بيان جمال مبارك!

الدار البيضاء اليوم  -

بيان جمال مبارك

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

لا يقال عن البيان الذي ألقاه جمال مبارك، قبل يومين، سوى ما يقال عن الشىء الذي إذا حدث فإنه يملأ الدنيا ويشغل الناس!.

وفى رمضان كانت قناة «العربية» قد سألتنى يوم صدور قرار محكمة الاتحاد الأوروبى بتبرئة ساحة أسرة مبارك ماليًا، وكان رأيى أن قرار المحكمة أمر قانونى مجرد، وأنه يجب أن يُؤخذ في هذا الإطار فقط، دون تسييسه ودون إضفاء ظلال سياسية عليه!.

وهذا ما كنت أتمنى لو تعاملنا به مع بيان نجل الرئيس الأسبق، وألا نسارع إلى رد ما قاله، أو إلى رفضه، أو إلى تحميله من المعانى السياسية ما لا يحمله، وما لا يحتمله، وما لم يفكر فيه صاحب البيان من أصله، ولا حتى جاء في خاطره!.

لست بالطبع أدافع عن الرجل، فهو قادر على الدفاع عن نفسه، وعن أبيه، وعن أسرته في الإجمال، ولكنى أدافع عن حقنا، بل واجبنا، في أن نتطلع إلى شتى الأمور في حياتنا العامة بشكل موضوعى، فلا نخلط في هذه المسألة التي أمامنا على سبيل المثال بين ما هو قانونى وما هو سياسى!.

إن كلمة السياسة بكل مرادفاتها لم يكن لها أي وجود في البيان، لأن الهم الأول والأخير لقائله هو أن يبين للذين اتهموا والده أو والدته بأن لهما أموالًا خارج البلاد، أن هذا الزعم لم يكن صحيحًا، وأن الجهة التي قضت بذلك ليست جهة مصرية يمكن أن يقال عنها إنها جاملت الأسرة، وإنما هي جهة أجنبية لا شىء عندها يدعوها إلى مثل هذه المجاملة!.

ما هو شأن سياسى في حياة حسنى مبارك سوف يبقى موضع خلاف طوال الوقت، بل وسيبقى محل حساب، ومساءلة، ومراجعة، حتى لا نكرر ما كان خطأً فيه، وحتى نبنى فوق ما كان جيدًا فيه أيضًا.. لأن هذا الشأن السياسى في حياته يرحمه الله هو عمل من صنع البشر، ومن طبيعة العمل من هذا النوع أنه يحتمل الخطأ والصواب، وأن أراه أنا عملًا موفقًا، ولا تراه أنت كذلك.. أو العكس.. وأن يطول حوله الخلاف إلى ما لا نهاية!.

أما ما هو قانونى، فإن اثنين زائد اثنين فيه تساوى أربعة، ولا يمكن أن تساوى ثلاثة أو خمسة، وهذه هي اللغة التي كان جمال يتكلمها في بيانه عن تبرئة انتظروها أكثر من عشر سنين!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيان جمال مبارك بيان جمال مبارك



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 17:46 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة كيا سيراتو 2016 في المغرب

GMT 04:55 2016 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تجدد الخلاف بين الهنديتين ديبيكا بادكون وكاترينا كيف

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به

GMT 05:03 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

أنطونيو بانديراس يُقدِّم عطرًا جديدًا جذّابًا ومنعشًا

GMT 12:12 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

منة حسين فهمي ترفع شعار "الكلاب يدخلون الجنة"

GMT 15:38 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة اودي تي تي 2016 في المغرب

GMT 13:25 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

قوات الأمن توقف سبعة سلفيين في مدينتي طنجة وفاس

GMT 09:13 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

"فوكسهول" تطرح سلسلة سيارات FB-Victor رائعة منذ 1961

GMT 15:20 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

كن انت هذا العام

GMT 14:08 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يضع شرطًا لضم توريس جوهرة فالنسيا الشاب

GMT 01:19 2016 الإثنين ,08 آب / أغسطس

هل النعناع يعالج الحموضة؟
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca