آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الصحافي المغربي مصطفى الحسناوي يسرد تفاصيل تجربة السجن

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الصحافي المغربي مصطفى الحسناوي يسرد تفاصيل تجربة السجن

قضبان السجون
الرباط-الدار البيضاء اليوم

حكايات توثق “تجربة وواقعا أليما” عاشه مصطفى الحسناوي داخل السجن، اختار صبّها في قالب أدبي، يبرز عبر بعضها “ظواهر تعشش خلف القضبان، في ظلمات الزنازين والدهاليز، قد تكبر وتتعقد وتتفرع وتتشعب، إن لم نعالجها بالاهتمام”، ويوثق في أخرى ما لحقه، ورافقه خلال فترة الاعتقال وأعاد بناء معالم شخصيته ورؤيته للعالم.جاء هذا في أحدث كتاب للصحافي مصطفى الحسناوي، اللاجئ حاليا في السويد، المعنون بـ”سجون وأشجان .. حكايات من وراء القضبان”.والحسناوي صحافي مغربي، اعتقل لمدة ثلاث سنوات وصدر في قضيته قرار أممي طالب الدولة المغربية بإطلاق سراحه وتعويضه، بعدما اعتبر اعتقاله “تعسفيا”، وهو الملف الذي تابعته منظمات حقوقية دولية من قبيل “منظمة العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش”.

ووجه الحسناوي إهداء كتابه هذا إلى “السجن المركزي بالقنيطرة الذي خرجت منه أكثر إلهاما وأصلب عودا وأنضج فكرا”، وإلى زنزانته الانفرادية “التي ضمت كل هذه الأحرف والشذرات والقصاصات”، وإلى “قاضي التحقيق ورئيس المحكمة وكل الجلادين والسجانين، إلى كل من تسببوا بسجني، إلى كل من تخلى عني أو طعنني في الظهر من الأقارب والأحباب والزملاء والأصحاب”، و”إلى رفاق السجن من استنشق منهم هواء الحرية ومن ينتظر”.ويضم الكتاب حكايات خط مصطفى الحسناوي معظمها وهو في سجنه، ووثق في أخرى، كتبها بعد عودته إلى الحياة بعيدا عن القضبان، ما يجري داخله. وهو صادر في إطار سلسلة “وثائق سجين” التي أعلن الكاتب عزمه الاستمرار في نشر باقي أجزائها.

وفي فصول خمسة، يتطرق الحسناوي إلى قضيته وما عاشه خلال التحقيق والاعتقال، وما أثخنه من منابر “التحريض والتشهير”، و”مناضلي الفراش الوثير”، وقصص بعض السجناء التي عاشها أو سمعها، وقصص “مجانين الدواعش” السجناء، ثم قصص “السجانين والجلادين”، و”ممارساتهم الضاربة في عمق الحقوق والمكتسَبات”.ويتحدث الكاتب عن التحقيق معه انطلاقا من كتاب “لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها”، وملفه الذي بدأ يكبر، بعد كل سؤال، حتى صيَّرَه “صحافيا جهاديا”، وعن تسريب المحاضر الذي جعله يتساءل “هل لجرائدٍ مكاتبٌ داخل مقر الشرطة أم للشرطة مكاتب في مقراتها؟”، وعن التعامل معه بوصفه إنسانا محترما خلال التحقيق معه، إلى إحصائه 160 نوعا من الحشرات في زنزانةٍ حيث “لا كرامة ولا إنسانية”.

 ولا يخلو هذا الكتاب من إشارات تعكس مدى ألم ما قاساه الحسناوي، فيجد القارئ حديثا عن المعتقل الصغير الذي قبع فيه، والمعتقل الكبير الذي “اسمه المغرب”، أو السجن الذي هو الموجود “خارج هذه الأسوار، والسجناء المساكين الذين يطاردون اللقمة تحت قصف برامج ومخططات تجهيلهم وتجويعهم وتمييعهم ومسخهم”، وعن القانون الذي “من يملكه في هذه البلاد يملك حق مخالفته، بل يجعل من مخالفته قانونا يحترم ويصفق له الرعاع”.ويتحدى الحسناوي عوص ما وجد نفسه غارقا فيه بالتشبث بالأمل والإيمان، والسخرية فالسخرية، ساردا قصة تزعمه عصابته الإرهابية التي كوَّنَها مع “قلم” والآنسة “ورقة”، وهي “عصابة خطيرة تهدد أصحاب الكراسي المهزوزة والقصور الرملية والبيوت الزجاجية”، و”مصالحهم وقيمهم وأفكارهم وكذبهم وافتراءهم وتزويرهم وتدليسهم”.كما يستعيد المعتقل السابق في الكتاب محادثات جمعته مع صحافيين وحقوقيين لم يهتموا بقضيته، أو تعاملوا معها بعدم جدية أو استعلاء، مطلقا عليهم لفظ “مناضلي الفراش الوثير”، مع نفيه أن يكون مقصد ذلك “تصفية حسابات”، بل التدوين والإنصاف.


ويوثق الحسناوي في “سجون وأشجان”، تصرفات داخل السجن يقول إنها زادته يقينا أن “حليمة لن تفارق عادتها القديمة”، وأن “السياسات الخرقاء” لن تصلح شيئا ولن تضبطه “ولن تسهم لا في إدماج ولا في تأقلم وانضباط”.ويختم مصطفى الحسناوي كتابه مخاطبا “جماهير الأكشن” الذين بمجرد ما وضع قدميه خارج السجن، طالبوا بـ”إعادة تشغيل الفيلم من البداية”، قائلا: “هو (جمهور الحركة والإثارة) لا يريد للبطل أن ينهزم أو يموت، يدفعك دفعا لإعادة كل المشاهد، ويأخذ هو وضعية المتفرّج، الذي يشجعك بين الفينة والأخرى (…) ثم يتفرج عليك وأنت تقضي عقوبة سجنية ظالمة، لأنه يعتبر هذه اللقطة أهم ما في الفيلم، وأهم ما يعطي للبطل مصداقيّة، ثم حين تخرج، عليك أن تكرر مجددا كل المشاهد بحذافيرها”.ويزيد الكاتب: “لا يسمح لك بتعديل بعض المشاهد، أو تفادي أخطائها، أو إيصال الرسالة من خلال لون آخر كوميدي أو تراجيدي أو وثائقي، لا يسمح لك إلا بالحرب والمواجهة، إنها عقلية الأكشن يا سادة، وإلا فأنت منبطح متلون، غيرت القبَّعَة، وبعت الماتش (المباراة)”، قبل أن يجمل مخاطبا هذا الجمهور: “أنا حقا تغيرت، فأرجو أنت أيضا أن تتغير، وتزيل تلك النظارات التي تشاهد بها أفلام الأكشن ثلاثية الأبعاد”.

قد يهمك أيضا:

خبير فرنسي يؤكِّد أنّ المغرب مُستهدَف بشكل مُتعمَّد مِن طرف "العفو الدولية"

  سبب إستهداف منظمة "العفو الدولية" المغرب بشكل متعمد

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافي المغربي مصطفى الحسناوي يسرد تفاصيل تجربة السجن الصحافي المغربي مصطفى الحسناوي يسرد تفاصيل تجربة السجن



GMT 17:46 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة كيا سيراتو 2016 في المغرب

GMT 04:55 2016 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تجدد الخلاف بين الهنديتين ديبيكا بادكون وكاترينا كيف

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به

GMT 05:03 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

أنطونيو بانديراس يُقدِّم عطرًا جديدًا جذّابًا ومنعشًا

GMT 12:12 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

منة حسين فهمي ترفع شعار "الكلاب يدخلون الجنة"

GMT 15:38 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة اودي تي تي 2016 في المغرب

GMT 13:25 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

قوات الأمن توقف سبعة سلفيين في مدينتي طنجة وفاس

GMT 09:13 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

"فوكسهول" تطرح سلسلة سيارات FB-Victor رائعة منذ 1961

GMT 15:20 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

كن انت هذا العام

GMT 14:08 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يضع شرطًا لضم توريس جوهرة فالنسيا الشاب

GMT 01:19 2016 الإثنين ,08 آب / أغسطس

هل النعناع يعالج الحموضة؟
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca