آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

استعانت بورق البردي والخيامية لصنع مجسمات مميزة

فنانة سويسرية تستلهم أعمالًا متنوّعة مِن التراث العربي والفرعوني

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - فنانة سويسرية تستلهم أعمالًا متنوّعة مِن التراث العربي والفرعوني

الفنانة السويسرية باتريسا جاكوميلا
جنيف ـ الدار البيضاء اليوم

استلهمت الفنانة السويسرية باتريسا جاكوميلا، أفكارا متنوعة لتنفيذ أعمال تشكيلية وذلك بعد إقامتها بالقاهرة نحو 6 أشهر عبر منحة علمية سويسرية، من نبات البردي الذي كثر استخدامه في الحضارة الفرعونية، وفنون الخيامية التي تنتمي إلى التراث العربي والإسلامي، وورق صحف الجرائد. الأشكال الفنية التي صنعتها جاكوميلا وعرضتها أخيراً بمدينة زوغ السويسرية، جاءت نتيجة التفاعل والاندماج مع الناس والثقافة والتاريخ والأماكن المختلفة التي زارتها وتحركت فيها بمصر، إذ ركزت في تناولاتها ومعالجاتها المختلفة على المجال العام، كما حاولت فهم الحياة اليومية للمصريين وتناقضاتها وتأثير الثقافة العالمية في الإنسان المصري، بهدف خلق بيئة للتفاعل والتبادل الثقافي تستند لوسائط فنية مختلفة وفق جاكوميلا.

وصممت الفنانة السويسرية مركباً مساحته متران، من ورق البردي، بجانب طائرة صممتها من ورق الصحف بعد معالجتها بطريقة معينة، وكانت مساحتها مترين أيضاً، بالإضافة إلى أعمال أخرى تنوعت بين عروض الفيديو والتكوين في الفراغ، على غرار مجسم لشجرة سقطت أوراقها، ووضعتها بشكل مائل وإلى جوارها وضعت بقجة من نسيج الخيامية.
تصميم طائرة حربية مصنوعة من ورق الصحف يرمز إلى الخليط المتنوع من الانتشار المفرط للكتابات المفبركة، التي عمد مسؤولو الصحف وكتابها إلى إغراق المجتمع والناس بها، فضلا عن الأخبار المزيفة والتي تهدف إلى توجيه اهتمامات الناس في طريق معين، بحسب تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط».
وذكرت جاكوميلا أنها قامت ببناء الطائرة من أوراق صحف أحضرتها من مدن مختلفة حول العالم بعد زيارتها ومن بينها القاهرة ونيويورك والقدس وغيرها من البلدان الأوروبية، وقد نفذتها بحيث تكون راقدة على الأرض غير مهيأة للإقلاع.

أعمال جاكوميلا المستمدة من التراث العربي والفرعوني لم تقتصر عند حدود التشكيل في الفراغ بل قامت بإعداد فيلم بعنوان «بقايا» تعود فكرته إلى عام 1989 عندما أولى الدكتور حسن رجب اهتماماً بالغاً بالصناعات اليدوية في دلتا مصر وتحديداً في قرية الجراموس، بمحافظة الشرقية، والتي تعد من أهم القرى التي تهتم بزراعة ورق البردي في مصر، ورصدت جاكوميلا تراجع زراعة هذا النبات التاريخي بالقرية.
وبعنوان «ذكريات الغد» صنعت جاكوميلا مركباً من ورق البردي، قامت بربطه بخيوط حمراء، وتوضح جاكوميلا أنها شاهدت رسوما بالصحراء الشرقية المصرية لمراكب مصنوعة من ورق البردي، تعود لمرحلة ما قبل التاريخ «3500 - 5000 قبل الميلاد». وترى أن العمل الذي نفذته يشير إلى التواصل بين الماضي والحاضر، مشيرة إلى أن «البردي لا يزال مستخدما في إثيوبيا والهند وبوليفيا كمادة أساسية في صناعة الزوارق الخفيفة، وهي تمثل في أساطير بلاد الرافدين والثقافة الهندية رمزاً للخلاص، كما أنها تحمل مفردات الحياة وعناصر استمرارها.
ورغم أن المركب يمثل في اعتقاد جاكوميلا نوعا من الأمل، فإنه في الوقت ذاته يشير إلى نقطة محزنة وهي مشكلة اللاجئين، وغرق أعداد كبيرة منهم في البحر المتوسط، وهم يسعون للهجرة إلى دول أوروبا بحثا عن حياة آمنة، لا يجدونها وهم يصارعون الأمواج، لكنها تأمل أن يفتح العالم صفحة جديدة معهم.

أما عمل الشجرة الذي جاء بعنوان «في اللامكان» ويصور شجرة قاربت على السقوط، وإلى جوارها صرة من قماش الخيامية المزخرف بألوانه الزاهية المعروفة، وتعبر من خلاله عن رقة حال العديد من البشر، بجانب غياب الإحسان فيما بينهم، وعدم الشعور بالاستقرار، وهو في رأيها يدفع المشاهد للتفكير والتأمل والتفاعل مع تلك المشاعر المتناقضة.
ولم تتوقف رحلة جاكوميلا مع حياة المصريين عند هذا الحد، بل قامت بالتقاط عشر صور وضعتها إلى جوار بعضها، تنوعت بين التشخيص والتجريد، بين الخيال والواقع، وجميعها تظهر الحياة اليومية المصرية، وقد تعمدت بحسب وصفها محو بعض التفاصيل والمفردات التصويرية ودمجها سوياً للتوغل في اكتشاف بنية مجتمعاتنا المعاصرة، من دون الوقوع في أنماط معتادة تغلب على الكثير من الصور التي تسجل جوانب من حياة المجتمعات.

قد يهمك أيضَا :

زهرة كرمستجي تكشف عن تصميماتها الساحرة والمستوحاة من التراث العربي

أكاديمية المملكة المغربية تلقي محاضرة عن المصطلح في التراث العربي

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانة سويسرية تستلهم أعمالًا متنوّعة مِن التراث العربي والفرعوني فنانة سويسرية تستلهم أعمالًا متنوّعة مِن التراث العربي والفرعوني



GMT 00:53 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

يومين راحة لدوليي الوداد بعد "الشان

GMT 04:12 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

رايس يدافع عن الإصلاحات التي تتجه تونس لتنفيذها

GMT 00:02 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

"كرسي معهد العالم العربي" يكرم المفكر عبد الله العروي

GMT 07:36 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

بسيمة الحقاوي تملّص الحكومة المغربية من فاجعة الصوية

GMT 13:23 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

خل التفاح والكريز علاجات طبيعية لمرض النقرس

GMT 05:00 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الشمر والزنجبيل والبقدونس أعشاب للمرارة

GMT 02:45 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الممثل هشام الإبراهيمي يخوض تجربة الإخراج

GMT 20:41 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

جامعة مراكش الخاصة تشتري كلية الطب في السنغال

GMT 13:26 2015 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

فوائد صحية لاستهلاك البطيخ الأصفر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca