آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

خلال ندوة دولية نظمتها محكمة النقض ونقابة المحامين في أكادير

قانون التحكيم التجاري الوطني والدولي يستجيب لمتطلبات عولمة الاقتصاد

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - قانون التحكيم التجاري الوطني والدولي يستجيب لمتطلبات عولمة الاقتصاد

ندوة دولية حول "آفاق التحكيم الدولي في المغرب"
الدار البيضاء ـ جميلة عمر

نظّمت محكمة النقض بالشراكة مع نقابة المحامين في أكادير والعيون، صباح الجمعة، ندوة دولية حول "آفاق التحكيم الدولي في المغرب"، بحضور وزير العدل مصطفى الرميد، وعدد من الخبراء والقضاة والمحامين والأكاديميين المغاربة والأجانب، إضافة إلى مؤسسات ومراكز دولية تعنى بالتحكيم التجاري الدولي.
وقبل أن يبدأ كلمته الافتتاحية، ذكّر رئيس محكمة النقض المغربية الأستاذ مصطفى فارس، بخطاب الملك محمد السادس لمناسبة افتتاح السنة القضائية في 29 كانون الثاني/ يناير ،2003 الذي دعا فيه إلى "تنويع مساطر التسوية التوافقية لما قد ينشأ من منازعات بين التجار، وذلك من خلال الإعداد السريع لمشروع قانون التحكيم التجاري، الوطني، والدولي، ليستجيب نظامنا القضائي لمتطلبات عولمة الاقتصاد وتنافسيته، ويسهم في جلب الاستثمار الأجنبي".
بعد ذلك عرج فارس إلى كلمته، وتطرق إلى الجانب التاريخي، معتبرًا أنَّ الحفريات التاريخية والثقافية تؤكد أنَّ "مؤسسة التحكيم وفلسفتها ليس بالغريبة عنا، بل هي من الموروثات المغربية الأصلية، ومن الآليات الأساسية إلى جانب الوساطة والصلح"، كما أنَّ المغرب كان من الدول السباقة عربيًا وإفريقيًا إلى التوقيع على مجموعة من الاتفاقات الدولية المرتبطة بالتحكيم التجاري الدولي، وعيًا منها بأهميته في حل المنازعات بأسلوب سريع وغير مكلف مع مراعاة السرية المطلوبة.
وأضاف أنَّ التحكيم أصبح آلية تحقق الأمن التجاري بشكل كبير، واللجوء إليها في المنازعات التجارية الدولية مسألة عادية طبيعية وخيارًا مفضلًا لتسوية الخلافات فرضته عولمة الاقتصاد والزيادة المطردة في المعاملات العابرة للدول والقارات.
وأوضح فارس أنَّ المغرب في خضم كل هذا التحول شهد تحركًا تشريعيًا مهمًا سواء على مستوى إصلاح منظومة العدالة بصفة عامة أو في مجال التحكيم بصفة خاصة، حيث انضم المغرب إلى عدد من الاتفاقات الإقليمية والدولية ذات الصلة، وأحدث غرفا للتحكيم في مجموعة من المدن تقدم خدمات التحكيم المختلفة.
وأشار إلى أنَّ هذه الغرف شهدت تزايدًا مضطردًا في القضايا التي أحيلت عليها خلال الأعوام الماضية، وذلك نتيجة للنجاح الذي حققته في حل الخلافات بشكل بات وسريع وفعال، ناهيك عن تنظيم وعقد عدد من المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية وغيرها من الفعاليات الثقافية المتعلقة بالفكر القانوني عمومًا والتحكيم التجاري خصوصًا، وترافق ذلك مع زيادة عدد الأبحاث والمطبوعات المتعلقة بالتحكيم التجاري والمواضيع المرتبطة به.
وذكر فارس منها على سبيل المثال لا الحصر "سلسلة دفاتر المجلس الأعلى التي تصدرها محكمة النقض والتي خصصت أكثر من ثلاثة أعداد لموضوع التحكيم التجاري في أبعاده الوطنية والدولية"، مؤكدًا أنّ كل هذا يجعل المغرب يقف على أرضية صلبة وأسس قوية تبشر بمستقبل واعد للتحكيم التجاري الدولي.
وبيّن أنَّ المغرب أصبحت له مكانه خاصة، باعتباره بلد رائد في مجال التحكيم التجاري الدولي وكفضاء ملائم لفض الخلافات والمنازعات لما أصبح يتوفر عليه لا فقط من آليات قانونية وتنظيمية وتدبيرية وبنيات اقتصادية ومالية ولوجستيكية كبرى، وإنما أيضًا لتكريس بلادنا لسلطة قضائية مستقلة وقضاة أكفاء ذوي تكوين جد متميز وعقلية منفتحة يشهد بها الجميع في كل المحافل الدولية.
وأشار فارس إلى أنَّ محكمة النقض منكبة على تجميع أهم القرارات المبدئية المرتبطة بالموضوع الصادرة منذ مدة طويلة وفهرستها وتبويبها وترجمتها إلى عدد من اللغات لتكون في متناول جميع الفاعلين الاقتصاديين والقانونيين الأجانب والوطنيين كمرجع أساسي يبرز دور القضاء المغربي في تحقيق الأمن الاقتصادي والمالي ولإعطاء صورة حقيقية عن المكانة التي يحظى بها التحكيم وتترجم وعي القضاة بأهميته كآلية من الآليات الأساسية لتحقيق العدالة وتكرس الأمن الاقتصادي والحقوقي.
يُذكر أنَّ هذا اللقاء يأتي في سياق التفاعل الإيجابي مع ما تعرفه الساحة القانونية والقضائية من ديناميكية تكرس الأمن الاقتصادي والحقوقي في المغرب، وما تقتضيه التحديات التي فرضتها عولمة الاقتصاد من ضرورة خلق شراكات وفضاءات للمناقشة ووضع تصورات ورؤى جديدة، تساهم في التنزيل السليم للدستور وتؤسس لقضاء قريب من انتظارات المتقاضين وفي خدمتهم.

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون التحكيم التجاري الوطني والدولي يستجيب لمتطلبات عولمة الاقتصاد قانون التحكيم التجاري الوطني والدولي يستجيب لمتطلبات عولمة الاقتصاد



GMT 05:20 2022 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

13 دولة من الاتحاد الأوروبي تزيد واردتها من السلع الروسية

GMT 03:25 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف علاج جديد من القنب لعلاج الصرع

GMT 01:34 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

8 طرق طبيعية للحصول على شعر ناعم خلال اسبوع

GMT 05:55 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة سباق الخيل البريطاني تحقق طفرة في برامج المنافسات

GMT 13:53 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

يوفنتوس يستعيد ديبالا قبل مواجهة برشلونة

GMT 14:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

أفكار متعددة لاختيار كراسي غرفة النوم موضة 2017

GMT 06:27 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل صحافية وعمّها بالرصاص في ولاية "أوهايو" الأميركية

GMT 02:42 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب يُصوّر لحظة إزالة قُرادة حية من أُذن مريض

GMT 23:30 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

مايكروسوفت تدعو المستخدمين لتجربة متصفح "Edge"

GMT 16:21 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

فضيحة تدفع جامعة فاس إلى حذف اختبارات شفوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca