آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

تقدم خدمات وأدلة على الخيانة بالصوت والصورة

إقبال كبير على شركات التجسس على الأزواج والزوجات

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - إقبال كبير على شركات التجسس على الأزواج والزوجات

التجسس على الأزواج و الزوجات
الدار البيضاء- سعيد بونوار

لم تخف نظارتيه السوداويتين، والعرق المتصبب من جبينه إحساسه بحرج كبير، كان يحاول أن يداري شكوكه وتوجساته من شيء ما، وراء سحابة دخان ينفثها بين الحين والأخر، أمام مكتب المحقق الخاص رشيد، تارة يبتسم، وتارة أخرى يقطب عن حاجبيه أو يرفع كتفيه مستبعدا فرضية ما، لكن حركات رجليه وهم ترتجفان توحيان بأن الرجل الستيني يرغب في فك سر دون أن يشاركه أحد، كان بين اللحظة و الأخرى يحسم الحوار في" أريد أن أعرف أين تذهب.. وهل صحيح أنها تبيت في بيت والديها".
غطت رأسها بوشاح أسود، وأسدلت جلابيتها السوداء، وتحجرشت الكلمات في فاهها، وهي تنصت لأسئلة المحقق، كانت غايتها الأسمى أن تعرف سر سفريات زوجها المتكررة، وغياب سكرتيرته الخاصة عن مكتب الشركة في كل مرة يحزم فيها حقائبه لحضور مؤتمر أو معرض، لها توأم في ربيعهما الخامس وتأمل ألا يأتي يوم يسأل الأبناء عن والدهم فيجدونه في حضن امرأة أخرى.."كوني هانية" ( لا تخشي شيئا) تلك العبارة التي يختتم بها المحقق جلسته الأولى مع عميلته الراغبة في خدماته.
مشهد يتكرر وبصيغ مختلفة على مكاتب شركة تحري خاص تأسست أخيرا بمراكش، وهي واحدة من بين خمس شركات بالمغرب بدأت أعمالها في تعقب الأزواج الخائنين بطلب من شركائهم، تتوزع بين الدار البيضاء والمحمدية والرباط، مؤسسات وسعت أنشطتها الأمنية الصرفة من حراسة الشخصيات والمؤسسات إلى ملاحقة الأبناء المنغمسين في الملذات المحرمة أو إنجاز تقارير عن راغبين في مصاهرة نفعية مع أسر معروفة، بل وتوسعت أنشطتها إلى استباق تحقيقات الشرطة في جرائم سرقة أو قتل أو خيانة أمانة.
أزواج أثرياء مستعدون لدفع ما يطلبه المحقق نظير التوصل بوثيقة أو صورة أو تسجيل صوتي يورط شركائهن أو شريكاتهن في علاقة غير شرعية قد تكون لها تبعات قانونية واجتماعية أو في أجمل الأحوال أن تكون شكوك الزوج أو الزوجة في مهب رياح الهواجس.
إقبال غريب على خدمات مؤسسات يحمل موظفوها شهادات دولية من معاهد خاصة، ويتلقون تكوينا في مجالات التحقيق وعلم النفس والقانون وتدبير المخاطر،  لكن بالكاد يعترف القانون المغربي بأحقيتهم في ملاحقة الناس بعدسات تصوير أو أجندات تدوين المعلومات.
يرى المحقق الخاص والخبير الدولي رشيد مناصفي أن أكثر طلبات العملاء تدور في فلك كشف الخيانة الزوجية، وباعثها شك أحد الطرفين في تصرفات الآخر.
وقال لـ"المغرب اليوم" إننا "نتعامل بجد مع شكوك الطرف المشتكي وندون كل ملاحظاته ومعلوماته ونسارع بالتحري باستعمال الوسائل الممكنة كلها، وتكون غايتنا الأسمى قرينة البراءة من أي اتهام، وعندما نتأكد من وجود خيانة فعلية نخبر المشتكي بأسلوب علمي ونفساني حتى لا نكون سببا في ارتكاب جريمة ما".
 ويرى رشيد أن أكثر قضايا الخيانة الزوجية إثارة والتي حقق فيها في المغرب قصة زوج ثري سبعيني تزوج بفتاة تصغره بأربعين عاما، شك في سلوكها ، فكان أن طلب خدمات المحقق الخاص، وكانت النتيجة مأساوية إذ الزوجة كانت على علاقة بابن الزوج، واعتذر المحقق عن كشف نتيجة التحقيق للأب".
يعمل محقق التحري الخاص بشكل كبير على تعقب الزوج أو الزوجة، وغالبا ما تخصص شركات الأمن أربع أو خمس أفراد للمطاردة التي يتسلح فيها هؤلاء بآلات تصوير متطورة، أو ينتحلون صفات سباكين أو عمال أو متشردين أو حراس سيارات بغية التوصل إلى الحقائق المرجوة وتدفعهم أحيانا إلى المجازفة بحياتهم نظير التوصل إلى معلومة أو فك لغز ما، ولأن الخيانة الزوجية سلوك أعمى، تتحكم فيه مشاعر اللذة على مشاعر الحذر، فإن عمل المحققين يكون أسهل وأسرع من الكشف عن سارق أو قاتل.
ظاهرة شركات التحري الخاص في المغرب، مازالت محصورة في نطاق ضيق، تتحكم فيه آليات السرية، فالطابع المحافظ للأسر المغربية لا يسمح بكشف أوراقها على مكاتب خاصة قد لا تحفظ السر، بيد أن مدراء هؤلاء يؤكدون على أن عملهم يتسم بأمانة حفظ أسرار عملائهم، كما أن توسيع عملها بات يخضع لإشارة ضوئية بلون أخضر من المشرع المغربي.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقبال كبير على شركات التجسس على الأزواج والزوجات إقبال كبير على شركات التجسس على الأزواج والزوجات



GMT 09:29 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير هاري وميغان ماركل يُطلقان مشروع جديد لدعم المرأة

GMT 00:53 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

يومين راحة لدوليي الوداد بعد "الشان

GMT 04:12 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

رايس يدافع عن الإصلاحات التي تتجه تونس لتنفيذها

GMT 00:02 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

"كرسي معهد العالم العربي" يكرم المفكر عبد الله العروي

GMT 07:36 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

بسيمة الحقاوي تملّص الحكومة المغربية من فاجعة الصوية

GMT 13:23 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

خل التفاح والكريز علاجات طبيعية لمرض النقرس

GMT 05:00 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الشمر والزنجبيل والبقدونس أعشاب للمرارة

GMT 02:45 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الممثل هشام الإبراهيمي يخوض تجربة الإخراج

GMT 20:41 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

جامعة مراكش الخاصة تشتري كلية الطب في السنغال
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca