آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

أزمات لبنان ترفع نسب الانتحار بين الشباب والاستشفاء النفسي يفوق قدرة المواطنين

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أزمات لبنان ترفع نسب الانتحار بين الشباب والاستشفاء النفسي يفوق قدرة المواطنين

يقض الأرق في ساعات الليل
بيروت - الدار البيضاء اليوم

يقض الأرق مضجع اللبنانية أروى (35 سنة) منذ مطلع الشهر، ساعات الليل لا تمر ولا تنتهي وهي تتقلب في سريرها يميناً ويساراً، تارة بسبب الشعور بالذنب وطوراً اشتياقاً وحنيناً لصديقها الذي انتحر العام الماضي في مثل هذه الأيام.
مازن الصديق المحبوب من كل محيطه، الخدوم لكل من يقصده، كما تصفه أروى، ترك رسالة العام الماضي يطلب فيها من عائلته وأصدقائه أن يسامحوه وألا يحزنوا على موته... «تجرّع السم في حقل زيتون وغادر هذه الأرض» تقول.
وليس مازن أول شخص مقرّب لأروى يقرر إنهاء حياته، بل اختبرت الألم نفسه قبل ثلاث سنوات، يوم أقدمت خالتها على الفعل نفسه، وتقول: «كنت في العمل عندما رنّ هاتفي لتخبرني أمي بأن خالتي قتلت نفسها... لم أستوعب الكلام ولم يصدق عقلي ما أسمعه».
وبصوت غصّته الحرقة تقول «عشت هذه التجربة الأليمة مرتين، ولن أنساهما أبداً... هما ذهبا ونحن من نبقى لنعاني ألم الفراق، الأكيد أنهما في مكان أفضل».
ومنذ عام 2019، انقلبت حياة اللبنانيين رأساً على عقب في بلد لبنان يعاني أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، أدّت إلى إفقار غالبية سكانه وحرمتهم أبسط حقوقهم الحياتية من غذاء ودواء وكهرباء ومحروقات، إضافة إلى صدمة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020، وكل تلك الأحداث أرخت بظلالها على صحة اللبنانيين النفسية.
«أنت فقط من يبقيني على قيد الحياة لا أريدك أن تحزني... لكني لم أعد أستطيع أن أحزن أكثر»، كلمات اقشعرّ لها بدن اللبنانية ليال عندما سمعتها من أخيها الأصغر البالغ من العمر 30 سنة، ووضعتها في حالة تشبه الشلل.
وتحكي أن السبل ضاقت بأخيها وأوقعته في عجز مالي، بعدما خسر رأسماله في شركته الصغيرة التي عمل على إنجاحها ليل نهار، بسبب الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار إضافة إلى أزمة الكهرباء التي عطلت الإنتاج وأوقعت الأخ في فخ البطالة.
وتقول: «ليس أخي بمستسلم أو بشخص يريد الهروب من المسؤولية، لكن كل العلة بالبلد ومسؤوليه الذين حطّموا طموح الشباب وسلبوهم أحلامهم... كلما استقاموا قصموا ظهورهم».
ولم يقدم أخ ليال على الانتحار، لكن الأفكار راودته مراراً خلال السنة الماضية، بحسبها، وتؤكد أن «الرابط القوي بيني وبين أخي والمصارحة الكاملة بيننا كانا الأساس لتأمين الدعم النفسي له في هذه المحنة... هذا ما اعتقده على الأقل».
وتقول الاختصاصية والمعالجة النفسية المشرفة على خط الحياة في منظمة «إمبرايس» ريف رومانوس، إن أعداد المكالمات التي تستقبلها المنظمة لأشخاص يتعرضون لضغوط نفسية ويحتاجون المساعدة بلغت في عام 2021 ثلاثة أضعاف السنوات السابقة، حيث كنا نتلقى بين الـ300 والـ500 اتصال شهرياً منذ ثلاث سنوات، أما اليوم فنتلقى حوالي 1500 اتصال شهرياً».
و«إمبرايس»، جمعية خيرية للصحة النفسية مقرها لبنان، أطلقت أول خط مساعدة هاتفي للوقاية من الانتحار سمته «خط الحياة» 1864، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة لمواجهة محاولات الانتحار التي يُقدم عليها من يعانون من أفكار انتحارية.
أما بالنسبة لحالات الانتحار فتشير رومانوس إلى أنه «بات من المعلوم أن أغلب حالات الانتحار في لبنان لا يبلغ عنها والأعداد المعلنة أقل بكثير من الحقيقة، ومع ذلك يمكننا القول إن عدد حالات الانتحار ارتفعت في العامين الأخيرين».
وعن الأسباب النفسية والمعيشية التي تدفع الأشخاص إلى الاتصال لطلب الدعم النفسي أو التفكير بالانتحار، توضح بداية أن «عدد المتصلين من الأشخاص العاطلين عن العمل ارتفع هذا العام بشكل لافت»، وتضيف: «الوضع الاقتصادي أحد الأسباب الرئيسية التي تزيد من حالة الشخص النفسية سوءا مما يدفعه بشكل أكبر إلى أن تكون لديه أفكار انتحارية، لكن ليس هذا السبب هو الوحيدـ ويضاف إليه ما يتعرض له الفرد من ضغوط نفسية بسبب مشكلة شخصية أو عائلية أو صدمة معينة».
وتلفت رومانوس النظر إلى أزمة عدم توافر أدوية الأعصاب والاكتئاب بشكل دائم وارتفاع أسعارها بشكل كبير، وتشير إلى ورود العديد من الاتصالات من أشخاص يشكون من عدم تمكنهم من شراء أدوية الأعصاب بعد رفع الدعم عنها أو عدم إيجادها في الصيدليات، وتقول في هذا المجال إن «انقطاع المريض عن تناول الدواء يؤدي إلى عودة ظهور العوارض وتعرضه لانتكاسات، الأمر الذي يعتبر في غاية الخطورة على الصعيد النفسي».
كما تخبر أن واحداً من بين أربعة أشخاص في لبنان معرض لأن يكون لديه مرض نفسي»، وتلفت إلى أن «الاستشفاء في أقسام الصحة النفسية والأمراض النفسية في لبنان أصبح يفوق قدرة المواطنين وقد يبلغ 20 مليون ليرة في الأسبوع ما يحول دون قدرة المريض على تلقي العلاج اللازم».
وإذ توضح أن شخصا ينهي حياته كل يومين ونصف في لبنان، تشرح أن أغلبية المتصلين بـ«خط الحياة» هم من الشباب للفئة العمرية بين 17 سنة و34 سنة. وبحسبها، «شباب لبنان هم أكثر عرضة للانتحار، فهم فقدوا الأمل بعدما أصبح معظمهم عاطلين عن العمل، في حين يشعر جزء منهم بالعجز أمام عدم تمكنهم من دفع أقساط الجامعات أو الذهاب إليها بسبب ارتفاع كلفة المواصلات، كما أن بعض المتصلين يشعرون بأن مسؤولياتهم أكبر منهم وكل هذه الأمور تؤثر على معنوياتهم ونظرتهم إلى المستقبل بأمل».
وتلفت رومانوس إلى أن الاتصالات التي ترد على «خط الحياة» مؤخراً من أشخاص لديهم أفكار انتحارية من دون نية وأشخاص لديهم أفكار انتحارية مع نية الانتحار وفكروا بالوسيلة.


قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

4 طرق يمكن اتباعها لمحاربة الأرق ليلًا تعرف عليها

 

مجموعة من الحالات الصحية تتسبب بالأرق ومشاكل النوم

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمات لبنان ترفع نسب الانتحار بين الشباب والاستشفاء النفسي يفوق قدرة المواطنين أزمات لبنان ترفع نسب الانتحار بين الشباب والاستشفاء النفسي يفوق قدرة المواطنين



GMT 15:53 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد عقد "جان بوفون وجورجيو كليني"في يوفنتوس

GMT 00:05 2018 الأحد ,18 آذار/ مارس

فوائد نبات "القسط الهندي" على صحة الإنسان

GMT 16:05 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فضل الشعبي يوضح سبب تنحي المبعوث الأممي لليمن

GMT 01:56 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

عطر Dylan Blue يمنح الرجل عطرًا أكثر جاذبية وسحرًا

GMT 11:32 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

فندق النوم في علب الصفيح في الدنمارك "Can Sleep Hotel"

GMT 05:20 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

فيصل السمرة يسلط الضوء على مسيرته الفنية المختلفة

GMT 10:28 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل سيلينا غوميز منتجع صغير يجمع بين الفخامة والرفاهية

GMT 15:49 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

PRADA تطرح تشكيلتها الجديدة للرجل المميّز لربيع وصيف 2018

GMT 11:00 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"السر المعلن"..

GMT 00:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

5 علامات تتعرف بها على الطفل المصاب بالتوحد

GMT 11:22 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

الجيش الروسي يتسلم 20 عربة مدرعة من طراز "تايفون"

GMT 15:25 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

جاستن بيبر يقضي سهرة مع فتاة مجهولة

GMT 02:50 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تبعد بدر الدين بنعاشور عن الملاعب لمدة شهرين

GMT 06:10 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

"فولكس فاجن" تقدم "باسات استيت" في سوق الدفع الرباعي

GMT 00:07 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

ما هي فوائد ممارسة رياضة المشي ؟
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca