آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

"ضريبة الكربون" تفرض تكييف عمليات الإنتاج المغربية مع المعايير الأوروبية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

الصادرات المغربية
الرباط - الدار البيضاء

واجه الصادرات المغربية ابتداءً من يناير 2023 تحدياً كبيراً يتمثل في شروع الاتحاد الأوروبي في تطبيق آلية تعديل الكربون عند الحدود، التي سينتج عنها فرض ضريبة على الواردات ذات البصمة الكربونية القوية.وفي مرحلة أولى، تستمر إلى غاية نهاية 2025، لن تتضمن هذه الآلية سوى إجبارية التصريح ببصمة الكربون، وستشمل فقط ستة قطاعات؛ وهي الكهرباء والحديد والصلب والأسمدة والألمنيوم والإسمنت.وتندرج هذه الآلية في إطار مبادرة “Paré pour 55” التي قدمتها المفوضية الأوروبية في يوليوز 2021، وتهدف إلى تقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لتصبح القارة الأوروبية محايدة مناخياً في أفق سنة 2050.ومن المرجح أن ينتج عن آلية تعديل الكربون عند الحدود انخفاض في واردات الاتحاد الأوروبي من السلع عالية الكثافة الطاقية بنسب تتراوح ما بين 0.62 و14.3 في المائة، مقابل ارتفاع صادراته بوتيرة تتراوح ما بين 0.38 و4.46 في المائة.

وستكون لهذه الآلية نتائج إيجابية بالنسبة للدول المتقدمة التي تتوفر على أنماط إنتاجية ذات انبعاثات كربونية ضعيفة، أو تلك التي تتوفر مسبقاً على أنظمة لتسعير الكربون.وبالنسبة للمغرب، يعتبر الاتحاد الأوروبي شريكاً رئيسياً بنحو 60 في المائة من الصادرات في المتوسط. وفي سنة 2020 بلغ رقم المعاملات من الصادرات المغربية نحو الاتحاد 167.8 مليارات درهم، 3 في المائة منها معنية بالمرحلة الأولى من آلية تعديل الكربون عند الحدود، خاصة قطاع إنتاج الأسمدة.

وبحسب دراسة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية فإن الضريبة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قد تؤدي إلى تراجع الصادرات الوطنية من المنتجات عالية الكثافة الطاقية بنسبة 1.06 في المائة، مقابل تعريفة جمركية محددة في 44 دولاراً للطن الواحد من ثاني أكسيد الكربون، وبنسبة 1.95 في المائة إذا تم تحديد تعريفة بـ88 دولاراً للطن.ووفق التقرير السنوي لبنك المغرب برسم 2021، الصادر مؤخراً، فإن تأثير آلية تعديل الكربون عند الحدود ستكون أكثر أهمية بالنسبة للمغرب إذا تم توسيع نطاق تطبيقها ليشمل قائمة أوسع من المنتجات والخدمات أو الانبعاثات غير المباشر، مثل تلك الناتجة عن الكهرباء المستخدم في عمليات الإنتاج.

ووفق معطيات البنك الدولي فإن الكمية التي يصدرها المغرب من ثاني أكسيد الكربون تفوق المتوسط العالمي بنسبة 46 في المائة، وتتجاوز ما تصدره منطقة اليورو بما قدره 3.4 مرات. وبالمقارنة مع منافسيه الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، فإن معدل انبعاثات المغرب مماثل لما يسجل في مصر، ويفوق دولا مثل تركيا وأميركا، ويسجل أقل من اقتصاديات أخرى مثل روسيا والصين.ويفرض هذا التحدي على المغرب تكييف عمليات الإنتاج مع المتطلبات الأوروبية من حيث محتوى الكربون، وما يرافق ذلك من تكاليف باهظة، وهو ما يستدعي تنفيذ الإستراتيجيات التي أطلقت في هذا المجال، لاسيما المتعلقة بالنجاعة الطاقية وتطوير الطاقات المتجددة لتحقيق الهدف الأبرز المتمثل في إنتاج 80 من الكهرباء خالية من الكربون.

قد يهمك ايضاً

صادرات المغرب إلى البرازيل تتجاوز 2 مليار دولار في 2021

مصادر توضح نمو الصادرات المغربية إلى البرازيل

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضريبة الكربون تفرض تكييف عمليات الإنتاج المغربية مع المعايير الأوروبية ضريبة الكربون تفرض تكييف عمليات الإنتاج المغربية مع المعايير الأوروبية



GMT 00:29 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

طه رشدي يكشف أنّ لغة الإعلانات هي لغة مناورات

GMT 07:24 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

ابتكار روبوت النانو المصنوع من الحمض النووي

GMT 08:55 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

"مالية الوداد"..

GMT 18:36 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

علاج ثقل الراس والدوخه

GMT 20:30 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

أفضل 10 فنادق تنعش السياحة في مدينة مراكش المغربية

GMT 16:52 2014 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أحمد الزيدي أكبر خصوم لشكر في "الاتحاد الاشتراكي"

GMT 01:58 2015 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل مقصورات الدرجة الأولى على الخطوط الجوية العالمية

GMT 02:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"فقهاء دين" يسرقون مجوهرات من مغربية على طريقة "السماوي"

GMT 08:04 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعة نجران تنفّذ دورة "حل المشكلات واتخاذ القرار"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca