آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

معرض اللبناني جوزف حوراني للنحت متعة نقش الذكريات على الخشب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - معرض اللبناني جوزف حوراني للنحت متعة نقش الذكريات على الخشب

مهرجان دبي للفنون
بيروت - الدار البيضاء اليوم

يعدّ النحت على الخشب من أقدم الفنون وأعرقها، وهو يشبه إلى حد كبير فن الفسيفساء. فأنواع وألوان الخشب الكثيرة تتيح للفنان، صاحب هذه الهواية أن ينجز منحوتات ترتبط ارتباطاً مباشراً بالطبيعة. ومن جديد هذا الفن، يستفيد من خشب أشجار الأبنوس والشمشاد لإضفاء اللون الأزرق على العمل، ومن خشب شجر العناب للونه الأحمر، غير أنّ الفنانين يستخدمون غالباً خشب شجر الجوز وأشجار الغابات التي تحمل عروقاً جميلة في حد ذاتها.

الفنان جوزف حوراني يعدّ من النحاتين اللبنانيين القلائل الذين اتجهوا نحو الخشب لترجمة أفكارهم. فهو أستاذ جامعي ومهندس معماري، وحاصل على شهادات عليا (ماجستير) في الفلسفة والموسيقى. ويستخدم حوراني مهاراته مجتمعة في فن النحت على الخشب ضمن معرض لمجموعة من أعماله أنجزها من عام 1995 لغاية 2020.

ويستضيف «غاليري صالح بركات» هذا المعرض الذي يتضمن منحوتات لوجوه وأجسام من دون أعضاء وعكسها. ويركز فيها على أفكار تخرج عن المألوف ترتكز على المنطق التركيبي. فتبدو لناظرها بمثابة مجوهرات مفككة تم صنع عدة قطع منها. الأعمال تتيح لمقتنيها أن يعيد بناءها حسب وجهة نظره. ويقول الدكتور حوراني في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كلما احتوت المنحوتة في تفاصيلها على منطق التركيب، تفقد من إحساسها الشاعري. من هنا كان التحدي عندي كبيراً، كي أستطيع تقديم معرض فني مبنيّ على كسر القواعد الإنشائية في طرح موضوع كل منحوتة».

لم يكن هدف حوراني أن يقدم أعمالاً فنية تجارية، بل أرادها فسحة تأمل تحرك الفكر، فتجمع مع التحليل متعة التأمل لناظرها كي يفهمها ويتماهى مع خطوطها. ويعلق: «لا أرتجل عادةً في منحوتاتي بل أضع لها خططاً أمشي عليها ومن ثَمّ أنفذها. والفرق بينها وبين غيرها أنّها ولا مرة كانت رمزية ولا تجريدية. كان همي أن أرضي تطلعاتي وأن آخذ هذا الفن إلى آفاق واسعة، غير مسبوقة».

ويرى حوراني أنّه من السهل جداً إرضاء الناس من خلال العمل العلمي ومن الصعوبة جذبهم إلى تجربة فنية غير مألوفة. وهذا الأمر ولّد لديه صراعاً لا يستهان به، ويعلق في سياق حديثه: «حاولت دائماً ألا تحمل منحوتاتي السطحية أو أن تكون بمثابة قطعة ديكور تليق بغرفة جلوس أو أريكة فيها. فهربت من الأسلوب الجمالي إلى آخَر يوفر عليّ التورط في العامل الثقافي».

مَن يشاهد معرض حوراني في «غاليري صالح بركات» لا بد أن تلفته مشهدية فنية تحلّق به، وتطرح عليه أسئلة لا يستطيع الإجابة عنها. يقول حوراني: «هناك أشخاص وجدوا صعوبة في التعاطي مع منحوتاتي لأنها بنظرهم معقدة، ولكن نسبة كبيرة لفتتهم في هيكليتها ومحتواها، وهو ما دفعهم لشرائها واقتنائها من دون تردد، في هذا الزمن بالذات».

يجمع معرض حوراني للنحت الخشبي نحو 100 قطعة فنية يتناول فيها وجوهاً عَبَرت في حياته. وبينها كذلك منحوتات تحكي عن أحشاء جسم الإنسان. ويوضح: «هي مجموعة وجوه تمثل أشخاصاً تعرفت إليهم في حياتي. ويأتي والدي في مقدمهم، إذ لجأت مرات كثيرة إلى شكل أنفه النافر ليشكل عنصراً أساسياً في القطعة. كما أن هناك كثيراً من بقايا ذاكرتي الجماعية المنبثقة من أشخاص تعرفت إليهم عن قرب أو التقيتهم، فتركوا أثرهم عندي، وحاولت أن أتذكرهم في منحوتاتي على طريقتي، بحيث انطبعت جميع أعمالي بوجوه محلية أعرفها».

يتعامل حوراني مع أنواع خشب مختلفة كالجوز والزان والفراك وغيرها. فهو يلحق بعروقها ليؤلف مسار منحوتته. ويقول: «هناك أنواع خشب مرتفعة الثمن كالـ(تك الأسود) الذي يبلغ سعر المتر المكعب منه 12 ألف دولار. وتجربتي مع هذا الخشب كانت رائعة، لا سيما أنه يقاوم الرطوبة والمياه. يعد كالمجوهرات لقيمتيه الفنية والحياتية. لم يكن هدفي أبداً النحت على خشب غالي الثمن، بقدر ما كنت أتطلع للمس هذه التجربة عن قرب».

وعن الفرق بين النحت على الحجر والخشب يقول: «الحجر يمكن التحكم به بسهولة ضمن ضوابط معروفة. أما الخشب فيفرض عليك احترام خصائصه كي تُبقي على قيمته الطبيعية».

وعن سبب لجوئه إلى منحوتات تحكي عن جسم الإنسان من الداخل يقول: «لست فناناً كلاسيكياً بل أبحث دائماً عن التحديات. هناك فنانون سبقوني وحاولوا نقل أفكارهم عمّا بعد الإنسان من خلال تناولهم أعضاءه. أنا شخصياً أخذت أحشاء الإنسان من كبد وكلية وقلب وقدمتها في منحوتات مفككة، تبرز مدى أهميتها، وهو ما لا يمكننا أن نلمسه في الحياة الحقيقية. بعض الناس لم يحبذوا فكرة بهلوانية تركيب المنحوتة، فيما آخرون رأوا فيها تمريناً صحياً، أسهم في تحريك أذهانهم وإخراجه من قوقعة مفروضة عليه».

يشارك اليوم حوراني من خلال منحوتاته في مهرجان دبي للفنون (دبي آرت فير)، وهو الذي سبق وقدم معارض نحت في بلدان عديدة بينها كندا وبوسطن. ويختم: «أخذني وقت طويل كي أستطيع التأقلم في بوتقة فنية أعيش فيها. ولكنّي آثرت إكمال أفكاري الهندسية ضمن عملية فنية تميل أكثر نحو العلمية والثقافة المعمقة. شكّل ذلك بالنسبة لي مخاضاً كبيراً نتج عنه نحو 1000 منحوتة خشبية أعرض منها اليوم ما يقارب الـ100».

قد يهمك ايضا 

 تجمع المواهب تحت مظلة واحدة وهذا ما قاله المشاركون

اختتام فعاليات مهرجان دبي للكوميديا

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض اللبناني جوزف حوراني للنحت متعة نقش الذكريات على الخشب معرض اللبناني جوزف حوراني للنحت متعة نقش الذكريات على الخشب



GMT 20:17 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

"اللف والدوران"

GMT 00:03 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

أفضل الأماكن في ماليزيا لقضاء شهر عسل لا يُنسى

GMT 13:18 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

أفكار مبتكرة لإدخال اللون الأصفر على مطبخك

GMT 14:18 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

ّأسامة فاضل يؤكد أن "صباح الخير" فيلم لكل أفراد الأسرة

GMT 16:38 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

انجراف التربة يؤدي إلى قطع الطريق بين شفشاون والحسيمة

GMT 04:31 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

سقوط طفلة في بالوعة مفتوحة في بني بوعياش

GMT 03:33 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

توقعات الفلكي الأردني عبود قردحجي للأبراج لعام 2018 بالتفصيل

GMT 04:19 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يعلنون عن أدلة تُظهر استقرار سفينة نوح على جبل أرارات

GMT 06:51 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ميشيل ويليامز تلفت الأنظار إلى إطلالاتها الساحرة

GMT 03:11 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

شابة أميركية تحقق حلمها وتمتهن التصور الفوتوغرافي الجوي

GMT 08:13 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

فوائد سمك السلمون المدخن

GMT 18:03 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

رومان رينز يعتبر عداوته لسينا أفضل ما حدث له

GMT 16:15 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم في معراب تحضيرًا لمهرجانات الأرز صيف 2017

GMT 02:13 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

غطاء "أيفون 8" الزجاجي صعب الإصلاح حال تحطّمه

GMT 21:11 2016 الخميس ,28 تموز / يوليو

الإيرلندية جوانا ريني أفضل لاعبة كمال أجسام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca