بنعبد الله يؤكد أن تشكيل الحكومة المغربية المقبلة من ثلاثة أحزاب يضمن التماسك والانسجام

قال محمد أمين بنعبد الله، أستاذ القانون العام عضو المحكمة الدستورية سابقا، إن تشكيل الحكومة المقبلة من ثلاثة أحزاب سياسية يعتبر “طالع يمن على الحياة السياسة المغربية”، لأنه سيضمنسلاسة في أدائها وانسجاما بين مكوناتها.واعتبر بنعبد الله، في لقاء نظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أنه من الصعب وضع برنامج حكومي يلمّ أحزابا سياسية يصل عددها إلى ستة كما كان سائدا من قبل، متوقعا أن تكون مأمورية الحكومة المغربية  المقبلة في تنفيذ برنامجها أسهل.وبخصوص وضعية المعارضة، التي راج نقاش بعد الانتخابات الأخيرة حول احتمال أن تكون ضعيفة بسبب دخول “الأحزاب الكبرى” إلى الحكومة، قال بنعبد الله: “لا ينبغي أن ننظر إلى مفهوم دور المعارضة بشكل سلبي، لأن دورها حيوي ومحوري في العملية السياسية”، مضيفا: “إذا لم تكن هناك معارضة، فينبغي على السلطة أن تخلقها”.

وتابع عضو المحكمة الدستورية المغربية سابقا بأن “المعارضة لا تعني محاولة إسقاط الحكومة، أو ممارسة المعارضة فقط من أجل المعارضة، ولكن دورها هو أن تبدي وجهة نظر أخرى عندما تأتي الحكومة ببرنامج أو مشروع قانون من أجل تجويده”.وجوابا على سؤال حول احتمال أن يؤدي تخندق الأحزاب اليسارية في المعارضة إلى انبثاق تنائي قطبي يمين-يسار، قال بنعبد الله إن هذا الأمر ممكن، غير أنه استدرك بالإشارة إلى أنه بعد سقوط جدار برلين تغيّرت كثير من المفاهيم، “ولم يعد هناك ليبرالي خالص أو اشتراكي خالص مئة في المئة”.وأضاف: “ينبغي أن نكون براغماتيين؛ إذ يمكن أن تكون هناك حكومة ليبرالية ولكن ذات سياسة اجتماعية، فلو كنا دولة ليبرالية مئة في المئة لما كان هناك مشروع الحماية الاجتماعية الذي أطلقه الملك”.

وتابع قائلا: “هذه المشاريع هي في جوهرها ذات طابع اشتراكي ويساري، ولكن يتبناها الآخرون (الليبراليون)، وعلى العكس من ذلك كانت هناك حكومة اشتراكية (يقصد حكومة التناوب التوافقي) خوصصت مؤسسات عمومية، في حين إن الحكومات الاشتراكية لا تخوْصص المؤسسات العمومية”.وبخصوص التمكين السياسي للنساء في المغرب، اعتبر بنعبد الله أن المرأة المغربية لا تتمتع بكل الحقوق التي يجب أن تتمتع بها، مرجعا ذلك إلى أسباب ثقافية واجتماعية ومادية.

وأضاف أن قبول المجتمع انخراط النساء في الحياة السياسية لم يصر بعد قناعة عامة، داعيا المشرع إلى أن يتدخل من أجل تحقيق نوع من التمييز الإيجابي للنساء في المجال السياسي، وذلك عبر رفع تمثيليتهن في المؤسسات المنتخبة.واعتبر المتحدث ذاته أن الوصول إلى المناصفة بين النساء والرجال في المجال السياسي “لا يمكن أن يتحقق بين عشية وضحاها، بل يتطلب تربية وتعوُّدا على قبول هذا الأمر ليصير عاديا وطبيعيا”.

قد يهمك ايضا:

انتهاء ولاية الحكومة المغربية يقترن بفوضى الزيادات في أسعار المواد الاستهلاكية

الحكومة المغربية تعلن عن تخفيف “قيود كورونا” ابتداء من اليوم الجمعة