آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

ماركيز أكَّد أن الصراع الذي استمر 50 عامًا يقترب من نهايته

تقدُّم في محادثات السلام بين جماعة "جيش الثوار" والحكومة في كولومبيا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تقدُّم في محادثات السلام بين جماعة

جماعة "جيش الثوار" الكولومبية المسلحة
لندن ـ سليم كرم

تشهد العاصمة الكوبية هافانا الآن جولة من المحادثات دخلت شهرها الثامن بين الحكومة الكولومبية المدعومة من أميركا وجماعة "جيش الثوار" الكولومبية المسلحة، وقد أعلن قائد الثوار والمفاوض الرئيسي إيفان ماركيز أن الصراع الذي استمر خمسين عامًا في كولومبيا يقترب الآن من نهايته. ونشرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية تقريرًا عن جماعة "جيش الثوار" المسلحة في كولومبيا، في ذكرى مرور خمسين عامًا على الصراع في كولومبيا، بين الثوار والحكومة الكولومبية التي تدعمها الولايات المتحدة.
ويشير التقرير إلى الهدف المُعلَن للجماعة على لسان قادتها، وهو النضال من أجل كولومبيا خالية من الاستغلال والمستغلين، وخالية من مظاهر تفاوت وظلم اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي.
وفي الآونة الأخيرة نجحت الجماعة في أسر جندي أميركي في جنوب البلاد، فيما وضع الدعم الأميركي العسكري والمالي للحكومة في كولومبيا جيش الثوار الكولومبي في موقف دفاع.
وحذرت "سي آي إيه" من قبلُ في العام 1997 من هزيمة قوات الحكومة الكولومبية في غضون خمس سنوات ما لم يتم إعادة هيكلته، وبالفعل تم إعادة هيكلة جيش الحكومة برعاية أميركية، الأمر الذي زاد من الاعتقاد بإمكان القضاء على الثوار، لا سيما بعد مقتل عدد من قيادات وجنود الثوار.
ومع ذلك فقد استغرق الأمر أربع سنوات بعد ذلك قبل أن يدخل الطرفان في مفاوضات سلام.
وأعربت الجماعة عن استعدادها عن الإفراج عن الجندي الأميركي الأسير عبر وسيط، في إطار التعبير عن روح التقدم التي أحرزتها المحادثات في هافانا، ومع ذلك فإن الملايين في كولومبيا - الذين لم تتحقق آمالهم في السلام بعد فشل ثلاث محاولات سابقة من المفاوضات- لا يزالون يتشكّكون من إمكان تحقيق السلام خلال هذه الجولة من المفاوضات.
يُذكر أن أساس الصراع بين الطرفين يرجع إلى التفاوت الصارخ وعدم الإنصاف في توزيع الأراضي الزراعية في كولومبيا، حيث إن نسبة واحد في المائة فقط من السكان يملكون نسبة 52 في المائة من الأراضي، الأمر الذي عجّل بإنشاء جيش الثوار من عامّة المزارعين العام 1964، والذي رفع شعار المطالبة بإعادة توزيع الأرض على المزارعين الفقراء، وتركّزت معاقل الثوّار في المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد بالإضافة إلى الأقاليم التي أهملتها البلاد، وفي هذا المناطق يُقدّم الثوار الخدمات العامّة بما فيها الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية.
وتشير تقارير إلى أن جماعة الثوّار تقوم بتمويل عملياتها العسكرية من خلال خطف الكولومبيين شبه العسكريين الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة والطبقة العليا مقابل فدية تعادل الضرائب المستحقة، لكن الشعب يَرى في ذلك انتهاكًا لحقوق الإنسان، وخلال العام الماضي أعلنت جماعة الثوار تخلّيها عن ذلك النهج والأسلوب، وهو الشرط المُسبَق الذي كانت تضعُه الحكومة كشرط لإجراء محادثات سلمية.
يُذكر أن الثوار في نظر العديد من دول العالم هم كارتل لتهريب المخدرات، حيث ينتشر زراعة نبتة الكوكايين في مناطقها، بينما تنظر إليهم الولايات والمتحدة والاتحاد الأوروبي باعتبارهم جماعة إرهابية، وقد أسفر الصراع بين الطرفين في كولومبيا عن مقتل ما يزيد على نصف مليون على مدى خمسين عامًا.
ولعبت المساعدات الأميركية العسكرية على مدار السنوات الأخيرة دورًا في إضعاف جماعة المقاومة، ووضعتها في موضع الدفاع عن النفس، كما أجبرها على الدخول في مفاوضات سلام في تشرين الثاني/ أكتوبر من العالم الماضي.
وكانت المفاوضات تدور بشأن نقطتين هما الإصلاح الزراعي والمشاركة السياسية، وفي ما يتعلق بالإصلاح الزراعي فقد توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن الإصلاح الرزاعي في أيار/ مايو الماضي وهي خطوة وُصفت بأنها مُهمة وضخمة في إطار تحقيق السلام, ولا يزال الطرفان يواصلان المحادثات بشأن دور الثوار في الحياة السياسية الكولومبية في المستقبل.
وأيًا كانت المشاكل التي تَعترض تحقيق السلام فإن معالجة مشكلة عدم الإنصاف والتفاوت الصارخ في ملكية الأراضي هو السبيل الوحيد لسلام دائم في كولومبيا، والخوف كل الخوف هو أن يتم التوصل إلى اتفاقات سلام، مثلما حدث في السلفادور وغواتيمالا من دون معالجة لمشاكل الفقر وعدالة التوزيع، بما يَعني العودة من جديد إلى العنف والعصابات الإجرامية، وبعبارة أخرى فإن المفاوضات قد تُنهِي الصراع المسلح بين الطرفين وليس العنف داخل المجتمع الكولومبي.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقدُّم في محادثات السلام بين جماعة جيش الثوار والحكومة في كولومبيا تقدُّم في محادثات السلام بين جماعة جيش الثوار والحكومة في كولومبيا



GMT 13:23 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

شاب يفاجئ بأخته ضمن وفد من المومسات في الناظور

GMT 14:42 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

فتح تحقيق مُعمَّق في افتراس حيوان مُتوحِّش لشخص في زاكورة

GMT 08:02 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

فوائد لا تحصى عند امتصاص حبة قرنفل صباحًا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca