آخر تحديث GMT 23:48:18
الدار البيضاء اليوم  -

"الرؤية المغربية" تقوم على إرساء "البعد التضامني" بين البلدان الإفريقية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

محمد بنطلحة الدكالي أستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض بمراكش
الرباط - الدار البيضاء اليوم

تفاعلا مع ما تداولته وسائل الإعلام مؤخرا بشأن المنصة المغربية النيجيرية لتطوير الكيماويات، وفي إطار التحضير لأشغال التحالف المغربي الإثيوبي للولوج إلى الطاقة المستدامة، قال الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن “المتأمل في حقل العلاقات الدولية يلاحظ وجود علاقة جدلية بين السياسة والاقتصاد، كما أن السياسة الخارجية للدول ترسم معالمها بأهداف تجارية اقتصادية”.وأضاف أستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض في تصريح لهسبريس أن “الدبلوماسية الاقتصادية تعتبر ترجمة للبعدين الاقتصادي والتجاري للدبلوماسية التقليدية للدولة، وبصفة فعلية هي استغلال لكل ما تتيحه الدبلوماسية التقليدية من قنوات اتصال للتعاون مع البلدان الأجنبية خدمة لاقتصاد البلاد، من أجل تحقيق المصلحة العليا للوطن”.

وتابع بنطلحة: “هنا يجب أن نستحضر أن الدبلوماسية الاقتصادية تعتمد على استراتيجية عقلانية وواقعية في تدبير علاقتها الدولية، مع العلم أن الاستراتيجية هي علم وفن استخدام الوسائل والقدرات المتاحة في إطار عملية متكاملة يتم إعدادها والتخطيط لها بهدف خلق هامش من حرية العمل يعين صناع القرار على تحقيق سياستهم العليا”، موردا أنها “الوسيلة أو الطريقة التي تؤدي بنا إلى تحقيق أهدافنا المتعلقة بالدرجة الأولى بالدولة، ولذلك نجد أنها تحتل مكانة كبيرة في العلاقات الدولية”.

وبعدما أكد أن “الدبلوماسية الاقتصادية للمغرب اختارت التوجه نحو عمقه الإفريقي للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان الإفريقية”، أوضح أن “الهندسة السياسية لتوجه المغرب نحو إفريقيا تعرف تحولات كبيرة وتعطي إشارات سياسية واضحة وقوية بأن المغرب يراهن على دوره الاستراتيجي في مد جسور التواصل مع بقية الدول الإفريقية في إطار خطة رابح-رابح من خلال المشاريع التنموية الكبرى”.

وأضاف أستاذ علم السياسة أن “بلادنا تقدم للسوق الإفريقية الواعدة تجربتها ومعرفتها ونموذجها الاقتصادي الذي يتكيف جيدا مع السياق الإفريقي، ونجد أن استثمارات الشركات المغربية في المنطقة بلغت في السنوات الست الماضية نحو 420 مليون دولار من مجموع استثمارات القطاع الخاص البالغة 630 مليون دولار، وشملت القطاع البنكي والاتصالات والمجموعات الاستثمارية وقطاع العقار والصناعة”.

إن الرؤية المغربية لإفريقيا، يضيف محمد بنطلحة الدكالي، “تقوم على إرساء البعد التضامني بين البلدان الإفريقية، لأن إفريقيا يمكنها أن تصنع نفسها بنفسها، هكذا أصبح المغرب ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا، والشريك الاقتصادي الأول في غربها، وذلك بفضل استقرار المغرب السياسي والأمني والاقتصادي، مقارنة مع جيرانه من دول شمال إفريقيا”.

وجاء ضمن تصريح بنطلحة لهسبريس أنه “من أهم المشاريع التي يراهن عليها المغرب والتي سترى النور مستقبلا، مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الذي سينطلق بطول 5560 كيلومترا من نيجيريا ثم بقية دول إفريقيا الغربية ليمتد إلى المغرب على البحر الأبيض المتوسط ثم أوروبا، حيث سينقل نحو 30 بليون متر مكعب من الغاز سنويا، وسيوفر عائدات مالية مهمة للدول المصدرة وسيؤمن وصول الغاز إلى الدول الأوروبية، لا سيما أن تأمين إمدادات النفط والغاز يعتبر أحد أهم العناصر الجوهرية على مستوى العالم، ويحتاج إلى تكاثف وتنسيق دولي للحفاظ على انسيابية وتدفق هذه الإمدادات”.

وأوضح الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش أن “هذا المشروع يعتبر أكبر برنامج استثماري على المستوى القاري، سواء من حيث حجمه الذي قد يبلغ 20 مليار دولار، أو من حيث آثاره الاقتصادية متعددة المستويات بالنسبة إلى كل البلدان التي سيمر عبرها هذا الأنبوب”، مشيرا في السياق ذاته إلى “مشروع المنصة المغربية النيجيرية لتطوير الكيماويات الأساسية المنتجة لمواد الأمونياك والأسمدة في نيجيريا، التي رصد لها غلاف مالي قدره الرئيس النيجري محمد بخاري بـ 1.3 مليار دولار”.

وتحدث الأستاذ الجامعي عن “الأشغال التحضيرية للتحالف المغربي الأثيوبي للولوج إلى الطاقة المستدامة”، موضحا أن “هذه الشراكة تأتي وفق رؤية مشتركة للدولتين المغرب وأثيوبيا لتدعيم شراكة جنوب-جنوب، مع العلم أنه تم الإعلان عن هذا التحالف خلال قمة العمل المناخي سنة 2019 على هامش مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف ضمان الولوج الشامل إلى الطقة المستدامة في البلدان الأقل نموا والبلدان الأخرى النامية، وذلك تماشيا مع الأجندة الأممية 2030”.

وختم محمد بنطلحة الدكالي تصريحه بتأكيد كون “المغرب عمل على تعزيز شراكة تضامنية مع إفريقيا تستحضر البعد التنموي أكثر من الاقتصادي، ووظفت الدبلوماسية الاقتصادية المغربية آليات وأدوات عديدة في سبيل تعميق تعاونها الإفريقي وفي قدرتها على أن تكون لاعبا فعالا في أوسع مساحة ممكنة، سواء على المستوى الإقليمي أو القاري أو الدولي وفق عمل دبلوماسي يستند إلى الواقعية وإلى حس استباقي دقيق”.

قد يهمك أيضَا :

بوعيدة تؤكد أن المغرب يعمل باستمرار لتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية

البعثة المغربية الاستكشافية تُدرج فيتنام كسوق مستهدف على المدى المتوسط

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرؤية المغربية تقوم على إرساء البعد التضامني بين البلدان الإفريقية الرؤية المغربية تقوم على إرساء البعد التضامني بين البلدان الإفريقية



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 01:22 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

عبد الرزاق خيري يناشد جمهور الجيش بالعودة إلى المدرجات

GMT 08:40 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفي أفضل الأماكن لقضاء شهر عسل مميز في سويسرا

GMT 11:44 2015 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

إعصار ميلور يجبر الآلاف على إخلاء منازلهم في الفلبين

GMT 06:47 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

نجمات تركن حلم الأمومة من أجل عيون الفن والنجومية

GMT 11:59 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 08:13 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم يبحث عن مهاجمين

GMT 07:06 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

النصائح التي يجب اتباعها للعناية بالشعر

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الفنان أحمد حلاوة يتعاقد على المشاركة في مسلسل "آخرة صبري"

GMT 10:35 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أقوى فتاة في العالم تستطيع رفع أثقال تصل إلى 330 كجم

GMT 10:32 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيتروين C4 في المغرب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca