الكنيست 23 .. ملاحظات أولية !

الدار البيضاء اليوم  -

الكنيست 23  ملاحظات أولية

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

مع أن النتائج النهائية لتوزيع مقاعد الأحزاب والتكتلات لانتخابات الكنيست الثالثة والعشرين التي جرت قبل يومين، لم تظهر بعد، إلاّ أنه بالإمكان تسجيل عدد من الملاحظات الأولية، خاصة وأنه من غير المتوقع أن تكون هناك مفاجآت كبيرة تتجاوز ما تم إعلانه رسمياً وبشكل أولي عن نتائج هذه الجولة الأخيرة من انتخابات الكنيست.وقد سبق هذه الجولة، تخوفات عديدة، من أن نسبة التصويت هذه المرة ستتراجع إلى حد ملموس تؤثر مباشرة على نتائج الانتخابات لاعتبارات تتعلق أولاً بأن الجمهور الإسرائيلي قد أصابه الملل من انتخابات تتكرر من دون أن يتمكن أحد من تشكيل الحكومة الجديدة، وبالتالي فإنه سيعاقب الجميع بعدم المشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات، إضافة إلى ذلك، فإن معظم المراقبين حذروا من أن الجمهور الإسرائيلي الذي يخشى من تمدد وتوسع دائرة تأثير فيروس كورونا، لن يذهب إلى صناديق الاقتراع خشية من الإصابة، المفاجأة كانت أن هذا الجمهور، وأكثر من أي انتخابات سابقة منذ العام 1999، ذهب بقوة ليدلي بصوته، ولم تكن الجماهير العربية استثناءً، خاصة بعد خطابات نتنياهو العنصرية والإعلان عن صفقة القرن التي شملت مدن وقرى المثلث وضمه إلى ما يسمى بدولة فلسطين، وهي عوامل إضافية أدت إلى توجه الجماهير العربية لانتخاب قائمتها، ما منحها مزيداً من المقاعد والقوة، وما يمكن معه القول إن تأثير هذه القائمة بات أفضل من المرتين السابقتين، نسبياً كما سنرى!

لقد عزّزت القائمة العربية المشتركة من قوتها وأثبتت أنها المعبرة عن الجماهير العربية في الداخل المحتل، لكن هناك خيبات أمل، أيضاً، ذلك أن هدفها المعلن بإسقاط نتنياهو لم يتحقق، فهذا الأخير زاد من قوة زعامته، ورغم عدم حصول قوى اليمين على ما يكفي من تشكيل حكومة، إلاّ أن إمكانيات ذلك لا تزال قائمة، وخيبة أخرى خاصة بـ»المشتركة» ذلك أنها كانت ستكون قائدة المعارضة لو تم تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الليكود و»أزرق ـ أبيض»، إلاّ أن ذلك تلاشى مع ترجيح تشكيل حكومة يمينية صرفة وبدون «أزرق ـ أبيض» الذي سيقود المعارضة.

ومن المتوقع أن تشهد بعض الأحزاب والتكتلات انزياحات وانشقاقات، خاصة كتلة «أزرق ـ أبيض»، وكتلة «العمل ـ ميرتس ـ غيشر»، ما قد يسهل على نتنياهو إحداث اختراق يمكن معه جلب المقاعد الكافية لتشكيل حكومته، الحديث هنا عن زعيمة حزب غيشر اولي ليفي ابيكاسيس والتي كانت ولا تزال أكثر ميلاً لليمين التقليدي في الدولة العبرية، كما يجري الحديث عن اتصالات سابقة أجراها الليكود بزعامة نتنياهو مع بعض أطراف «أزرق ـ أبيض» للانضمام إلى حكومته في حال فشل تكتل «أزرق ـ أبيض»، ومنهم بوغاز هندل، المساعد السابق لنتنياهو، وتسفي هاوزر سكرتير الحكومة السابق، وتم الإعلان مؤخراً عبر بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، ان حزب الليكود هدد النائبة في حزب «أزرق ـ أبيض» عومر يانكلفيتش بتسريب تسجيل تحدثت فيه ضد زعيم التكتل غانتس، في تكرار لتسريب تسجيل مماثل عندما تم نشر تسجيل لمستشار لغانتس وهو يشير إلى عدم أهلية الأول لرئاسة الحكومة، ما يعني أن هناك جدية لمثل هذه التسريبات، قبل الانتخابات وكذلك بعدها.

ومن الواضح في هذا السياق، أن نتنياهو لن يلجأ إلى بيضة القبّان، ليبرمان زعيم «إسرائيل بتينو» للانضمام إلى حكومته المنشودة، طالما هناك بدائل أقل تكلفة يمكن الاعتماد عليها لتشكيل حكومة قوية ومستقرة حسب رأيه، إلاّ إذا استهدف نتنياهو تشكيل حكومة واسعة نسبياً حتى لا يخضع لابتزاز الأحزاب اليمينية الصغيرة، كما جرت العادة، ولكن في هذه الحالة سيكون عليه دفع مقابل ثمين لليبرمان، مثل نائب رئيس الحكومة ووزارات هامة، رشوة يمكن معها تشجيع ليبرمان على التخلي عن وعوده ومواقفه السابقة، وهو أمر مستبعد إلى حد معقول.

وإضافة إلى احتمالات مغادرة بعض نواب «أزرق ـ أبيض» المشار اليهم للالتحاق بركب نتنياهو في الحكومة الجديدة، هناك احتمالات لإعادة «توزيع» قوى التكتل، خاصة حزب «يش عتيد» بزعامة يائير لبيد، هذا الحزب الذي يجد نفسه مختلفاً تماماً عن الجماعات الأخرى التي شكلت التكتل، حزب مدني وسط جنرالات وعسكر لم يجمعهم معاً على اختلاف مشاربهم ومواقفهم سوى هدف واحد، إسقاط نتنياهو، وحيث أن هذا الأخير لم يسقط، يبدو أن دورهم في السقوط قد أزف!

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

هل تؤدي صفقة ترامب ـــ نتنياهو إلى "الدولة الواحدة"؟

إسرائيل: الانتخابات والحرب على قطاع غزة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكنيست 23  ملاحظات أولية الكنيست 23  ملاحظات أولية



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 16:07 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طفل صغير يتفاعل مع فاجعة الصويرة في المغرب

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

غاريدو سعيد بالفوز في أول ديربي له أمام الوداد

GMT 04:50 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

فندق فيلا هونيغ لقضاء شهر عسل مختلف ورائع

GMT 13:23 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

آرسنال يستغنى عن تشيك بعد أخطائه المتكررة

GMT 23:58 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

جمعية سلا في مجموعة قوية ببطولة دبي للسلة

GMT 05:49 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

منتخب "مصر" لكرة اليد يفوز على هولندا في "دورة لاتفيا"

GMT 15:09 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيريز يشيد بقرار مبابي برفض ريال مدريد

GMT 05:15 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

داليا كريم على وشك الحصول على لقب "سفيرة العطاء"

GMT 14:52 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء تألق عالميًا قبل مجيء بودريقة

GMT 13:45 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

أربع نصائح للحمل بولد

GMT 00:46 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الاعلان عن حقيقة شخصية زوجة أب الأميرة ديانا "رين سبنسر"

GMT 11:39 2017 الأحد ,09 تموز / يوليو

رؤيتك للحياة

GMT 14:59 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق 1800 من الحمام الزاجل في سماء احتفالاً باليوم الوطني

GMT 01:16 2015 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممة شريهان أحمد تؤكّد أنّ "الكروشيه" يحقق الأناقة

GMT 10:45 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

اعتقال الناشطة في "حراك الريف" المغربي نوال بنعيسى
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca