آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

تفصل بينهما مسافة خمسة أمتار ويتبادلان كلمات قليلة

إقامة حفلات جاز في باريس بعازف ومتفرج وحيدين بسبب الوباء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - إقامة حفلات جاز في باريس بعازف ومتفرج وحيدين بسبب الوباء

باريس
باريس - الدار البيضاء اليوم

يجلس عازف الجاز في مقابل المتفرج الوحيد لحفلته في باريس، تفصل بينهما مسافة خمسة أمتار.. يتبادلان كلمات قليلة، وتتصاعد بعدها أنغام من الساكسفون، مثل البلور لتشكل متنفساً يُحرَّر بعد أشهر عدة من دون موسيقى حية، بسبب فيروس «كورونا المستجد».

فمنذ الثاني من يونيو (حزيران) تنظم قاعة الجاز «لا غار»، في شمال شرقي باريس، كل مساء، نحو مائة «حفلة منفردة لمتفرج وحيد» تستمرّ نحو خمس دقائق، وتضم «فناناً يعاني من عدم العطاء منذ شهرين ومتفرج يعاني من شُحّ بسبب عدم تلقيه أي شيء منذ شهرين»، على ما يؤكد جوليان دو كاسابيانيا أحد مؤسسي القاعة في 2017. يجب أن يسجل الشخص اسمه ومن ثم انتظار دوره على القائمة. وعندما يحين الوقت يُفتح الباب أمام لقاء وجهاً لوجه مع العازف لدقائق معدودات.

وتغرق القاعة، وهي على شكل دهليز، مع قناطر عدة في الظلام. وفي آخرها، يضفي مصبحان وسجادة عجمية وباقتان من الزهر الأبيض أجواء دافئة وهادئة.

ويسأل الفنان: «مرحبا ما اسمك؟»، فيما ترسم الأنوار الخافتة ظلالاً على جسمه. ويعرّف المتفرج الجالس على كرسي على بُعد أمتار قليلة عن نفسه، لتبدأ «الحفلة المنفردة».

ويتجدد اللقاء مع كل حفلة جديدة. يبتسم المتفرجون، وتمر في عيونهم سعادة وجودهم في المكان. البعض منهم يراقب بإمعان مع تركيز كبير. البعض الآخر يلتفت إلى شريكه، لأنه يحق لحبيبين أو صديقين أو فردين من عائلة واحدة تشكيل «كيان واحد»، لحضور الحفلة معاً.

ويقول عازف الساكسفون، بونوا كروست، وهو أحد فنانَيْن كانا يعزفان مساء الأربعاء: «أشعر بأن الناس يأتون فعلاً ليروّحوا عن أنفسهم. في ظرف كهذا لا فاصل بين الفنان والجمهور».

ويضيف: «عندما تعزف بمفردك تكون أكثر حرية. أذهب إلى حيث أشاء. لدي حرية كاملة وأشعر بذلك». وهو يستمتع بعودته إلى المسرح بعدما اضطر إلى التوقف خلال الجائحة.

ويؤكد عازف الساكسفون الآخر غائيل أوريلو: «العزف مجدداً بالنسبة لي هو تحرر فعلي. وبحسب نفسية الناس، أشعر أحياناً بأن علي أن أعزف أشياء مختلفة».

عند خروجهم من الحفلة يشعر المتفرجون بالسعادة. على شرفة المحطة السابقة المهجورة التي كان ينطلق منها خط للسكك الحديد، يقوم بجولة في باريس، يستعيدون أنفاسهم وهو يحتسون شراباً.

وتقول إليزيه جاريكي (30 عاماً) التي أتت مع حبيبها: «كان يُنظر إلينا وأظن أنه عزف فقط من أجلنا. الأمر أشبه بطاهٍ كبير يحضر طبقاً فقط من أجلك».

يغادر توما غيين ما إن تنتهي حفلته متأثراً: «سأتمكن من النوم وأحلم بأشياء جميلة».

ويقول المشرفان على القاعة إنه من المستحيل تنظيم حفلات عادية مع قواعد التباعد الاجتماعي بين المتفرجين. ويوضح ياسين عبد اللطيف: «مع خمسين شخصاً في قاعة حفلات كبيرة تخرج بفكرة أن الحفلة كانت فاشلة. لكن مع حفلة منفردة يخرج الشخص مع ذكريات تستمر مدى الحياة».

ويقول شريكه جوليان دو كاسابيانكا: «على الصعيد الاقتصادي الوضع كارثي راهناً»، مشدداً على أن الإيرادات تراجعت أربع إلى عشر مرات مما هي عليه في الأوقات العادية.

في المقابل، هو راضٍ من النتيجة الفنية. ومع نحو مائة حفلة قصيرة في الأمسية أعلنت قاعة «لا غار» إمكانية تنظيم 3 آلاف حفلة في يونيو.

قد يهمك ايضا :

رائد الجاز يحيى خليل في دار الأوبرا المصرية 15 الشهر الجاري

العثور في وسط إيطاليا على عمل للبريطاني بانكسي سُرق من باريس

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقامة حفلات جاز في باريس بعازف ومتفرج وحيدين بسبب الوباء إقامة حفلات جاز في باريس بعازف ومتفرج وحيدين بسبب الوباء



GMT 03:25 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف علاج جديد من القنب لعلاج الصرع

GMT 01:34 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

8 طرق طبيعية للحصول على شعر ناعم خلال اسبوع

GMT 05:55 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة سباق الخيل البريطاني تحقق طفرة في برامج المنافسات

GMT 13:53 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

يوفنتوس يستعيد ديبالا قبل مواجهة برشلونة

GMT 14:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

أفكار متعددة لاختيار كراسي غرفة النوم موضة 2017

GMT 06:27 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل صحافية وعمّها بالرصاص في ولاية "أوهايو" الأميركية

GMT 02:42 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب يُصوّر لحظة إزالة قُرادة حية من أُذن مريض

GMT 23:30 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

مايكروسوفت تدعو المستخدمين لتجربة متصفح "Edge"

GMT 16:21 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

فضيحة تدفع جامعة فاس إلى حذف اختبارات شفوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca