آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

التسلل إلى آبار الفحم للتنقيب بطرق عشوائية يحصُد أرواح الشباب في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - التسلل إلى آبار الفحم للتنقيب بطرق عشوائية يحصُد أرواح الشباب في المغرب

التسلل إلى آبار الفحم للتنقيب
الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم

بعد إغلاق مناجم الفحم في مدينة جرادة المغربية، بات البحث عن لقمة العيش أمرا في غاية الصعوبة، حيث لا توجد مصانع وأراضي زراعية كبديل لتلك المناجم التي كانت تشغّل المئات من سكان المنطقة.وبسبب انعدام فرص العمل في المدينة لم يجد شبابها سوى التسلل إلى آبار الفحم للتنقيب عن هذه المادة بطرق عشوائية وفي غياب لشروط السلامة والصحة.

ولقي عدد من الشباب مصرعهم في تلك الآبار، إما نتيجة الاختناق بسبب نقص الأوكسجين، أو جرّاء انهيار الصخور والأتربة بعد غمر المياه الجوفية للمنجم.وخلال الأسبوع الماضي، لقي ثلاثة شباب مصرعهم اختناقا وهم بصدد استخراج الفحم الحجري ببئر في منطقة تدغى بضواحي جرادة، شرقي البلاد.
 

وكشف شاهد عيان ، أن الذين توفوا من شباب المنطقة ماتوا بعدما دخلوا بئر الفحم، حيث استنشقوا كمية من الغاز.وأضاف المتحدث، أن منظر انتشال جثث الضحايا كان مرعبا، حيث استغرقت العملية أربع ساعات، وذلك بتعاون عناصر الوقاية المدنية مع شباب المنطقة الذين يشتغلون في الآبار ولديهم دراية بطريقة الوصول لـ"الكنز الأسود".وحسب مصادر محلية، فإن الأسر والعائلات في مدينة جرادة تفقد كل سنة ثلاثة أو أربعة أبناء دفعة واحدة داخل آبار الفحم.

العمل في ظروف سيئة

ولا يقتصر التنقيب عن الفحم على الشباب فقط، ولكن أطفالا ونساء أيضا يلجؤون إلى ذلك العمل الخطير بحثا عن قوتهم اليومي في ظروف قاسية.ووفق مصادر محلية، فإن غياب فرص العمل بالمنطقة يبقي دخول قبور الفحم الحل الوحيد لضمان لقمة العيش، ذلك أن هؤلاء الشباب يملكون فقط سلاح المغامرة والشجاعة.

وتزداد مخاطر انهيار آبار الفحم العشوائية بمدينة جرادة، أكثر خلال فصل الشتاء، حيث تتسبب الأمطار الغزيرة في انهيار دعامات الأتربة الهشة.ورغم إغلاق المنجم بشكل رسمي، إلا أن المئات من المواطنين في تلك المنطقة لا زالوا يخاطرون بحياتهم بشكل يومي تحت بصيص أمل استخراج قليل من الفحم لسد رمق العيش.

وتعليقا على المخاطر المترتبة على العمل في مثل هذه الظروف، يقول الدكتور محمد بنمخلوف، الخبير في الجيولوجيا والأستاذ الجامعي في علوم الأرض: "لو تبنت شركات المناجم سياسات إرادية، أصبحت معروفة اليوم تحت مسمى المسؤولية الاجتماعية للشركات، وكذلك سنّت سياسات مستدامة، لاستطاعت بذلك التخفيف من مثل تلك الآثار السلبية وحققت استفادة قصوى من الآثار الإيجابية لأنشطتها".

ويرى بنمخلوف، أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الآثار السلبية لإغلاق المناجم بشكل جدي ومحاولة التخفيف منها، عوض التركيز على سياسة مرحلية.واقترح خبير الجيولوجيا إغلاق المنجم كليا لعدم قدرة المسؤولين على إيجاد حل لاضطرابات البيئية الناتجة عنه.يشار إلى أنه تم إغلاق مناجم الفحم الحجري بجرادة في عام 1998 بسبب استنزافها، لكن العمال والسكان لجؤوا إلى التنقيب بطريقة عشوائية

قد يهمك أيضا

عمال سابقون في مناجم الفحم في جرادة يهددون بـ"انتحار جماعي"

 

المبادلات التجاريةِ بينَ المغربِ وإسرائيلَ تتجاوزُ 117 مليونَ دولارٍ في 2021

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسلل إلى آبار الفحم للتنقيب بطرق عشوائية يحصُد أرواح الشباب في المغرب التسلل إلى آبار الفحم للتنقيب بطرق عشوائية يحصُد أرواح الشباب في المغرب



GMT 03:25 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف علاج جديد من القنب لعلاج الصرع

GMT 01:34 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

8 طرق طبيعية للحصول على شعر ناعم خلال اسبوع

GMT 05:55 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة سباق الخيل البريطاني تحقق طفرة في برامج المنافسات

GMT 13:53 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

يوفنتوس يستعيد ديبالا قبل مواجهة برشلونة

GMT 14:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

أفكار متعددة لاختيار كراسي غرفة النوم موضة 2017

GMT 06:27 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل صحافية وعمّها بالرصاص في ولاية "أوهايو" الأميركية

GMT 02:42 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب يُصوّر لحظة إزالة قُرادة حية من أُذن مريض

GMT 23:30 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

مايكروسوفت تدعو المستخدمين لتجربة متصفح "Edge"

GMT 16:21 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

فضيحة تدفع جامعة فاس إلى حذف اختبارات شفوية

GMT 13:25 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

تركي آل الشيخ يعلن خبرًا صادمًا بشأن محمد صلاح

GMT 06:13 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

المواصفات الواجب معرفتها قبل سيارة مستعملة

GMT 15:30 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

ميامي هيت ينتصر على تورونتو رابتورز في دوري السلة الأميركي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca