آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

تفسير آية "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تفسير آية

الأزهر الشريف
القاهرة - المغرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوى في الأزهر الشريف، السبت معني الوِحدة، من خلال تفسير الآية الكريمة "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " {آل عمران: آية 103}.

كان العرب في الجاهليّة، وقبل الإسلام أعداءً يضرب بعضهم رقاب بعض، وتقوم بينهم الحروب لأتفه سبب وأقلّه، وهنا يمتنّ الله عليهم بنعمة الألفة ويذكّرهم كيف كانوا، ثمّ كيف آل أمرهم بعد أن جمع الإسلام هذه القلوب المتنافرة، فأصبحوا بنعمةِ الله إخوانًا، وينهاهم عن أن يحدثوا ما يكون به التّفرق، ويزول معه الاجتماع والألفة، فيعودُ بهم الحال إلى ما كانوا عليه في الجاهليّة من التّدابر والقطيعة، إن الفرقة تؤدّي إلى الضعف، والضعف يُجرّئ أعداء الأمة عليها، ولا يستقيمُ حال أمّة من الأمم إلاّ بالاتّفاقِ والائتلاف، ونبذ التّخالف والفرقة .

وحذّر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- من الفرقةِ فقال:" إِيّاكُمْ وَالفٌرْقَةِ"، وقال عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم:" يدُ الله معَ الجَمَاعَةِ"، وحتّى عمليًّا حين أرادَ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يؤسّسَ مجتمعًا قويًّا بالمدينة، فإنّ أوّل ما صنعه هو أن آخى بين المهاجرين والأنصار، ونحنُ إذ نقرأ التّاريخ تطالعنا تلك السطور المريرة، تحكي مَا حدث لمّا وقع الخلاف بين المسلمين، ودبّت الفرقة في صفوفهم، نعم قد يطرأ على الأمّة أسباب الخلاف والفرقة، لكنّ الله أرشدهم إلى ما يحسم مادة النّزاع، وهو الاعتصام بكتاب الله وسنّة نبيه فهذا الّذي به تتّفق الكلمة، ويتبدّد الشتات، يقول الله تعالى:" فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ"{آل عمران:59}، ومما يحسن إيراده أن الآية والأمر بالوحدة ليس فيها دليلٌُ على تحريم الاختلاف في وجهات النّظر، والرؤية لشئون الحياة، والفهم، فإن ذلك لا يتعذّر معه الجمع، ومازال الصّحابة يختلفون في أحكام الحوادث، وهمْ مع ذلك متآلفون، إنّ الأمّة اليوم على مفرق طرقٍ، وهي أحوج ما تكون إلى نبذ الشقاق، وجمع الكلمة، وتوحيد الصّف.

 ولا يمكن أن تجتمع القلوب إلا على أخوّة في الله، تنطفئ بها الأحقاد التّاريخيّة، والثّارات القديمة، والأطماع الشخصيّة، ورايات، العنصريّة،" إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ "{ الأنبياء: آية 92} صدق الله العظيم .

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير آية وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا تفسير آية وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا



GMT 00:53 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

يومين راحة لدوليي الوداد بعد "الشان

GMT 04:12 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

رايس يدافع عن الإصلاحات التي تتجه تونس لتنفيذها

GMT 00:02 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

"كرسي معهد العالم العربي" يكرم المفكر عبد الله العروي

GMT 07:36 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

بسيمة الحقاوي تملّص الحكومة المغربية من فاجعة الصوية

GMT 13:23 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

خل التفاح والكريز علاجات طبيعية لمرض النقرس

GMT 05:00 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الشمر والزنجبيل والبقدونس أعشاب للمرارة

GMT 02:45 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الممثل هشام الإبراهيمي يخوض تجربة الإخراج

GMT 20:41 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

جامعة مراكش الخاصة تشتري كلية الطب في السنغال
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca