آخر تحديث GMT 23:48:18
الدار البيضاء اليوم  -

مأساة أُم فقدت زوجها وطفليها في هجمات سريلانكا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مأساة أُم فقدت زوجها وطفليها في هجمات سريلانكا

أنوشا كوماري أُم فقدت زوجها وطفليها في هجمات سريلانكا
كولومبو - المغرب اليوم

انتزعت أنوشا كوماري نفسها من بين أخواتها وارتمت على الأكفان الثلاثة وهي تنوح. قبل أن يتولى متعهدو دفن الموتى زمام الأمور في المشهد، ففي لحظة، صارت أرملة وبلا أطفال بعد هجمات عيد القيامة التي نفّذها انتحاريون في كنائس وفنادق فاخرة في العاصمة السريلانكية كولومبو وبالقرب منها.

حسب وكالة Associated Press الأميركية، كانت أعداد الضحايا في كنيسة القديس "سيباستيان" الأعلى بين جميع الأماكن التي استهدفتها التفجيرات، فمن بين أكثر من 250 شخصًا قُتلوا من جراء التفجيرات الانتحارية التي ألقت الحكومة باللائمة فيها على إسلاميين متطرفين، قُتل نحو ثلث هؤلاء في تلك الكنيسة الواقعة ببلدة الصيد الواقعة على ساحل البحر بينما كانوا يحضرون قداس عيد القيامة.

الشخص الذي فقد أكثر عدد من أقاربه في هجمات عيد القيامة

وربما لم يفقد أي شخصٍ عدد أقارب أكثر من كوماري ذات الأعوام الـ43، التي فقدت ابنتها وابنها وزوجها، وزوجة أخيها وابنتي أخيها في هجمات عيد القيامة، وقد دُفنوا بعد ثلاثة أيام، بالقرب من الكنيسة في أرض فضاء، سرعان ما صارت مقبرة من أجل الضحايا.

وغادرت كوماري المستشفى بعد أن أصيبت في التفجير، كي تدفن عائلتها. وبعد ذلك، كانت تتكئ على كرسي خيزران في منزلها، ويتصل بها أنبوب قسطرة وريدية يتدلى من نافذة مفتوحة. غطت ضمادات الشاش جسر أنفها وعينها اليمنى. فما زالت هناك شظايا في أنفها نتيجة التفجيرات.

كان الحائط يحتوي على صورة لأطفالها، في حين ترتكز على الرف تماثيل صغيرة للمسيح والعذراء والقديس سيباستيان، وهو أحد أوائل الشهداء المسيحيين، امتلأ جسده بالجروح من سهام الرومان.

استطاعت أن ترى الطبول التي كانت لابنها مُلقاة أعلى الدَرج، وهي هدية من أبيه بعد أن حصل على تقديرات جيدة في الامتحانات. واستطاعت أيضًا أن ترى صورة مدرسية لابنتها. ظل الأقارب والجيران والراهبات طوال اليوم يدخلون إلى المنزل الكبير ويخرجون منه، ليقدموا الطعام والعزاء والصلاة.

فلقد فقدت كل شيء وباتت الآن وحيدة

قالت أنوشا "لن تصدقوا الأمر، لكني كانت لديّ عائلة مثالية. في 24 عامًا من الزواج، لم نتنازع أنا وزوجي على الإطلاق. كنا نحن الأربعة ننام في الغرفة نفسها. والآن فقدت كل شيء"، واختلطت الدموع بالدماء التي تسيل من عينها اليمنى المضمدة. وأضافت "كل هؤلاء الأشخاص لديهم عائلاتهم الخاصة بهم. سيعودون جميعًا إلى المنزل وسأبقى وحيدة".

قال أحد أقارب زوجها، واسمه جود براساد أبوهامي، إن عائلته واحدة من أقدم وأشهر العائلات في نغومبو ذات الأغلبية المسيحية الكاثوليكية، وكانت تحتفل بجميع العطلات الدينية والشعائر في كنيسة القديس سيباستيان، وهي كنيسة مشيدة على الطراز القوطي على غرار كاتدرائية ريمس في فرنسا.

غير أنه لم يكن داخل الكنيسة خلال هجمات عيد القيامة مع أقاربة الـ15، لأنه كان مضطرًا إلى قيادة سيارة تحمل تمثال المسيح من أجل موكب يعقب القداس.

وصل جود خلال القداس وسمع الانفجار من موقف السيارات، فهرع إلى الداخل وهاله مشهد الدماء الكثيرة. صرخت فيه إحدى الناجيات من زوجات إخوته كي يساعد ابنة أخيه، ووجدها بينما كانت عيناها مفتوحتين، لذا اصطحبها وهرع إلى المستشفى، ليدرك أنها فارقت الحياة.

وحتى من نجا من الموت في هجمات سريلانكا يعاني الآلام

نجت زوجة جود وابنته البالغة من العمر 10 أعوام، من الموت بجروح طفيفة، بعد أن كانتا تجلسان في تجويف بجدار على يسار المذبح خلال هجمات عيد القيامة الإرهابية. أما ابنته روسيري البالغة من العمر 17 عامًا، والتي كانت تجلس في المنطقة الأمامية من الكنيسة، لأنها كانت ستتلو أسفارًا من الكتاب المقدس، فقد نجت هي الأخرى ولكنها أُصيبت بتلف في الأعصاب يجعل تناول الطعام مؤلمًا بالنسبة إليها.

وفي يوم الأربعاء 24 أبريل/نيسان 2019، وجدت صعوبة في استيعاب ما شهدته. فقالت "لا أعرف كيف أفكر في الأمر. إنه أشبه بحلم".

وخلال الجنازة التي أُقيمت في المقبرة المؤقتة القريبة من كنيسة القديس سيباستيان، حيث اضطر المعزون إلى الخضوع لعمليات تفتيش أمنية، كانت الطائرات العسكرية المُسيّرة تحلّق فوق الرؤوس، في حين كان القس نيروشان بيريرا يقود الصلوات من أجل الموتى.

تذكر بيريرا، الذي شبّ مع زوج أنوشا، دوليب أبوهامي، وأشقاءه، جيدًا عندما كان صبيًا ويذهب مع أصدقائه وعائلته إلى الكنيسة، حيث كان المؤمنون يصدّقون أن المياه قادرة على شفائهم من الأمراض.

وعندما انتهت مراسم الجنازة، استحث بيريرا الجميع على العودة إلى منازلهم بسرعة؛ خوفًا من وقوع هجوم آخر، وقال بيريرا، الذي فقد أصدقاءه وأقاربه في الانفجار، إنه لم يعد يثق بأن الحكومة السريلانكية تحمي رعاياها.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة أُم فقدت زوجها وطفليها في هجمات سريلانكا مأساة أُم فقدت زوجها وطفليها في هجمات سريلانكا



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 14:27 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تملك أفكاراً قوية وقدرة جيدة على الإقناع

GMT 19:03 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 04:38 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 15:41 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الأردني الكردي يتصدر البطولة العربية للغولف

GMT 19:52 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

والد دنيا باطما يُطمئن جمهورها على صحتها

GMT 15:04 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

12 فريقًا يشاركون في سباق الغردقة لسيارات الطاقة الشمسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca