آخر تحديث GMT 23:48:18
الدار البيضاء اليوم  -

بينما لا تقدم الحكومة أي محفزات للشباب من أجل الزواج

العنوسة شبح يهدد الفتيات في القرى والمدن المغربية بين السحر والضيق المالي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - العنوسة شبح يهدد الفتيات في القرى والمدن المغربية بين السحر والضيق المالي

العنوسة شبح يهدد الفتيات
الدار البيضاء ـ سعيد بونوار
تتخذ العنوسة في المغرب شكلا قبيحًا ، فالعانس هي الفتاة التي لم تعجب أحد، أو أن بها عيوبًا صرفت عيون الراغبين في الزواج، وإذا رغب أحد في تدمير فتاة وصفها بـ"البايرة" إلا أن هذا الوصف القبيح لا ينطبق على الرجل الذي يبقى مجرد عازب حتى وإن تجاوز الخمسين، وينظر إلى العانس في بيت ما  كما لو أنها "عار"، فالزواج ستر و"ظل حيطان البيت" لا يمكن أن يصل إلى مكانة "ظل الرجل"، والعنوسة في المغرب تختلف بين البادية والمدينة، ففي القرى تقرع أجراس "العنوسة" مع وصول الفتاة إلى سن 18، أما في الحضر فيمكن أن يصل إلى سن 38.
 هذا و دقت موظفة عمومية في المغرب و تدعى كريمة (34 عامًا) كل الأبواب الموصدة عسى أن تظفر بجواب أمل ينقذها من براثن العنوسة ويرمي بأنوثتها إلى عش الزوجية، لا ترغب في  التسليم بأن في الأمر قضاء وقدرا، وتناجي نفسها كل يوم  بالموعد الذي تفك فيه عقدة عدم زواجها وتطرد الشياطين الذين يمنعون عنها تحية الضيوف والأهل والأصدقاء في عرس زواجها وهي تلوح إلى كل هؤلاء بيديها من فوق "العمارية" ( الكوشة على حد تعبير أشقائنا المصريين)، كريمة زارت أشهر "الشوافات" (العرافات) بعد أن أخبرها البعض أن في "عنوستها" مخالب سحر.
و كريمة هي واحدة من آلاف المغربيات اللواتي يعانين من العنوسة، ويعتقدن أن دافعها أعمال شعوذة، جربت كل الوصفات التي منحتها لها "العرافات" واستنشقت مختلف أنواع الأبخرة، وحملت في محفظتها اليدوية عشرات "التمائم" دون أن تتمكن القوى الخفية من نزع ستار رفع الزواج عنها، تشعر المسكينة أن العمر يسير بسرعة وأن سن اليأس على الأبواب.
 وإذا كانت كريمة تحمل مسؤولية "عنوستها" إلى القوى الخفية الشريرة، فإن المئات من الشابات المغربيات يحاولن تفسير  تضاؤل فرص الزواج وعزوف الشباب عن الارتباط ومحاولة محو صورة الزواج القفص الذي لم يعد ذهبيا بظروف المعيشة القاهرة.
 و على الجانب الآخر فلا يفكر شبان المغرب في الزواج، فهو مسؤولية مادية بالدرجة الأولى تجعل داخله مفقود، والعازف عنه مولود، إذ أمام ارتفاع أسعار العقار، وغلاء المعيشة ومتطلبات العرس والمهور بات الزواج مرادفا  للرعب.
 يقول باحث اجتماعي يدعى أحمد المنادي:"مشكلة العنوسة في المغرب ترتبط بما هو مادي، فعدم الاستقرار الوظيفي لعدد من الراغبين في الزواج، والخوف من تقلبات الوضع المعيشي تدفع بالكثيرين إلى تفضيل العزوبية على أعباء تكوين أسرة والدخول معها في دوامة الديون".
 ويرى مدرس يدعى مصطفى أنيس "أن تحرر المغربيات وإمكانية  ربط علاقات جنسية خارج مؤسسة الزواج  تدفع عدد من الشباب المقبلين على الزواج إلى الاكتفاء بهذه العلاقات".
 وفي الوقت الذي لا تملك فيه الحكومة أي محفزات لدعوة الشباب إلى الزواج، وتخفيض نسب العزوف عن الزواج، تعمل عدد من التنظيمات الأهلية على تشجيع الزواج الجماعي بالتكفل بمصاريف العرس، والمساعدة في اقتناء الشقة أو توفير بعض من المال لشراء بيت الزوجية كما هو معمول به في عدد من الدول الإسلامية.
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنوسة شبح يهدد الفتيات في القرى والمدن المغربية بين السحر والضيق المالي العنوسة شبح يهدد الفتيات في القرى والمدن المغربية بين السحر والضيق المالي



GMT 09:29 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير هاري وميغان ماركل يُطلقان مشروع جديد لدعم المرأة

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 06:57 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

علامات الساعة الصغرى التي تحققت

GMT 17:19 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعد الدين العثماني سيحل قريبًا في وجدة

GMT 02:50 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فريق هولندي يخطف منير الحمداوي من الوداد البيضاوي

GMT 08:04 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في بوزنيقة

GMT 10:24 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تُوضِّح أنّ قليلًا مِن الوحدة يقي مِن الإصابة بالقلق

GMT 00:45 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة التغذية تُعطي نصائح للوقاية من أمراض الشتاء مسبقًا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca