آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

يسلّط الضوء على التبادل الثقافي بين الحضارة الإسلامية وأوروبا

"الشارقة للمتاحف" تقيم معرضًا بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

هيئة الشارقة للمتاحف
الشارقة - المغرب اليوم

أقامت هيئة الشارقة للمتاحف بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين معرضًا بعنوان "طرق التقاطع.. التبادل الثقافي بين الحضارة الإسلامية، أوروبا وما بعدها" ويوضح هذا المعرض أننا نحيا في عالمٍ متداخل،ٍ وأن البشر والمقتنيات في حالة حركة دائمة، وإيقاع الزمن السريع وإيقاع حياتنا يزداد على نحوٍ مطردٍ، وفي الحقيقة ليس هناك من ثقافة ولا تنميةٍ ثقافية دون تغييرٍ، وقد تشكّل هذا التغيير بفعل التبادل الثقافي العالمي، فعلى مدار التاريخ كانت هجرة الأفكار وحركتها التي حملها التجار والمهاجرون والباحثون هي أساس ثقافة البشر، مثل حروف الهجاء والأعداد وطرق الحساب والعلوم والموسيقى، فلا شيء يولد معزولاً عن بعضه بل لا بد من التفاعل الدائم بين المناطق.

يسلّط معرض "طرق التقاطع" الضوء على التبادل الثقافي بين الحضارة الإسلامية وأوروبا، ويوّضح مدى تأثر العالم بأثرهِ للتنقل المستمر للأشخاص والأفكار والتقنيات والفنون عبر طرق التبادل القديمة.. أما تاريخياً فيُعدُ ارتحال البشر سواء أكان ذلك اختيارياً أم إجبارياً من الأسس التى يقوم عليها التبادل الثقافي بين المجتمعات ابتداءً من العصور الوسطى وحتى وقتنا الحالي، حيث يركز المعرض على التنقلات والترحال من العالم الإسلامى وإليه، والأثر الذى تركهُ هذا التواصل بين الأقاليم والأديان، والدور البارز الذى سَاهمَ به هذا التواصل في صياغة شكل المجتمعات الحالية الحديثة فى أوروبا والشرق.

وتشير منال عطايا المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف إلى أن المعرض يعرض مجموعة تتضمن أربعة وخمسين قطعة أثرية مميزة ذات أهمية تاريخية وثقافية هائلة، من متحف الفن الإسلامى فى برلين لتعرض فى متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، فيما تُساهم هيئة الشارقة للمتاحف بعرض عشر قطع من مجموعاتها الدائمة، ويُقدّم المعرض ولأول مرة فرصة مهمة للجمهور لمشاهدة أكبر مجموعة من المعروضات الخاصة من متحف الفن الإسلامي فى برلين.

ومن جانبه يؤكد مدير متحف برلين البروفيسور استيفان ويبر على أهمية الجغرافيا في عملية التبادل تلك، فيقول: إن طرق التقاطع متنوعة تماماً، وقد كانت هناك طرق سريعة للتبادل مثل طرق الحرير، وهي شبكة واسعة من الطرق والمسارات التي جمعت الصين وآسيا الوسطى والصين والهند والشرق الأوسط وأوروبا، وقد كُتبَ لمناطق معينة مثل خراسان أن تكونَ بمثابة وحدة إرسال أو ناقلة للعلاقات الشرقية الغربية.. وقد كشفت الحفريات عن أوانٍ فخارية صُممت على نمط نماذج صينية بالإضافة إلى واردات مباشرة من الصين، وساعد امتداد طرق الحرير على ازدهار مدن أخرى، وقد تميزت كافة المدن التجارية بتعددية ثقافية وعرقية ودينية هائلة، وقد قُدِمَت هناك من خلال تشكليةٍ من القطع الثمينة ودلت على تغير الأذواق على نحوٍ مستمر، وهذه المقتنيات تعكس ما كان يُنظرُ إليه على أنهُ أنيق في زمانهِ فهذا المعرض يدعو الزائرين إلى جولة داخل منزل بسيط عارضاً بعض القطع التي اعتاد الناس أن يضعوها في بيوتهم لتعكس نمط حياتهم آنذاك.

إن تنوع المؤثرات مذهل، فعلى سبيل المثال هناك وصف للأشخاص الأوروبيين وهم يرتدون ملابسهم المثيرة، أو صوراً للمخلوقات الروحية من الشرق الأقصى بأجمل طريقة وتستند الجودة على انفتاح المالك – مالكُ القطع في زمانه- على كثير من المؤثرات الثقافية، وينطبقُ ذات الشيء على المقتنيات المختلفة التي تم اختيارها للعرض.

يركز المعرض على حركة الناس والأفكار والمقتنيات، وعلى الدور المهم الذي لعبته حركات الهجرة والقصص المشتركة في تشكيل ونقل الثقافات والمجتمعات في كافة أرجاء العالم، ومن تشكيلات متحف الشارقة للحضارة الإسلامية ومتحف برلين للفن الإسلامي، فإن شطراً من قصة التبادل الثقافي العالمي يعرض هنا، ولو أخذنا طبيعة المجموعتين فإن المعروضات تخبرنا قصصاً عن الفن والثقافة التي ما قبل الحداثة في الشرق الأوسط وعلاقته مع أوروبا وشرق آسيا خلال فترة الحكم الإسلامي، وأن التبادل بين هذه المناطق موغل في القدم فقد كانت كلاً من الصين ومنطقة الشرق الأوسط موطن ولادة العديد من التغيرات الثقافية التي تطورت قبل آلاف السنوات وانتشرت في العالم ولا تزال تشكل حياتنا اليوم، مثل الزراعة والتخطيط الحضري وتقسيم العمل والكتابة والحساب وعلم الفلك، وقد تشتت التطورات في طرق عديدة وقليلاً ما اتخذت خطاً مستقيماً.

يضربُ المعرض أمثلة على بعض الحواضر التي كانت محطات أساسية لطرق التقاطع ومنها مدينة القاهرة، فهي كمدينة كبرى من القرون الوسطى كانت متعددة الأديان ومركزاً ثقافياً مهماً وعاصمة للسلطة في القارة الأفريقية، وقد شكل المعلمون والتلاميذ عاملاً حيوياً في عملية التبادل الثقافي وسرعان ما توسّعت جامعة الأزهر والتي كانت في البداية مركزاً لتدريس علوم الدين والشريعة لتشمل تدريس الطب والعلوم الأخرى، وتدل الخطوط المكتوبة على أعمال الرخام البارزة على زهو وعظمة القاهرة آنذاك، وكانت الأعمال الفنية الفخمة المصنوعة من المعادن الثمينة والأواني الزجاجية والسجاد تحظى بإعجاب الشخصيات البارزة من المسلمين والأرستقراطيين من الغرب على حدٍ سواء، ويُعطي القماش المُطرّز بالحرير انطباعاً عن التنوع الديني الذي كان موجوداً آنذاك. ويسلّط المعرض الضوء على طريق التنين، فمع تقدم المغوليين غرباً جلبوا معهم تراثهم الثقافي بما يتضمنهُ من لغةٍ وفنون بالإضافة إلى الأزياء والأفكار الدينية، وقد شجّع الحكام الجُدد الفنانون المحليون على استئناف عملهم، وُجدت حيوانات لها رمزية روحية قديمة مثل التنين وطائر العنقاء المعروفين في الصين لقرونٍ من الزمن طريقها إلى الشرق الأوسط، ونجد مثالاً جيداً عن مزج النمط والأسلوب في تزيين البلاط في تخت سليمان، وهو مقر إقامة الحكام المغول الألخانيين، وفي الوقت الذي استمرت فيه تقاليد الخزف المحلي بدأت تظهر عناصر جديدة لوصف العنقاء والتنين مما يشيرُ إلى الثقة بالنفس لدى أولئك الحكام، وحتى بعد سقوط الإمبراطورية المغولية بقيت هذه العناصر لتصبح بعد ذلك جزءاً مكملاً من الأسلوب الفني بما خلقته من نمطٍ جديدٍ.

يؤكد استيفان ويبر أن الناس ظلوا يتبادلون السلع والأفكار والفلسفات والأيديولوجيات منذ أقدم الأزمان، وفي ترحالهم كانوا يواجهون مشكلة النقل بحيث كان بالإمكان قطع المسافات القصيرة مشياً، ولكن المسافات البعيدة مع الأحمال الثقيلة تطلّبت حلولاً مختلفة. وقد كانت العربات والحيوانات المُدجنة تُستخدم منذ أقدم الأزمنة، كما استخدم الناس الذين كانوا يعيشون على الأنهار أو على شاطئ البحر الزوارق والسفن، وكانت التجارة بالزوارق على امتداد شاطئ البحر آمنة نسبياً للسفر، في حين تطلّب عبور البحار المفتوحة معدات خاصة للملاحة مثل الاسطرلاب والخرائط، وفي المناطق الصحراوية كانت الملاحة مطلوبة أيضاً ووفرت الجمال وسيلة للنقل المثالي وقد تم نقل التوابل والنسيج والأحجار والزجاج والسجاد.

قد يهمك أيضًا:

بيْع 3 رسائل حُبّ نادرة في مزاد علني مقابل 513 ألف يورو

اكتشاف مطعم أسفل مدينة بومبي الأثرية خُصِّص لـ"الوجبات السريعة"

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشارقة للمتاحف تقيم معرضًا بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين الشارقة للمتاحف تقيم معرضًا بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي في برلين



GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:19 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بناء منزل مقوس يشبه ثعابين الريف الإنجليزي على يد زوجان

GMT 14:05 2021 الجمعة ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد الريفي يكشف تفاصيل معاناته بعد انتشار فيديو له

GMT 06:08 2018 الخميس ,01 آذار/ مارس

إبراهيم نصر طاقة فنية كبيرة لم تستغل بعد

GMT 06:31 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 08:31 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فساتين زفاف مبتكرة في عام 2018 لإطلالات جريئة للعروس

GMT 03:46 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

وقف احتساب علامات دورة الحاسب الآلي في مدارس بريطانيا

GMT 18:55 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

التليفزيون المصري يعرض مسلسل "وكسبنا القضية" المميّز

GMT 13:22 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

10أعوام سجنًا في حق صحافي بتهمة هتك عرض قاصر

GMT 03:53 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

موظف في "أرامكو" لم ينم لمدة ليلتين متواصلتين بسبب "فيلم"

GMT 07:49 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد المغربي يعاقب عبد الرحيم طاليب و خوان غاريدو

GMT 12:17 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد السمسم وزيته كمقوي للمبايض

GMT 07:36 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

مغامرة الوقوف على صخرة ترول تونجا البارزة في النرويج

GMT 13:05 2015 السبت ,15 آب / أغسطس

انتحار إمرأة من فوق سطح منزلها في مراكش

GMT 00:26 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أمور سخيفة للغاية يتشاجر عليها الزوجين
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca