طهران ـ مهدي موسوي
وصف وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، استخدام الأسلحة الكيميائية في الصراع الدائر الآن في سورية بأنه "خط أحمر"، ملمحًا بذلك إلى أن المقاومة السورية ربما تكون هي من قامت باستخدامها.وقد أدت هذه التصريحات إلى مزيد من الاشتعال في الحرب الكلامية الدائرة بشأن الحرب الأهلية السورية التي تدور رحاها الآن، ففي الوقت الذي يتزايد فيه
الجدل والنقاش في واشنطن عن إمكان التدخل العسكري لحماية المعارضة من قوات الرئيس السوري بشار الأسد، نسبت وكالة أنباء "إنسا" الإيرانية شبه الرسمية، إلى وزير الخارجية الإيرانية تلميحاته إلى احتمال أن تكون المعارضة السورية هي من قامت باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وسبق أن قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب الأهلية السورية، يُعد بمثابة "خط أحمر" لا ينبغي على الأسد أن يتجاوزه، فيما ذكرت تقارير أن الحكومة الأميركية "على قدر من الثقة" بأن القوات الحكومية قد استخدمت غاز الأعصاب السارين بقدر محدود، إلا أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني ودعوته إلى قيام الأمم المتحدة بإجراء تحقيق رسمي بشأن استخدام "الكيميائي" في سورية تلمح بأن الموقف الإيراني ينفي عن القوات السورية تهمة ومسؤولية استخدام هذه الأسلحة.
ورأت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الحكومة الإيرانية لا تملك أي خيار أمامها سوى دعم الرئيس الأسد، وذلك في الوقت الذي أصبحت فيه الحرب الأهلية في سورية تأخذ الطابع الطائفي بين المقاومة السنية والطائفة العلوية الشيعية الحاكمة في سورية.
وتخشى إيران من اللغة التحريضية المعادية للشيعة التي يرددها رجال الدين السنة في السعودية، حيث دعا الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، سعد الدريحمي، المليشيات السنية في العراق إلى قتل المدنيين الشيعة، وكذلك انعكست هذه المخاوف من التوتر الطائفي في خطاب زعيم "حزب الله" اللبناني الشيعي، حسن نصر الله، الذي اعترف فيه بمشاركة مقاتلين من الحزب في الحرب السورية، حيث حذر من نتائج وخيمة في حال قيام أفراد المعارضة السورية بالاعتداء على مزار السيدة زينب القريب من دمشق، وهو المزار المقدس عند المسلمين الشيعة، في حين أشارت تقارير صحافية في الآونة الأخيرة إلى معارك تدور حاليًا في محيط المزار المقدس الذي اعتاد أن يحج إليه العديد من المسلمين الشيعة من كل من لبنان وإيران.
وأضافت "الغارديان"، أن نصر الله حذر الغرب بقوله "إن سورية لديها أصدقاء حقيقيين، وأن هؤلاء الأصدقاء لن يسمحوا بوقوعها في أيدي أميركا وإسرائيل والمليشيات الإسلامية المسلحة"، في إشارة منه إلى كل من إيران و"حزب الله"، واستطردت "إن كل من نصر الله والحكومة الإيرانية يحاولان الآن العزف على وتر معنوي من أجل حشد أنصارهما، ومن أجل كسب تعاطف المعتدلين من السنة، وإن استخدام وزير الخارجية الإيراني إلى عبارة (خط أحمر) تعكس ميل طهران الدائم نحو اتخاذ موقف يتسم بطابع المبادئ بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية التي رفضت استخدامها في حربها مع العراق التي استمرت ثمانية أعوام خلال الفترة بين عامي 1980 و1988، على الرغم من قيام قوات صدام حسين آنذاك باستخدامها ضد الجنود الإيرانيين، وهذا الموقف في حد ذاته يؤكد على ما يسمى بنفاق الدول الغربية، لسبب قيامهم بتزويد نظام صدام بالأسلحة الكيميائية وقتها، كما يؤكد اليوم على نفاق الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تمتلك أسلحة نووية، في الوقت الذي تطالب فيه بحرمان إيران من إحراز تقدم في التكنولوجيا النووية التي تقول إنها فقط للأغراض السلمية والمدنية".
جدير بالذكر أن إيران تدعو بصورة دائمًا إلى الحوار كوسيلة لحل الصراع الدائر في سورية، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه تقديمها الدعم اللوجيستي إلى الحكومة السورية،بما في ذلك المستشارين العسكريين، وهي الآن ترفض دعوة القوى الإقليمية التي تعتنق المذهب السني في المنطقة مثل السعودية وتركيا إلى تنازل الأسد عن السلطة كجزء من عملية سياسية تهدف إلى التغيير.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر