(القيصر) والوشاية التى أبعدته 13 عامًا!

الدار البيضاء اليوم  -

القيصر والوشاية التى أبعدته 13 عامًا

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

عاد المطرب الكبير كاظم الساهر إلى بيته مصر، بعد جفوة استمرت 13 عامًا، سيطرت فيها مشاعر الغضب، اصطاد بعضهم معلومة غير موثقة، ووجدها فرصة لكى ينفخ فى النيران ويضع مزيدًا من البنزين، لا يوجد أبدًا فى مثل هذه الأمور ما يمكن أن نعتبره حسن نية، كانت النية السيئة مبيتة، قبل أن أسترسل تأملوا معى هذه الحكاية وعمرها يقترب من 60 عامًا.

عندما ذهب وزير الإعلام الأسبق محمد فايق، متعه الله بالصحة والعافية، إلى دمشق عام 1965 بعد أربعة أعوام من الانفصال بين مصر وسوريا 1961، وهو ما لم تعترف به مصر رسميًّا وظل اسمها (الجمهورية العربية المتحدة)، حتى عام 1971، عندما أعاد أنور السادات اسم المحروسة (جمهورية مصر العربية).

كان برنامج (أضواء المدينة) قد تلقى دعوة، للغناء هناك، واتفق الأستاذ فايق مع الإذاعى الراحل جلال معوض، المشرف على البرنامج، على أن يحيى عبدالحليم حافظ الحفل. كان أول ما فعله الوزير قبل السفر، طلب لقاء الرئيس عبد الناصر ليعرف ما التوجيهات السياسية، حيث دعاة الانفصال أصبحوا مهيمنين على الحكم بدمشق، وقد تنفلت كلمة هنا أو هناك، فما الذى من الممكن أن يفعله الوزير؟.

وفى الجلسة لم يناقشه عبد الناصر فى شىء، فقط طلب منه أن يزيل كل المعوقات لكى يضمن عودة صباح إلى مصر، صباح لبنانية ولكنها كانت تتنقل بين دمشق وبيروت وبينهما (فركة كعب)، وأراد عبدالناصر أن يزيل الأستاذ فايق باللقاء الشخصى كل مخاوفها، يبقى أن أقول لكم إنه عندما صعد عبدالحليم على المسرح وقبل أن يغنى هتف الحضور باسم ناصر والوحدة المصرية السورية.

مصر قدمت العديد من الأصوات العربية مثل فريد وأسمهان وفايزة ونور الهدى وسميرة ولطيفة وعزيزة وأصالة وراغب وذكرى وجنات وصابر وغيرهم، وعندما فتحت أبوابها فى التسعينيات لكاظم الساهر كان مطربًا معروفًا فى عالمنا العربى، إلا أن غناءه فى (أم الدنيا) منحه شهرة مضاعفة، كان كاظم ذكيًّا فى اختياراته غنّى باللهجة العراقية وبالفصحى وأعاد عددًا من الأغنيات المصرية القديمة مثل (بفكر فى اللى ناسينى) لعبدالوهاب، كاظم 66 عامًا يقرأ الدنيا بعين يقظة، وهكذا ظل شابًّا فى لياقته الجسدية والذهنية والإبداعية مستحقًّا لقب (القيصر).

بعد النجاح الطاغى الذى حققه حفل الساحل قرأنا خبرًا بدون تفاصيل نشر على موقع دار الأوبرا المصرية عن حفل قادم تستضيفه الأوبرا، التى كانت وللمفارقة هى بداية المأساة، قبل نحو 13 عامًا، عندما تضمنت دعاية مهرجان الموسيقى العربية اسم كاظم، وقبل الحفل بأيام قلائل أرسل اعتذارًا، لظرف صحى طارئ.

كان من الممكن أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكن البعض أشاع أنه ذهب فى نفس الوقت وأحيا حفلًا خاصًّا لأحد الأثرياء العرب.

وقبل أن نجرى تحقيقًا شفافًا، قررت الأوبرا منعه من كل حفلاتها، وكالعادة فإن قرار المنع وأخذًا بالأحوط يستمر وينتقل من مكان إلى آخر، فأصبح ممنوعًا من كل الحفلات، مع الأسف بعض المطربين المصريين يعتقدون أنهم عندما يغلقون الأبواب فى وجه صوت ناجح فإن هذا سيمنحهم فرصًا أكبر داخل بلدهم، وكثيرًا ما استمعت إليهم فى جلسات رسمية غير معلنة، وهم يدفعون المسؤولين لغلق الأبواب، مرددين (اللى يعوزه البيت يحرم ع الجامع).

عاد القيصر إلى قلوب عشاقه، لأن مصر للجميع هى البيت والجامع والكنيسة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القيصر والوشاية التى أبعدته 13 عامًا القيصر والوشاية التى أبعدته 13 عامًا



GMT 20:42 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 20:40 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

كي لا تسقط جريمة المرفأ بالتحايل

GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 21:15 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

فهد الهاجري ينافس في قائمة الكويت في "خليجي 24"

GMT 13:10 2014 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الرضاعة تُقلل من مُضاعفات الأمراض المُعديّة

GMT 10:04 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 2

GMT 15:18 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الحكم على الفنان السوري سامو زين بالسجن عامين

GMT 09:50 2020 الخميس ,12 آذار/ مارس

في بعض أبعاد سيكولوجية الهلع

GMT 07:36 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تألقّي بإطلالة مُميّزة من وحي المذيعة غالية بوزعكوك
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca