آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

أفغانستان وأوكرانيا في صدارة قمّة الـ"ناتو" في ويلز

دول الحلف الأطلسي تبحث في خيارات عسكرية لمواجهة "داعش" في العراق

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - دول الحلف الأطلسي تبحث في خيارات عسكرية لمواجهة

الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن
لندن- كاتيا حدّاد

جدّد حلف شمال الأطلسي "الناتو" تعهده  لمواجهة "التطرف الدولي" ومنعه من التمتع بملاذ آمن. واعتبر الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن في قمة "الناتو" أن الحلف نجح في منع "التطرف الدولي" من التمركز في أفغانستان، وجعل منها ملاذا آمنًا، وبات تمركز تنظيم "داعش" في العراق وسورية يشكل تهديدًا للحلف، لاسيما مع انضمام مئات الأميركيين والأوروبيين إلى  صفوف التنظيم.وتعهد الأمين العام لـ"الناتو" بـ"عدم السماح بتمتع التطرف الدولي بملاذ آمن". وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون" التهديد من التطرف الإسلامي خرج بشكل جديد في العراق وسورية، وعدّ هذا التهديد مع التهديد من "الوجود الروسي غير القانوني "تهديدين على الحلف مواجهتهما.
ورغم أن التطورات في العراق وسورية والمخاوف من تنظيم "داعش" لم تكن مجدولة رسميَا على برنامج اليوم الأول من قمة "الناتو" المنعقدة في بلدة نيوبروت جنوب غربي المملكة المتحدة، إلا أنها كانت حاضرة في معظم الجلسات. وكانت الجلسة الأولى لقادة دول "الناتو" مخصصة لأفغانستان، والجلسة الثانية مخصصة لأوكرانيا. إلا أن اجتماعات وزراء الخارجية ووزراء الدفاع المنفصلة تطرقت إلى هذه الأزمة، وإمكان تشكيل تحالف دولي يقوم بعمل عسكري في العراق وبدعم سياسي لإنهاء الإمدادات لـ"داعش".وانطلقت نقاشات معمقة حول كيفية مواجهة تنظيم "داعش" في اليوم الأول من قمة حلف الشمال الأطلسي "الناتو" المنعقدة في بلدة نيوبورت في مقاطعة ويلز. وكانت هذه القضية في مقدمة نقاشات الرئيس الأميركي باراك أوباما، عند اجتماعه بالعاهل الأردني عبد الله الثاني.
والتقى أوباما مع العاهل الأردني على هامش القمة في اجتماع مغلق لبحث التطورات في العراق وسورية و"التحالف الدولي" الذي تسعى واشنطن لبنائه لمواجهة "داعش". وحضر الاجتماع مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، والمنسق في البيت الأبيض لقضايا الشرق الأوسط والخليج فيل غوردون.وأفاد مصدر دبلوماسي أميركي أن "المطلوب بناء تحالف دولي يشمل العشرات من الدول، ويتمتع بتأييد دولي واسع". لكن المصدر أقرّ بأن مع الأزمة الحالية مع روسيا يصعب الحصول على دعم من مجلس الأمن لمثل هذا التحالف، متوقعًا أن تتحرك الولايات المتحدة ضمن هذا التحالف في حال حصلت على دعم أوروبي وعربي واسع. وستركز الجهود الأميركية والأوروبية على هذا المنحى خلال المرحلة المقبلة.

وفي تطور لم يُعلن عنه سابقًا، يرتقب أن ينعقد اجتماع مغلق حول العراق اليوم الجمعة يبحث الخيارات العسكرية والأمنية المتاحة لمواجهة "داعش" في العراق. والاجتماع المنعقد على هامش القمة لا يشمل جميع الأعضاء، بل سيكون مقتصرًا على المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا، وربما يشمل دولتين أخريين. ويُذكر أن رجب طيب أردوغان يحضر القمة للمرة الأولى رئيسًا لتركيا، بعد تنصيبه الأسبوع الماضي، ووجهت تساؤلات عدة من حلفاء أوروبيين لتركيا حول عبور المقاتلين عبر الحدود التركية للانضمام إلى "داعش"ومن المرتقب أن تكون هذه من بين القضايا التي تُبحث في الاجتماع، و لم تكن أي من الدول العربية المشاركة في القمة مدعوة للاجتماع المغلق. وبالإضافة إلى حضور العاهل الأردني عبد الله الثاني ووزير خارجيته ناصر جودة، القمة، حضر ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة. وحضر وزير الدولة الشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، ووكيل وزارة الدفاع الإماراتية محمد الفلاسي، بينما مثّل المغرب وزير الدولة المكلف شؤون الدفاع عبد اللطيف لوديي.
وأكد مصدر بريطاني مطلع على الملف العراقي أن "جميع الخيارات متاحة، ونحن ننظر بكل الوسائل الممكنة في المرحلة المقبلة". ويشمل التخطيط البريطاني تنسيق ضربات جوية مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التنسيق الأمني مع القوات العراقية والبيشمركة، من خلال المبعوث آب/ أغسطس الماضي. كما أن البريطانيين شددوا، في اجتماعات على ضرورة التحرك السريع فور إعلان الحكومة العراقية. وهناك موقف منسجم بين أعضاء "الناتو" بأن أي تحرك في العراق سيحتاج إلى حكومة شاملة تمثل جميع أطياف الشعب العراقي.

وبينما تبدو الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا متفقة على ضرورة التحرك لمواجهة "داعش" في أسرع وقت ممكن، فإن تلك الدول تجمع على أن أي تحرك أو خطة بعيدة الأمد تحتاج إلى عناصر عدة، على رأسها تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
ويضغط دبلوماسيو تلك الدول على رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي للعمل على تشكيل حكومة شاملة ومتوازنة يمكنها العمل مع المجتمع الدولي لصد "داعش". وهناك توافق بين الدول الكبرى في الحلف على خطوط عريضة للتحرك في العراق، تشمل بالدرجة الأولى دعم الجيش العراقي وإمداد قواته وقوات البيشمركة بالسلاح. ولكن هذا التوافق مفقود عند التطرق إلى الأزمة السورية. وشهدت اجتماعات بحث خيارات عسكرية لمواجهة "داعش" في العراق، من دون أي اتفاق على العمل داخل سورية. وكان من اللافت أن الدبلوماسيين لم يحملوا حلولًا ممكنة للملف السوري، وعدّوا أن التركيز في الوقت الراهن سيكون على العراق.
ولفت راسموسن إلى أن "الناتو" بنى أكبر تحالف في التاريخ الحديث، حيث إن نحو ربع دول العالم اجتمعت من أجل هدف واحد، لمنع التطرف الدولي من التمتع بملاذ آمن، في إشارة إلى الحرب في أفغانستان. ويبدو أن فكرة بناء تحالف من أعضاء "الناتو" وشركاء خارجه تراود بعض أعضاء الحلف. وسيكون لزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، وقع في تطوير فكرة التحالف الذي تسعى إليه الولايات المتحدة. وقال راسموسن"ربع دول العالم انضمت إلى تحالف لدحر التطرف الدولي في أفغانستان ولم تنتهِ جهودنا بعد". ويركز "الناتو" على الشركاء خارج الحلف وما أنجزته تلك الشراكات في قوات "إيساف" في أفغانستان.
ويُذكر أن الأردن يقدم أكبر مساهمة لـ"إيساف" لدولة غير عضو في "الناتو". وقال راسموسن"نريد أن نواصل عملنا مع الشركاء الذين اعتمدنا عليهم في هذه المهمة ذات التحدي، وسنواصل هذه الجهود من خلال مبادرات شراكة تُطلق هنا في ويلز". وأعلن راسموسن لدى وصوله إلى نيوبورت أن "قمة الحلف الأطلسي هذه هي إحدى أكثر القمم أهمية في تاريخ الحلف"، مشيرًا إلى أوكرانيا، وكذلك إلى الملف الكبير الملتهب الآخر المتمثل في التهديد الذي يمثله تنظيم "داعش" المسؤول عن ارتكاب فظائع في سورية والعراق، الذي تبنى عمليتي قتل صحافيين أميركيين.
وقال راسموسن"يتوجب على المجتمع الدولي بكامله وقف تقدم داعش". وكرر كاميرون، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن تنظيم "داعش" يشكل "تهديدًا مباشرًا لبريطانيا"، بينما لم تعد لندن التي يواجه أحد مواطنيها المحتجز رهينة التهديد بالقتل في أيدي عناصر التنظيم، تستبعد المشاركة في الضربات الأميركية بالعراق. واستبق أوباما وكاميرون عقد القمة بنشر مقال رأي مشترك بعنوان "لن يخيفنا القتلى الوحشيون"، وجدد فيه الرئيس الأميركي وحليفه رئيس الوزراء البريطاني تعهدهما بمواجهة التهديدات من "داعش" وروسيا. وأكد الزعيمان في مقال رأي نشرته صحيفة "ذا تايمز" اللندنية أن "الناتو اليوم في غاية الأهمية لمستقبلنا، كما كان لماضينا"، ليؤكدا على ضرورة استمرار الحلف في دوره بحماية أراضي وشعوب دول أوروبا وشمال أميركا. ولفت الزعيمان إلى "قوس من عدم الاستقرار يمتد من شمال أفريقا إلى الساحل إلى الشرق الأوسط". وهناك تأكيد على أن مواجهة "التطرف" لا يمكن أن تنحصر في العراق، حتى وإن كان استهداف المسلحين يبدأ من هناك.

ولفت كاميرون وأوباما اللذان اجتمعا في لقاء ثنائي إلى أن "التطورات، لا سيما في العراق وسورية، تهدد أمننا في بلداننا"، وأضافا"الناتو ليس فقط تحالفًا لأصدقاء يساعد بعضهم بعضًا في وقت الحاجة، ولكنه أيضا تحالف مبني على المصالح الشخصية، والتهديد من عودة المقاتلين الأجانب من العراق وسورية يمثل تهديدًا لدولنا"وتقدم أوباما وكاميرون إلى أعضاء "الناتو" مباشرة للرد على هذه التهديدات، مما يعني مواصلة النقاشات خلال الأسابيع المقبلة. وقال أوباما وكاميرون في مقالهما"لن نهتز في عزيمتنا على مواجهة داعش دول مثل بريطانيا وأميركا لن تخاف من قتلى وحشيين". وكانت الرسالة هي نفسها التي قدمها الزعيمان للمجتمعين في نيوبورت.
ورأى راسموسن أن القمة التي تختتم أعمالها اليوم الجمعة ستكون "من أهم القمم في تاريخ التحالف"، مضيفًا أن "هذه قمة مهمة في وقت مهم". وأضاف"نحن نواجه مناخًا أمنيًا تغير كثيرًا عن السابق"، في إشارة إلى الخلافات مع روسيا والمخاوف من "داعش".وأضاف راسموسن"سنتخذ قرارات مهمة لضمان أمن دولنا وإبقاء الروابط بين أوروبا وأميركا الشمالية، وبناء الأمن في عالم خطر"
ومن المرتقب أن يحمل البيان الختامي للقمة، ملامح بناء تحالف لمواجهة التطرف، بالإضافة إلى التركيز في البيان الختامي على دعم أوكرانيا وأفغانستان، بالإضافة إلى العمل على ضمان روابط التحالف وتقويتها. ومن غير المتوقع الإعلان اليوم عن استراتيجية لمواجهة "داعش"، ومن المتوقع أن تستغرق عملية بناء الحلف أسابيع عدة على الأقل. ومن المرتقب أن تكون اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة جوهرية في بناء هذا الحلف. كما أن من المرتقب أن يتقدم أوباما وكاميرون بطلب موافقة الكونغرس والبرلمان البريطاني قبل القيام بأي عمل عسكري موسع، في حال تقرر القيام بمثل هذا العمل.
وتشهد القمة مواصلة النقاشات بين الدول الأعضاء حول ضرورة رفع الإنفاق العسكري بين جميع أعضاء الحلف، كي لا تتحمل الولايات المتحدة، ومعها المملكة المتحدة، العبء الأكبر عسكريًا في الحلف. كما يُرتقب أن يتضمن البيان الختامي الذي سيصدر اتفاق القادة على أولويات المشاريع الدفاعية في المرحلة المقبلة، ورفع قدرات استخباراتية رفيعة المستوى إلى الشرق في اتجاه روسيا، والجنوب في اتجاه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
--

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دول الحلف الأطلسي تبحث في خيارات عسكرية لمواجهة داعش في العراق دول الحلف الأطلسي تبحث في خيارات عسكرية لمواجهة داعش في العراق



GMT 15:53 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد عقد "جان بوفون وجورجيو كليني"في يوفنتوس

GMT 00:05 2018 الأحد ,18 آذار/ مارس

فوائد نبات "القسط الهندي" على صحة الإنسان

GMT 16:05 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فضل الشعبي يوضح سبب تنحي المبعوث الأممي لليمن

GMT 01:56 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

عطر Dylan Blue يمنح الرجل عطرًا أكثر جاذبية وسحرًا

GMT 11:32 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

فندق النوم في علب الصفيح في الدنمارك "Can Sleep Hotel"

GMT 05:20 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

فيصل السمرة يسلط الضوء على مسيرته الفنية المختلفة

GMT 10:28 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل سيلينا غوميز منتجع صغير يجمع بين الفخامة والرفاهية

GMT 15:49 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

PRADA تطرح تشكيلتها الجديدة للرجل المميّز لربيع وصيف 2018

GMT 11:00 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"السر المعلن"..

GMT 00:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

5 علامات تتعرف بها على الطفل المصاب بالتوحد

GMT 11:22 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

الجيش الروسي يتسلم 20 عربة مدرعة من طراز "تايفون"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca