آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم

القرآن الكريم
القاهرة - المغرب اليوم

 تتباين بعض الفروق البلاغية بين بعض كلمات القرآن الكريم التى تبدو متشابهة في كتاب الله تعالى، لكن هذا التشابه لا يعنى التطابق، فلبلاغة القرآن دور بارز وواضح في التفرقة بين معاني هذه المتشابهات من الألفاظ.

ولنعترف من معين البلاغة الذي لا ينتهي لنبدأ بالتفرقة بين (الأب) و(الوالد):

جاء في معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم للدكتور محمد محمد داود:

(الأب) على الأجداد والرعاية والتربية.

(الوالد) على الأب المباشر أو الأدنى.

الأب في اللغة: سبب وجود الشيءـ أو إصلاحه، أو ظهوره، وسمي الأب أبا، لأنه يقوم على إصلاحا الأبناء ورعايتهم بالتربية والغذاء.

والوالد في اللغة: الأب المباشر، الذي هو سبب وجود الابن. فالوالد خاص، والأب عام.

والاستعمال القرآني للفظين يراعي ما لكل منهما من ملامح دلالية خاصة، فالأب يطلق على الأب المباشر كما في قوله تعالى: "إذ قال يوسف لأبيه" (يوسف) 4

كما يطلق على الجد إن علا، نحو قوله تعالى: "ملّة أبيكم إبراهيم" (الحج) 78

وورد مجموعا للدلالة على سلسلة الأجداد، كما في قوله تعالى: "قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا" (البقرة) 170

وقوله تعالى: "أنتم وآباؤكم الأقدمون" (الشعراء)

وهذا الاستعمال القرآني مرتبط باتساع الأصل اللغوي لكلمة (أب) وشمولها لكل ما كان سببا في وجود الشيء أو رعايته أو ظهور.

أما (الوالد) في الاستعمال القرآني فقد اقتصر على معنى الأب المباشر الذي هو سبب وجود الابن، وفي أكثر المواضع جاء في صيغة المثنى إيماءً إلى أن الأنثى هي الوالدة على الحقيقة، وألحق بها الأب؛ لأنه السبب المباشر في وجود الابن، ومن ذلك قول الله تعالى: "لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانًا" (البقرة) 83

واستقراء الآيات التي ورد فيها لفظ (الوالد – الوالدين) يدلنا على دقة التعبير القرآني؛ حيث إن الوالد – وهو الأب الأدنى (أي المباشر) دون غيره.

قد استعمل في سياقات تقتضي قوة الرابطة والعاطفة، نحو قول الله تعالى: "وبالوالدين إحساناً"؛ حيث المقام هنا مقام صلة روحية وعاطفية بين الوالد وولده، وقد نبه القرآن الكريم على قوة هذه الرابطة العاطفية في قوله تعالى: "واتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والود عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا" (لقمان) 33.

فقد تضمنت الآية نفي النفع والشفاعة بأبلغ وجه، فكأنه قيل: أن الواحج منهم لو شفع للأب الأدنى الذي ولد منه لم تقبل شفاعته، فضلا عن أن يشفع لمن فوقه. ولم يرد الوالد مجموعا في القرآن الكريم، وفي هذا قرينة على أن هذا اللفظ مقصور على الأب المباشر دون غيره.

وقد ورد لفظ (الوالد) مفردا أو جمعًا في هذه الآيات الكريمة:

- وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) (البقرة)

- كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) (البقرة)

- لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7) (النساء)

- وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآَتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33) (النساء)

- وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36)(النساء)

- رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) (إبراهيم)

وقد ورد لفظ (الأب) مفردا وجمعا في هذه الآيات الكريمة:

- فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ﴿٨٠ يوسف﴾

- اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي ﴿٩٣ يوسف﴾

- قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴿٢٥ القصص﴾

- قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ﴿١٣٣ البقرة﴾

- قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴿١٧٠ البقرة﴾

- فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴿٢٠٠ البقرة﴾

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم



GMT 15:53 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد عقد "جان بوفون وجورجيو كليني"في يوفنتوس

GMT 00:05 2018 الأحد ,18 آذار/ مارس

فوائد نبات "القسط الهندي" على صحة الإنسان

GMT 16:05 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فضل الشعبي يوضح سبب تنحي المبعوث الأممي لليمن

GMT 01:56 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

عطر Dylan Blue يمنح الرجل عطرًا أكثر جاذبية وسحرًا

GMT 11:32 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

فندق النوم في علب الصفيح في الدنمارك "Can Sleep Hotel"

GMT 05:20 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

فيصل السمرة يسلط الضوء على مسيرته الفنية المختلفة

GMT 10:28 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل سيلينا غوميز منتجع صغير يجمع بين الفخامة والرفاهية

GMT 15:49 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

PRADA تطرح تشكيلتها الجديدة للرجل المميّز لربيع وصيف 2018

GMT 11:00 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"السر المعلن"..

GMT 00:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

5 علامات تتعرف بها على الطفل المصاب بالتوحد

GMT 11:22 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

الجيش الروسي يتسلم 20 عربة مدرعة من طراز "تايفون"

GMT 15:25 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

جاستن بيبر يقضي سهرة مع فتاة مجهولة

GMT 02:50 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تبعد بدر الدين بنعاشور عن الملاعب لمدة شهرين

GMT 06:10 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

"فولكس فاجن" تقدم "باسات استيت" في سوق الدفع الرباعي

GMT 00:07 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

ما هي فوائد ممارسة رياضة المشي ؟
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca