الجزائر - نسيمة ورقلي
نظّم المئات من مواطني ولاية تيزي وزو (الواقعة على بعد 105 كيلومترًا شرق العاصمة الجزائر)، وحتى القادمين من ولايات أخرى إفطارًا جماعيًا، الإثنين، بعد أداء صلاة المغرب، ردًا منهم على حوالي مائتي شخص انتهكوا حُرمة رمضان منذ يومين في الولاية نفسها، وقاموا بالإفطار علنًا وأمام الملأ في وضح النهار، حيث تجمعوا في ساحة الزيتونة، واعتبروا أن الصوم أمر
يدخل في سياق الحرية الشخصية، محتجّين على المتابعات الأمنية التي لحقت العديد من "مفطري رمضان" علنًا، وهو الأمر الذي أثار حفيظة ملايين الجزائريين، الذين رأوا في هذه الواقعة الغريبة والأولى من نوعها استفزازًا لمشاعر المسلمين، وإساءة لدين الإسلام دين الدولة.
ودعا إلى الإفطار الجماعي عددٌ من الإسلاميين كي يكون بمثابة الرد على "مفطري رمضان"، الذين لم يتوانَوْا في الأكل علنًا وأمام الجميع في ساحة الزيتونة غير البعيدة عن مقرّ أمن الولاية، وهذا وسط تواجد أمنيّ مكثّف تخوّفًا من أن يخرج هذا الإفطار الجماعي عن الهدف الذي نُظِّم لأجله، وهو التنديد بما قام به الممتنعون عن الصوم، واعتبر المشاركون في الإفطار الجماعي الذي تم في أجواء من التضامن وتوزيع الأكل على الجميع أن هذا الإفطار ردٌّ جماعيٌّ على الفعل الشنيع الذي قام به الممتنعون عن الصوم، الذين أساؤوا لصورة المنطقة، وأن وجود العدد الكبير منهم في المكان عينه هو بفضل الله، واستمر وجود الرافضين لما قام به منتهكو رمضان إلى غاية ما بعد الإفطار.
وندّد "الممتنعون على الصوم" بتدخل السلطة في حريتهم الشخصية، المتعلقة باتخاذ القرارات التي تفرضها قناعاتهم الخاصة بعدم الصيام في رمضان، حيث كان قد شارك في الاعتصام الذي دعت إليه مجموعة من الأشخاص الممتنعين عن الصيام، أنصار "الماك" (حركة استقلال منطقة القبائل) لزعيمه فرحات مهني، الذي سبق له وأن أطلق دعوات لاستقلال منطقة القبائل عن الجزائر.
وعَرَفَت مواقع التواصل الاجتماعي تنديدًا كبيرًا من قِبل الجزائريين، الذين نعتوا "آكلي رمضان" بشتى الأوصاف، واعتبروهم دخلاء على المجتمع الجزائري، خاصة وأن غالبيتهم من فئة المغتربين، باعتبار أن معظم سكان ولاية تيزي وزو استنكروا هذه الواقعة، وتبرؤوا من أصحابها.
ويُذكر أن العديد من المنحدرين من منطقة القبائل لا يؤدّون فريضة الصوم مند عديد السنوات إلا أنهم يقومون بالإفطار سرًا، لكنها المرة الأولى التي يخرج فيها هؤلاء للمطالبة بحرية "أكل رمضان" من دون أية رادع، كما تلاحق المصالح الأمنية في كل سنة منتهكي رمضان في هذه المنطقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر