، إلّا إذا كانت هناك بيئة نظيفة ومنبتٌ لرعاية العلم؛ لأن العلم مثل جسيم حيّ، يجب أن ينبت وَفق الشّروط الطّبيعية المتوفّرة، لذلك لم يتطوّر العلمُ في المغرب في ظلّ غياب سياسات ومخطّطات ومشاريع حقيقية.
قد يهمك أيضًا:
تفاصيل "الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا المُستجَد" في المغرب
وزارة الصحة المغربية تعلن شفاء ثاني حالة مصابة بفيروس "كورونا" المستجد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر