آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الذئاب الإثيوبية ضعيفة وراثيًا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الذئاب الإثيوبية ضعيفة وراثيًا

واشنطن ـ وكالات

يرى العلماء أن تجمعات الذئب الإثيوبي، وهو الحيوان الأندر في فصيلة الكلاب، آخذة في الانقراض. ويعتقد أن يكون هناك 500 ذئب فقط من هذا النوع موجودة في إفريقيا. وتوصلت دراسة أجريت لمدة 12 عاما على هذا النوع من الذئاب -الذي يعيش في مرتفعات إثيوبيا- إلى أن هناك تدفقا جينيا ضعيفا بين التجمعات القليلة المتبقية من هذه الفصيلة. ويضع ذلك الأمر هذه الفصيلة من الذئاب أمام خطر الانقراض بسبب الأمراض أو تردي البيئة المحيطة بها. ففي دراسة نشرتها مجلة آنيمال كونسيرفيشن، عملت دادا غوتيلي من جمعية الحيوانات بلندن وزملاء من جامعتي أكسفورد ببريطانيا وبرلين بألمانيا، على تحديد التنوع الوراثي وبناء مجتمع هذه الفصيلة إضافة إلى أنماط التدفق الجيني بين 72 من ذئاب إثيوبيا البرية. وحدد الفريق عينة من الذئاب لستة مجتمعات من أصل سبعة مما تبقى من مجتمعات تلك الفصيلة، إضافة إلى عينات أيضا من مجتمع ماونت تشوك، الذي انقرض. وتوصل الفريق إلى أن معدل التنوع الوراثي كان مرتفعا نسبيا لدى هذا النوع من الحيوانات الذي كانت أعداده آخذة في الانخفاض ليصل إلى ما يقل عن 500 فرد من أفراد تلك الفصيلة.وقد يرجع ذلك الأمر إلى أن مجتمعات متميزة من الذئاب تمكنت من البقاء في إفريقيا بعد العصر الجليدي الأخير، الذي انتهى منذ 18 ألف عام، ومن ثم بقي هناك عدد محدد من الجينات في هذه المجموعات المنعزلة، إلا أن ذلك الانعزال يعود بالضرر على مجتمع الذئاب.وأجرى الباحثون دراسات على أنواع من الجينات من 14 موقعا معزولا لجينوم الذئاب، وتوصلوا الآن إلى أن هناك ضعفا في التدفق الوراثي في أوساط مجتمعات الذئاب الإثيوبية. وقد يعزى ذلك إلى أن هذا النوع من الذئاب يفضل العيش في مواطن محدودة جدا وعدم التنقل لمسافات بعيدة، شأنها في ذلك شأن الانواع الأخرى المنتمية إلى فصيلة الكلاب كالذئاب الرمادية والثعالب الحمراء.وذلك يجعل من انضمام الذئاب للمجموعات الأخرى أمرا صعب المنال، مما سيتيح فرصة لاختلاط جيناتهم الوراثية. إلا أن الباحثين توصلوا أيضا إلى أمر مقلق، وهو أن المجتمعات الفرعية داخل كل تلك المجتمعات الرئيسية تعد معزولة أيضا.وقد انفصل الذئب الإثيوبي عن أسلافه منذ حوالي 100 ألف عام، وذلك منذ استعماره لأعالي إثيوبيا.وتكيف هذا النوع اليوم مع الأماكن المرتفعة التي يزيد ارتفاعها على 3 آلاف متر، حيث يتغذى هناك على القوارض التي ينحصر وجودها هناك.إلا أن ستة تجمعات فقط كانت قادرة على البقاء منها، مع انقراض ثلاثة منها خلال القرن الماضي.ويعاني الذئب الإثيوبي من ضعفه أمام داء الكلب، وهو مرض خطير تسبب في القضاء على ما يقرب من 75 في المئة من تلك التجمعات خلال شهور قليلة.كما أن فقدان موطن ذلك النوع أو انقسامه إلى أجزاء أصغر مدفوعا بالتغيرات المناخية يمثل تهديدا كبيرا لمستقبل تلك الذئاب.وترى الدراسة أن القلق يتمثل في أن التدفق الجيني المحدود بين الذئاب الإثيوبية يزيد من ضعف هذا النوع من الذئاب، حيث إنه لن يكون لديهم التنوع الجيني الذي يكفي لمجابهة الأمراض أو للتكيف مع مواطن العيش الجديدة. كما أن هجرة الذئاب المحدودة قد ساهمت أيضا في زيادة مخاطر توالد هذا النوع داخليا، حيث يقول العلماء إنه يجب بذل جهود لإعادة الاتصال بتلك المجتمعات، وذلك من خلال إيجاد بيئات تربط ما بينها.وذكر الباحثون أنه قد يكون ضروريا في المستقبل القريب أن تكون هناك زيادة غير طبيعية لحجم تلك التجمعات، لاستعادة التدفق الجيني بين التجمعات التي تعيش قريبا من بعضها البعض.وقد يعني ذلك أن يجري نشر بعض ذكور ذلك النوع من الذئاب بين التجمعات، للحصول على نسل جديد.وأظهرت الدراسات التي أجريت على أنواع أخرى من الذئاب أن نقل واحد أو اثنين من الذكور بهذه الطريقة يمكن أن ينتج عنه تنوعات وراثية كبيرة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذئاب الإثيوبية ضعيفة وراثيًا الذئاب الإثيوبية ضعيفة وراثيًا



GMT 00:53 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

يومين راحة لدوليي الوداد بعد "الشان

GMT 04:12 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

رايس يدافع عن الإصلاحات التي تتجه تونس لتنفيذها

GMT 00:02 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

"كرسي معهد العالم العربي" يكرم المفكر عبد الله العروي

GMT 07:36 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

بسيمة الحقاوي تملّص الحكومة المغربية من فاجعة الصوية

GMT 13:23 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

خل التفاح والكريز علاجات طبيعية لمرض النقرس

GMT 05:00 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الشمر والزنجبيل والبقدونس أعشاب للمرارة

GMT 02:45 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الممثل هشام الإبراهيمي يخوض تجربة الإخراج

GMT 20:41 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

جامعة مراكش الخاصة تشتري كلية الطب في السنغال
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca