آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

المسرحية المغربية "يا مسافر وحدك" عالم مغربي يحكي "ضعف الإنسان" أمام "المكتوب"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - المسرحية المغربية

مسرح محمد الخامس بالرباط.
الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم

قدرية مؤلمة تهيمن على أحدث مسرحيات المخرج عبد المجيد فنيش “يا مسافر وحدك”، التي كتب نصها المسرحي عبد الكريم برشيد واحتضنتها خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط.

في زحمة الحياة، محطة القطار، يصطدم الإنسان، ذلك الكائن الضعيف الذي لا يملك أمره إلا أمانيّ، بالمكتوب؛ بعد فرح، واطمئنان، وإحساس لحظي بالكمال.

مسرحية “فرقة الأوركيد”، لوحة من الحياة، تؤمن بالحكي والأغنية؛ الكل مسافرون، يحملون حقائبهم، وينتظرون بالمحطة أن يأتي القطار، ويغادروا، هكذا، كأن لم يكونوا يوما شيئا مذكورا.

تحضر الحياة، الإنسان المسرع، المفتون، والإنسان الهائم في آخره-نصفه، محبا وَلِها، يتطلع إلى الغد، يتجاذب أطراف الحديث، يَألَف، يحكي، يتذوّق، يفزع، ينفجر ضاحكا… لكن، القدر قدر والمكتوب مكتوب.

العودة إلى الماضي ممكنة في عالم المسرح. تنتصر “يا مسافر وحدك” للحكاية، وتوفيها حقها، وتشخص شخصياتها الذكريات، ولا يملك المتابع إلا التأمين والاستمتاع.

بطعم مغربي، تحضر في المسرحية التي كتبها رائد المسرح الاحتفالي عبد الكريم برشيد، الأغنيةُ، مسنِدة للقصة، ومشركة للجمهور، وجزءا لا يتجزأ من العرض؛ من عنوان المسرحية المستلهم من أغنية “يا مسافر وحدك”، إلى أغاني الفرح والتأمل والحزن والنعي، المغربية والعربية، لا تنفصل الأغنيات الشعبية عن المسرحية.

في السفر حياة، وفي المسرح أيضا، ولا تعترف الخشبة بموت الكبار، عمَلا ومُنجَزا. وبين زمنية اللحظة، وزمنية التاريخ، “يقول الإعلام ما يريد، والتاريخ يكتب ما يشاء”.

ولا تنفلت هذه المسرحية من زمنها وما يشهده، فتدمج واقع جائحة “كورونا”، ولو في إشارة بين حبيبين إلى ضرورة تعقيم اليدين. الفيروس اجتاح كل مكان، واستوطن نفوسنا، وجثا على معيشنا، آبيا أن نواجهه بالنسيان المُحتَرِز.

في محطة القطار، غير المسمّاة، السفر بلا حقيبة مثار شكّ؛ شخص في لباس غريب، يقرأ كتابا من عل، لا يتفاعل مع يوميّ الناس، لا يجري وراء قاطرة، لا ينتظر موعدا، يثير ريبة البعض: حياة زوجة يحيى، التي أحست بـ”غدره” ولو لم تستوعب الكيف.

هذا الشخص الذي يعي المشاهد، بعد حين، أنه منفّذ الأقدار، ملك موت أو شيء من هذا القبيل، منصاع بدوره للمكتوب، بقدر انصياع باقي الناس، يضرّه ما في الكتاب لكن ما له غير تنفيذه، ولو كانت السطور تقول بتفريق حبيبين وجدا نصفهما المفقود بعد حياة من البحث والنقص.

لم يشفع للزوجين كونهما “ليسا أهل سلطة ولا سلطان، وما يطلبان إلا حقهما في الحياة”، بل انضبط “الموظّف” إلى النظام الذي لم يرسِ قواعده.

يأتي قطارٌ، لا يُسمح للركابِ الصعودُ إلا واحدا… يخرّ مغشيّا على الأرض، يتمتم الشهادتين، تفارق الروح الجسد، مشيَّعَة بدموع الحبيبة، ينتظر مشاهد “يا مسافر وحدك” حلّا للعقدة، طبطبة على كتفه، بهجة، لكن ما هكذا تجري الحياة، وما بهذه السّذاجة يقبل المسرح.


قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

تفاصيل خطة لإنقاذ المسرح المغربي من "السكتة القلبية"

 

لطيفة أحرار تناشد وزير الشباب والثقافة من أجل انقاذ المسرح المغربي

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسرحية المغربية يا مسافر وحدك عالم مغربي يحكي ضعف الإنسان أمام المكتوب المسرحية المغربية يا مسافر وحدك عالم مغربي يحكي ضعف الإنسان أمام المكتوب



GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 06:25 2018 الأحد ,29 إبريل / نيسان

أفكار متنوعة وراقية لديكور حفلات الزفاف

GMT 03:33 2018 الثلاثاء ,27 آذار/ مارس

الهاتف Huawei Y7 2018 يظهر في صورة رسمية مسربة

GMT 13:31 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

حسام عاشور على بُعد 3 خطوات مِن الأكثر تتويجًا في العالم

GMT 05:33 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

التحقيق مع مدير بنك اختلس 600 مليون سنتيم في الجديدة

GMT 13:54 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أبرو يحرز رقمًا قياسيًا في عدد الأندية التي لعب لها

GMT 02:55 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأصفر يعتبر لونًا مبهجًا يجلب السعادة إلى المنزل

GMT 15:09 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

افتتاح مصنع جديد في طنجة لإنتاج الورق المقوى

GMT 23:44 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

بنعاشور حارس "الوداد" مطلوب في سوشو واتحاد طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca