آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

كان صاحب باع طويلة في النهضة الشعريَّة والثقافيَّة اللبنانيَّة والعربيَّة

الشاعر اللبناني أنسي الحاج في ذمة الله بعد صراع طويل مع المرض

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الشاعر اللبناني أنسي الحاج في ذمة الله بعد صراع طويل مع المرض

رحيل الشاعر اللبناني أنسي الحاج
بيروت – جورج شاهين

بيروت – جورج شاهين رحل الشاعر والكاتب الكبير انسي الحاج بعد صراع مرير قاس مع المرض كان اقعده قبل نحو شهرين . الشاعر الكبير الذي كان من اعمدة "النهار" وصاحب باع طويلة في النهضة الشعرية والثقافية اللبنانية والعربية ترى "النهار" نفسها مفجوعة بفقده اسوة بكبارها الذين فقدتهم وتتقدم من عائلته ومن سائر محبيه ومدمني ادبه وشعره و"كلماته" ومن الزميلة "الاخبار" ومن جميع اللبنانيين بالتعازي الحارة بفقد هذا المعلم الشعري والصحافي الكبير.وأنسي الحاج من من بلدة قيتولي، قضاء جزين، الجنوب. مولود في بيروت في السابع والعشرين من تموز 1937. تلقى علومه في مدرسة الليسيه الفرنسية ثم في معهد الحكمة في بيروت. بدأ ينشر وهو على مقاعد الدراسة، مقالات وأبحاثاً وقصصاً قصيرة في مختلف المجلاّت الأدبية في منتصف الخمسينات، وكان على اهتمام خاص بالموسيقيين الكلاسيكيين. تزوج في العام 1957 من ليلى ضو، ورزق منها ندى ولويس.
احتفط بشعره ولم يبدأ بنشره إلاّ في أواخر الخمسينات. بدأ العمل في الصحافة في العام 1956 في جريدة "الحياة"، ثم في "النهار" مسؤولاً عن القسم الثقافي، ابتداء من 9 آذار 1956، العدد 6209. وتولى كذلك مسؤوليات تحريرية عديدة في "النهار" وأصبح رئيس تحريرها منذ العام 1992 إلى أيلول 2003.في العام 1964 أصدر "الملحق" الأسبوعي لـ"النهار"، الذي ظل يصدر عشر سنين حاملاً مقاله الاسبوعي "كلمات كلمات كلمات". مقالاته، بين "النهار" و"الملحق" ومجلات لبنان الأدبية، لا تحصى، جمع بعضها في ثلاثة مجلدات صدرت عن "دار النهار" في العام 1988. أشرف على اصدار "النهار العربي والدولي" في بيروت.
شارك في تأسيس مجلة "شعر" وفي اصدارها، وكان أحد اركانها منذ 1957 حتى توقفها في عهدها الاول، ثم في عهدها الثاني. وفي اعدادها الاولى، ظهرت له كتابات نقدية ولم ينشر قصائد. أول ما نشر قصائد فيها كان العام 1958. وكل قصائده المنشورة هي قصائد نثر. في العام 1960 ظهرت مجموعته الشعرية الأولى، "لن"، "دار مجلة شعر"، مع مقدمة كتبها بنفسه في موضوع قصيدة النثر خاصة والشعر عامة. الحرب الأدبية التي أثارتها "لن"، اشترك فيها الشعراء والكتاب من العالم العربي كله، وكانت حداً فاصلاً في تاريخ الشعر العربي المعاصر.
في العام 1963 صدرت مجموعة "الرأس المقطوع" عن "دار مجلة شعر" في العام 1965 صدرت مجموعة "ماضي الأيام الآتية" عن "المكتبة العصرية". وفي العام 1970 صدرت مجموعة "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" عن "دار النهار للنشر". في العام 1975 "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" عن "دار النهار للنشر" وفي العام 1983 أعاد طبع كتابيه الأولين: "لن" و"الرأس المقطوع" عن "الدار الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع". أصدرت له "دار الجديد" دواوينه الخمسة الأولى في العام 1994، وصدر له ديوان "الوليمة" لدى "دار رياض الريس" في العام 1994، وبالفرنسية في باريس لدى "دار أكت سود" في العام 1997 أنطولوجيا "الأبد الطيار" التي أشرف عليها وقدّم لها عبد القادر الجنابي، وأنطولوجيا "الحبّ والذئب الحب وغيري" في الألمانية في العام 1998، ترجمة خالد المعالي وهربرت بيكر. صدرت له "خواتم 1" في العام 1991، و"خواتم 2" في العام 1997 لدى "دار رياض الريس". في نيسان 2007 صدرت أعماله الكاملة في ثلاثة مجلدات لدى "هيئة قصور الثقافة" في القاهرة.
في الستينات ساهم في إطلاق الحركة المسرحية الطليعية في لبنان من طريق الترجمة والاقتباس، وكانت ترجمته لمسرحية "كوميديا الأغلاط" لشكسبير بلغة حية ومتحركة (مسرحية) وفصحى، همزة وصل بين الجمهور والمسرح الجدي، قديمه وحديثه. لكن نجاح هذه اللغة، ظهر، أكثر ما ظهر، مع ترجمة لمسرحية "الملك يموت" لاوجين يونسكو في العام 1965. ترجم ايضاً للفرق المسرحية اللبنانية (بعلبك – منير أبو دبس – برج فازليان – شكيب خوري – روجيه عساف – نضال الاشقر...) مسرحيات "العادلون" لكامو، "القاعدة والاستثناء" لبرشت، "احتفال لزنجي مقتول" لأرابال، "نبع القديسين"، "رومولوس الكبير" لدرونمات، و"الآنسة جوليا" لسترندبرغ.
إلاّ أن أقوى اندفاعاته، على صعيد المشاركة في الحركات الفنية، ربما هي اندفاعته مع الأخوين رحباني، اللذين كان بدء معرفتهما الشخصية به في حزيران 1963، على اثر مقال كتبه عن فيروز، رافضاً مبدأ المقارنة بين صوتها وبين أصوات مطربات أخريات، معتبراً أن في صوت فيروز، فوق الجمال والبراعة، "شيئاً أكثر" كما سمّاه، هو العامل الغامض الذي لا يستطيع أحد له تفسيراً، والذي سيظل يحيّره، كما يظل كل "شيء أكثر" في الخليقة يحيّر العقل والتحليل. الواقع أن هذا المقال لم يكن الأول الذي كتبه أنسي الحاج عن فيروز. ففي العام 1956 كتب في مجلة "المجلة" مقالاً عنها بعنوان "فيروز".
ترجمت له قصائد عديدة الى الفرنسية والانكليزية، واستوحى بعض المسرحيين قصائد له فأخرجوها (منهم يعقوب الشدراوي وريمون جبارة)، كما استوحى بعض الموسيقيين قصائد له في أعمال موسيقية.وكثيرون من الرسامين اللبنانيين والعرب (بول غيراغوسيان، رفيق شرف، منير نجم، جان خليفة، وضاح فارس إلخ...) اقترنت رسوم لهم بقصائد له.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاعر اللبناني أنسي الحاج في ذمة الله بعد صراع طويل مع المرض الشاعر اللبناني أنسي الحاج في ذمة الله بعد صراع طويل مع المرض



GMT 16:34 2022 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

عيسى مخلوف في ضفافه الأُخرى: سيرة الذات والآخر

GMT 00:29 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

طه رشدي يكشف أنّ لغة الإعلانات هي لغة مناورات

GMT 07:24 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

ابتكار روبوت النانو المصنوع من الحمض النووي

GMT 08:55 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

"مالية الوداد"..

GMT 18:36 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

علاج ثقل الراس والدوخه

GMT 20:30 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

أفضل 10 فنادق تنعش السياحة في مدينة مراكش المغربية

GMT 16:52 2014 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أحمد الزيدي أكبر خصوم لشكر في "الاتحاد الاشتراكي"

GMT 01:58 2015 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل مقصورات الدرجة الأولى على الخطوط الجوية العالمية

GMT 02:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"فقهاء دين" يسرقون مجوهرات من مغربية على طريقة "السماوي"

GMT 08:04 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعة نجران تنفّذ دورة "حل المشكلات واتخاذ القرار"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca