آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

التفكير في المستقبل الأوروبي وتحدي الانتقال الرقمي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - التفكير في المستقبل الأوروبي وتحدي الانتقال الرقمي

الاتحاد الأوروبي
واشنطن - الدار البيضاء

اصدر رؤساء كل من البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية بلاغا مشتركا يوم الأربعاء 10 مارس 2021، يخبرون فيه أنهم بصدد الإعداد لتنظيم ندوة حول مستقبل أوروبا، تكون فرصة للتفاعل مع المواطنين خدمة للديمقراطية وسعيا إلى جعل الاتحاد الأوروبي “أكثر مرونة”.

ويرجح الرؤساء الثلاثة أن يكون يوم 9 مايو 2021، وهو يوم أوروبا، موعد انطلاق أعمال هذه الندوة التي ستتيح لجميع أطياف المجتمع، من هيئات للمجتمع المدني وأكاديميين مثقفين وممثلي الديانات وغيرهم، المشاركة في النقاش على امتداد سنة كاملة، على أساس أن يفضي هذا النقاش إلى نتائج يتم الإعلان عنها في ربيع سنة 2022، لتكون بمثابة خطة عمل تعزز فرص ضمان استمرار السلم والرخاء للمواطن الأوروبي.


قد يبدو هذا البلاغ في ظاهره عاديا، إلا أن القراءة بين أسطره تحمل دلالات كثيرة تستدعي وقفة تفكير وتأمل. فحديث رؤساء المؤسسات الأوروبية عن “المستقبل” ليس حديثا عارضا يراد للاستهلاك الإعلامي، أو مجرد حملة من الحملات العامة؛ بل إن التفكير في مستقبل أوروبا أصبح أمرا ملزما تقتضيه المرحلة التاريخية الراهنة. إذ يشير البلاغ إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يجابه منذ تأسيسه تحديا مثل تحدي جائحة كورونا؛ ويَعْقُب هذه الإشارة إقرار من الرؤساء بأن سياق التفكير في المستقبل هو سياق “أزمة”، ثم يعربون عن أملهم في أن يرقى الاتحاد الأوروبي إلى مستوى الإجابة عن تطلعات مواطنيه، فيَبلُغ “الانتقال البيئي والرقمي” (green and digital transition)، فضلا عن تقوية المرونة الأوروبية وتثبيت العقد الاجتماعي الأوروبي، ثم تعزيز قدرة أوروبا على المنافسة الصناعية.

ما يهمنا من بلاغ المؤسسات الأوروبية أمران اثنان: أولهما هو أن مستقبل أوروبا مرهون برفع تحدي “الانتقال البيئي والرقمي”، وثانيهما هو أن بلوغ هذا الانتقال منوط بمؤسسات تشرف عليه، ألا وهي المؤسسات الأوروبية الديمقراطية والشرعية. فوجود هذه المؤسسات، مع ما يتمتع به الاتحاد الأوروبي من “مرونة”، كفيل بضمان انتقال سلس من حال إلى حال، من مرحلة تاريخية إلى مرحلة أخرى. أو بمعنى آخر، يمكن القول بأن أوروبا تجاوزت مرحلة “الانتقال الديمقراطي”، هذا الانتقال الذي يكون من لوازمه العنف. وهي الآن تنطلق من قاعدة ديمقراطية لتفكر في رفع تحدي الانتقال البيئي، وخصوصا الانتقال الرقمي الذي هو مربط الفرس، أو مدار الحديث على الحقيقة، في اعتقادنا.

لا شك في أن أوروبا قد ربحت رهان الانتقال الديمقراطي مع تأسيس الاتحاد الأوروبي قبل سبعين سنة، ولا شك في أنها أوجدت مؤسسات أناطت بها مسؤولية التحولات الكبرى؛ غير أنها اليوم وهي تجابه الانتقال الرقمي لا تفخر بنموذجها الديمقراطي إلا بقدر ما تخشى فقدانه. ذلك أن شركات التكنولوجيا العظمى أصبحت تفرض أنماطا جديدة في “الحكامة” أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها تطرح تحديات كبيرة أمام النموذج الديمقراطي الأوروبي، هذا إذا لم نقل إنها تعد بنسفه واستبداله بنموذج آخر.

قد يهمك ايضا :

سفيرة الاتحاد الأوروبي تحل بوزارة العدل المغربية

 

رئيس الوزراء الإيطالي يحث الاتحاد الأوروبي على "تشديد الخناق" على مصنعي اللقاحات

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التفكير في المستقبل الأوروبي وتحدي الانتقال الرقمي التفكير في المستقبل الأوروبي وتحدي الانتقال الرقمي



GMT 05:54 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكا" تمثل أفضل الجزر السرية في منطقة البحر الكاريبي

GMT 04:21 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

أبرز عناوين الصحف السعودية الصادرة الأحد

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الأوقاف تعلن بناء 166 مسجدًا خلال عام 2017

GMT 00:42 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مخترع "سبراي" الحكام يضع الاتحاد الدولي للكرة في ورطة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca