مع الاحترام للوثيقة!

الدار البيضاء اليوم  -

مع الاحترام للوثيقة

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

مدهش أن تكون سنغافورة مجرد جزيرة لا تزيد مساحتها على ٧٠٠ كيلومتر مربع، ثم يصل متوسط دخل الفرد فيها إلى رقم لا تكاد تصدقه!.والمدهش أكثر أن نعرف أنها كانت جزءًا من ماليزيا، وأن البرلمان الماليزى جاء عليه وقت صوّت فيه على طردها من الاتحاد الماليزى!.. ولكن جاء وقت آخر فيما بعد أدركت فيه الدولة الماليزية أن عليها أن تعتذر للجزيرة المطرودة منها، ولم يكن الاعتذار من خلال بيان صدر كما جرَت العادة!.

كان الاعتذار أن ماليزيا قررت تقليد سنغافورة، وبمعنى آخر قررت السير في الطريق نفسه الذي مشت فيه الحكومة السنغافورية فحققت متوسطًا من الدخل لا يتحقق في الدول العظمى.. وكانت المفارقة أن الكل لم يجد بديلًا عن الأخذ من تجربة الجزء!.

وعندما جاء دينج هشياو بنج، بانى النهضة الصينية، لم يفعل شيئًا سوى أنه سار على النهج السنغافورى، الذي يتلخص في عبارة من ثلاث كلمات هي: السوق الاقتصادية المفتوحة!.. وكان هذا اعتذارًا آخر لسنغافورة، المطرودة من الجسد الماليزى، ولكنه اعتذار من الصين هذه المرة، التي وضعت الحزب الشيوعى على الرف، وأتاحت الطريق واسعًا أمام اقتصاد السوق بكل ما يتطلبه، وبكل ما يقتضيه، وبكل ما يحتاجه من إجراءات، أو خطوات، أو قرارات!.

والطريق السنغافورى، أو الماليزى، أو الصينى، هو نفسه الذي التزمته كوريا الجنوبية، وابتعدت عنه كوريا الشمالية، فأصبحت الأولى في السماء، وبقيت الثانية على الأرض.. والأمر ذاته تكرر أيام ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية قبل اتحادهما من جديد في ١٩٨٩!.

فما المعنى؟!.. المعنى أن الطريق إلى الإنجاز الاقتصادى على مستوى الدول معروف.. والعكس في المقابل جرّبته دول أخرى.. وليس على كل دولة في العالم سوى أن تختار، وعندئذ لن تكون في حاجة إلى أن تتعب نفسها بحثًا عن حل، سواء من خلال «وثيقة سياسة ملكية الدولة» أو حتى من خلال جلسات للحوار الوطنى، كما يحدث من جانبنا هذه الأيام!.

هذا بالطبع مع كل الاحترام للوثيقة، ومع كل الاحترام للحوار الوطنى.. فلسنا في حاجة إلى أن نُعيد البحث عما وصلوا إليه في كل هذه التجارب واستقروا عليه!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع الاحترام للوثيقة مع الاحترام للوثيقة



GMT 20:42 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 20:40 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

كي لا تسقط جريمة المرفأ بالتحايل

GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 21:15 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

فهد الهاجري ينافس في قائمة الكويت في "خليجي 24"

GMT 13:10 2014 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الرضاعة تُقلل من مُضاعفات الأمراض المُعديّة

GMT 10:04 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 2

GMT 15:18 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الحكم على الفنان السوري سامو زين بالسجن عامين

GMT 09:50 2020 الخميس ,12 آذار/ مارس

في بعض أبعاد سيكولوجية الهلع

GMT 07:36 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تألقّي بإطلالة مُميّزة من وحي المذيعة غالية بوزعكوك

GMT 22:10 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

رتبي غرفة نوم طفلك في 10 دقائق بهذه الطرق

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca