آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

كانت تُحيط بها القمامة من كل الاتجاهات ويبتعد الجميع عنها

فنان يخلص مئات المنازل من "الجن" في صعيد مصر ويحولها إلى لوحات فنية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - فنان يخلص مئات المنازل من

فنان يحول المنازل إلى لوحات فنية
القاهرة - الدار البيضاء اليوم

جدران شاهدة على التاريخ وأخرى تخلّد الحاضر للمستقبل، بين المصري القديم والحالي لم تنقطع الموهبة التي دائما ما خلّدت الواقع على جدران المعابد القديمة والمنازل الحديثة، وعلى بعد نحو 570  كم من القاهرة، في قلب محافظة قنا بصعيد مصر، تضم قرية "المخادمة" مئات المنازل المهجورة، التي كانت تمثل بعض مشاهد القبح خلال السنوات الماضية، قبل أن تتحول إلى نموذج مبهر بيد أحد الفنانين.

نحو 900 منزل مهجور منذ عشرات السنوات في القرية  بـ"الطوب اللبن" عرفوا بالكثير من الأساطير التي تدور حول سكن الجن والعفاريت لهم، وتحذير الأطفال بعدم الاقتراب منها.

المنازل هجرها سكانها منذ أكثر من 100 عام وانتقلوا إلى القاهرة والسويس والاسكندرية وسافر بعضهم للخارج، حيث كانت المنازل تحيط بها القمامة من كل الاتجاهات يبتعد الجميع عنها كلما مر من أمامها، ثم أصبحت الآن مزارات سياحية يتصور بجانبها الجميع.

يقول الرسام، أحمد الأسد، البالغ من العمر 43 عاما، صاحب معارض عدة في محافظة قنا، الحاصل على بكالوريوس تربية فنية، منذ صغره كانت المنازل تشغله بشكل كبير، خاصة بشأن الأساطير التي تتردد حولها ومسألة سكن الجن والعفاريت لها، إلا أن ولعه بكل ما هو قديم دفعه في التفكير لتغيير الصورة المتوارثة عن هذه المنازل، حيث بدأ ابن قرية "المخادمة" مبادرته مع مجموعة من أبناء القرية بتنظيف محيط المناول والتبرع لشراء الأدوات والألوان، وبدأ  العمل من منزل يسمى بـ"بيت حزينة".

ما قصة "بيت حزينة"؟

حسب شهادات سيدات القرية المسنات، فإن فاطمة "صاحبة المنزل" توفي والدها بعد ولادتها بأسبوع واحد، وكانت ضمن عادات القرية دائما أن تضع الفتاة المولودة تحت "الماجور"، وهي أداة دائرية ذات عمق نحو 60 سم تستخدم في "عجن الدقيق"، ويضع بجوار الفتاة "عقرب"، فإذا لدغ الفتاة وماتت يكون والدها أراد أن يصطحبها معه للعالم الآخر، وتدفن بجواره، وإن نجت يكون والدها تركها لتكمل حياتها" تلاشت هذه العادة نهائيا في الوقت الحاضر، ونجت فاطمة ومن ثم كبرت، إلا أن زوجها توفى بعد الزواج، فقررت أن تترج المنزل وتهجر القرية، فسمي بـ"بيت حزينة"، ويعود تاريخه لأكثر من 100 عام.

 البداية

حاول إزاحة المتراكم على الجدران منذ مئات السنوات، نظرات المارة التي كانت تزيد البيت حزنا وعزلة، فقرر أن تكون البداية من المنزل، إذ تمكن أحمد الأسد من رسم القرية بجغرافيتها الكاملة ومحيطها الصحراوي والزراعي على المنزل، وكان الهدف هو تغيير الصورة الذهنية والمسمى عن المنزل، الذي أطلق عليه بـ"بيت سعيدة"، وأصبح مزارا للقرية وأهالي القرى المجاورة لالتقاط الصور.

مصدر دخل للأطفال

يشير الأسد إلى أنه أتاح الفرصة للأطفال لاكتشاف مواهبهم في الرسم، وأن هناك العديد منهم استثمروا الفرصة بالتأكيد وأكدوا أنهم على مواهبهم في فن الرسم على الجدران، وعمل الأطفال إلى جانب الفنان المصرية بالقرية للرسم على جدران المنازل المهجورة دون مقابل، إلا أن أهالي القرية  طلبوا منهم بعد ذلك رسم منازلهم بمقابل مادي.

فرص عمل

خلقت المبادرة العديد من فرص العمل للأطفال الذي يعملون في الوقت الراهن على رسم معظم منازل القرية بلوحات فنية من الطبيعة، بعد طلب الأهالي، ورغم الاعتماد على اللوحات التاريخية والطبيعية في الرسم، إلا أن بعض الرموز البطولية لم تغب عن المشهد، كما حضر صورة ضابط الصاعقة أحمد المنسي الذي أصبح "أيقونة" مصرية للفداء والتضحية.

اكتشاف مواهب الأطفال 

عبر الأطفال في حديثهم لـ"سبوتنيك"، عن فخرهم بما أصبحت عليه القرية، وأن نظرتهم لها تبدلت من الخوف للبهجة والسعادة، كما أوضح الأطفال أن المبادرة أكسبتهم الثقة في التأكيد على موهبتهم واكتساب الخبرة وترجمة ما كانوا يرسمونه على الورق للوحات فنية حقيقية على الجدران تحمل توقيعاتهم.

قد يهمك ايضا :

صعيدي من محافظة قنا يقاضي زوجته في قنا بسبب ختان ابنتيه

أدلة تؤكّد على وجود الجن في المنزل وأغربها اختفاء الأشياء

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنان يخلص مئات المنازل من الجن في صعيد مصر ويحولها إلى لوحات فنية فنان يخلص مئات المنازل من الجن في صعيد مصر ويحولها إلى لوحات فنية



GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 05:32 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

علماء يحذرون من انقراض "فرس البحر" لاختفاء طعامها

GMT 07:39 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

استمتع في "جزيرة غرينادا" في منطقة البحر الكاريبي

GMT 01:13 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اللون الأحمر الناري في ديكور 2018 لمحبي الجرأة والتغيير

GMT 05:28 2014 الإثنين ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فندق "حياة كابيتال" يتربع على الأبراج المائلة

GMT 10:41 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة ناصر تعلن مشاركتها بفيلمين في أيام قرطاج السينمائي

GMT 04:44 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

شركة تطلق حذاءً رياضيًا جديدًا يمكنه تدفئة القدمين
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca