آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

ضمن فعاليات مؤتمر القيادات الشابة بنسخته العاشرة في لندن

تجارب مبهرة لنساء اقتحمن عالم الابتكارات والاختراعات التكنولوجية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تجارب مبهرة لنساء اقتحمن عالم الابتكارات والاختراعات التكنولوجية

الدكتورة حياة السندي
الرياض ـ سعيد الغامدي

كشفت الدكتورة حياة السندي عن عشقها لمجال العلوم قائلة: "لم أجد من يمثلني في عالم العلوم والاختراعات عندما كنت صغيرة". "أينشتاين لم يشبهني، وشخصية المخترع الغريب التي صورتها لنا مسلسلات الكرتون لم أر نفسي فيها". "لكنني لطالما عرفت أن هذا المجال يستهويني. ورغم القوالب والأحكام النمطية قررت خوضه متحصنة بدعم والدي لي". وجاء ذلك خلال خطابها ضمن افتتاح مؤتمر القيادات النسائية الشابة بنسخته العاشرة أمس، الإثنين، تحت شعار "النساء يقدن الابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات"، حيث استضاف المنتدى العربي الدولي للمرأة فعاليات المؤتمر بالشراكة مع الأكاديمية الملكية للهندسة وشركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" والبنك الدولي في لندن.

مسيرة الدكتورة السعودية التي استطاعت تأسيس معهد الخيال والبراعة بعدما أصبحت أول امرأة عربية تحصل على شهادة الدكتوراه في التقنية الحيوية من جامعة كامبردج البريطانية، تمثل قصة نجاح امرأة في مجال العلوم. لكن، تشير الإحصاءات إلى أنه رغم إقبال، بل وإبداع، الطالبات بالدراسات العلمية في المدارس والجامعات، إلا أن سوق العمل في مجالات الهندسة والتكنولوجيا والرياضيات تمثيلها النسائي متواضع. فحتى في دول متقدمة كبريطانيا، تشكل النساء 9 في المائة فقط من المهندسين في البلاد.

يأتي المؤتمر تعزيزاً لتنمية المهارات القيادية وبناء الثقة في الأجيال المقبلة من القيادات الشابة النسائية في مجالات الابتكار. واستقبل المؤتمر مختلف الأعضاء والضيوف والمندوبين من أكثر من 40 دولة مختلفة عربية وأجنبية. في هذا الصدد، قالت هيفاء فاهوم الكيلاني، الرئيس المؤسس للمنتدى العربي الدولي للمرأة أثناء افتتاحها المؤتمر أمس: "إن دعم النساء وتشجيعهن على شغل وظائف في هذه المجالات مسألة بالغة الأهمية، ليس فقط لدفع عجلة الابتكار في اقتصاد المعرفة بل لخلق فرص العمل المناسبة التي تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للعالم العربي وخارجه". وأضافت: "لا شك أن الوظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ستشكل ملامح المستقبل، كما أن دعم الابتكار الذي تقوده النساء سيسهم بإحداث تغيير يتمثل برأب الفجوة بين الجنسين فيما يتعلق بالأجور". واستطردت: "يمكن القول بأنه في كل من العالم العربي والمملكة المتحدة، توجد فرص جديدة تقودها القيادات النسائية مع العاطفة والأفكار والثقة والمهارات، وتؤدي إلى إطلاق منصات ودفع مشاريع جديدة، والتشجيع على العمل بشكل منتج وتعاوني".

جاءت كافة جلسات البرنامج منسجمة مع الأولويات الرئيسية للمجالات التي يغطيها المنتدى العربي الدولي للمرأة والأكاديمية الملكية للهندسة وشركة "برايس ووتر هاوس كوبرز"، والبنك الدولي. ودعت المشاركات في الجلسة الأولى تحت عنوان "تعليم وتمكين جيل قادم من النساء القياديات في مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات" إلى الحاجة الملحة لتشجيع الإناث على خوض مسيرات مهنية بمجالات الطب والتقنية والهندسة والابتكار، المجالات التي وصفتها كيت روبرتسون، مؤسسة "وان يونغ وورلد" بالمجالات "التي تحدث فرقا عالميا".

بدورها، قالت الباحثة الكويتية الدكتورة العنود الشارخ إن التركيز على محتوى الأزياء والتبرج على منابر التواصل الاجتماعي مثل "إنستغرام" يشكل ضغطا اجتماعيا على الفتيات ويقلل من حماسهن في خوض المجالات العلمية. وأضافت: "رغم تعدد المبادرات التي تشجع الفتيات للعمل في قطاع النفط بدول الخليج إلا أن نحو 20 في المائة من موظفي القطاع من النساء"، مشيرة إلى أن "15 في المائة من مهندسي النفط عالميا هم إناث". لكن الدكتورة الشارخ أشادت بتفوق النساء العرب في مجال الشركات الناشئة "ستارت أبز"، التي أسست وأدارت 35 في المائة منها في العالم العربي النساء.

كما استعرضت المهندسة الأردنية سوزان الكيلاني في الجلسة الثانية تحت عنوان "النساء يقدن الابتكار ويوفرن حلولاً جديدة لقطاعات الطاقة، والأغذية والمياه والمسائل المرتبطة بالتغير المناخي في العالم"، استراتيجية الأردن الحالية للتعامل مع قضية شح المياه وتوفيرها للمواطنين واللاجئين.

من جهتها، كشفت النيجيرية عائشة ايبود مؤسسة جمعية محمد مرتالا الخيرية أن دموية بوكو حرام انطلقت أولا للسيطرة على ما تبقى من خيرات بحيرة تشاد، ومن ثم تحولت الجماعة إلى التطرف الإسلاموي الذي هدد النساء ووظفهن في عملياته الانتحارية. وتعمل عائشة من خلال جمعيتها على توفير الأمن المائي والأمان للمتضررين من العنف الدائر. ركزت الجلسة الثالثة تحت عنوان "النساء يقدن الابتكار في التكنولوجيا الطبية والذكاء الاصطناعي في خدمات الرعاية الصحية" على تجارب النساء القيادية في تلك المجالات. وأكدت الدكتورة رغدة الكردي مؤسسة شركة الحياة للخدمات الصيدلانية أن الذكاء الاصطناعي يشهد تطورا طرديا، وحثت على ضرورة تشريع قوانين لتنظيم استعماله، لافتة إلى أن التشريع قد يبطئ بدوره وتيرة التقدم. ودعت سالي رضوان مؤسسة شركات ناشئة في القطاع الطبي إلى إشراك المزيد من النساء في قطاع الذكاء الاصطناعي لأن تطويره من قبل الرجال سيجعله ناقصا وغير عالمي أو شامل.

حرصت المتحدثات في الجلسة الرابعة تحت عنوان "دعم التنوع والحضور والابتكار في الطاقة والهندسة والبنية التحتية" على تسليط الضوء على أهمية دعم المشاريع والأفكار الجديدة، خصوصا التي تقدمها النساء اللاتي يتعرضن للتهميش في بعض الأحيان. وأشار الحضور في فقرة الأسئلة والإجابات إلى أهمية إشراك الرجل في الحوار أيضا.

لم تخلُ الجلسة الأخيرة تحت عنوان "تحسين مدى التنوع بين الجنسين في ريادة الأعمال في القطاع التقني والاقتصاد الرقمي" من قصص النجاح الملهمة. حيث كشفت الطبيبة الجراحة نادين هاشهاش حرام أن خوض مجال الجراحة يحمل التحديات إلا أنه ليس من المستحيل أبدا النجاح في العمل وفي بناء عائلة أيضا. ودعت النساء في الجلسة إلى العمل على زيادة القدوة للفتيات الصغار لتعليمهن أن للمرأة حق اختيار مستقبلها أيا كان، ولا يجب فرض قصة عليها "الأميرة التي تنتظر أميرا لإغاثتها".

يأتي انعقاد المؤتمر في لندن بعد النجاحات التي حققتها النسخ سابقاً في عمّان وبيروت ودبي في عام 2012. وفلسطين في عام 2013. ولندن 2014. ومدينة الكويت 2016. وفي مدينة فاس في المغرب في مطلع عام 2017. وشهدت كافة نسخ المؤتمر متابعة واسعة وحضورا من قبل النساء الشابات من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعلى المستوى الدولي. وكما هو الحال في النسخ السابقة من المؤتمر، صممت جميع الجلسات الخمس لمؤتمر القيادات النسائية العربية الشابة في لندن لتكون تفاعلية وقائمة على المناقشات تجمعها استراتيجيات مشتركة وقيمة للنجاح بين المتحدثين والمندوبين وبين القادة الناشئين والمؤسسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وقدمت كل نسخة توصيات رئيسية ونقاط عمل ذات أثر ملموس، والتي تتم متابعتها لاحقا من قبل المنتدى في البرامج والمبادرات المقبلة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجارب مبهرة لنساء اقتحمن عالم الابتكارات والاختراعات التكنولوجية تجارب مبهرة لنساء اقتحمن عالم الابتكارات والاختراعات التكنولوجية



GMT 05:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

انضمام إيزيديات لمقاضاة شركة فرنسية متهمة بتمويل "داعش"

GMT 05:51 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

امرأة صينية تكتشف أنها ذكر وتُصاب بالذهول والدهشة

GMT 01:33 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رجل بريطاني يتعرض للعنف المنزلي من قبل زوجته

GMT 03:54 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك مجموعة متنوعة من هدايا عيد الميلاد المجيد

GMT 10:36 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

هيرفي رونار يعيد السعيدي وتاعرابت إلى المنتخب المغربي

GMT 01:58 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تُؤكّد سعادتها بإيرادات فيلم "عقدة الخواجة"

GMT 13:05 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

سليمان يكشف أنه تحت أمر الأهلي ولا يملي عليه أيّ شروط

GMT 11:30 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

الواصلي يكلف المغرب التطواني 36 ألف دولار

GMT 02:51 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فندق القوارض في فرنسا لمفضلي الأماكن الأغرب حول العالم

GMT 02:25 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المصارع جيمس هاريس يصارع الموت بسبب "السكر"

GMT 05:25 2017 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

حمودة شيراز تتفنن في تصميم تحف فنية من الخزف

GMT 22:15 2014 الخميس ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الفاقعة في أحمر الشفاه مناسبة لجميع أنواع البشرة

GMT 13:06 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أصول اختيار وصلات الشعر وطرق العناية بها

GMT 14:47 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

حول اساليب احتيال بعض مكاتب السياحة

GMT 02:35 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

توقيع "قلادة مردوخ" في مكتبة "ألف" في السويس

GMT 10:14 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

رد غامض من هيغواين بشأن انتقاله إلى تشيلسي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca