أحب وطني ولست معجبة بشعبه

الدار البيضاء اليوم  -

أحب وطني ولست معجبة بشعبه

بقلم : ريما شهاب

تساورني مشاعر وملاحظاتٍ مؤلمة...أحب بلدي ولم أعد معجبة بناسه ... كيف أنصر وطني في ظل شعب بات يميل إلى السطحية والفراغ... لا شيء يشبه السابق هنا.
أشعر بالغربة في مكان أنجبتني أمي فيه وقضيت سنواتي الأربعين فيه ...في مكان تطوف فيه روح والدي النقية ... في مكان عاصمته عمري وجنوبه قلبي ... في مكان حيث عرفت ذاتي لأول مرة وتعلمت فيه كيف للدموع كما الفرح أن تصبح سبلاً للمعرفة والحياة...
يدميني حنيني إلى الأمس وشوقي إلى براءة طفولة كبرت تحت أصوات القذائف وشذا البارود ورهبة الموت لكن كانت رغم كل ما كان لا زالت تشعر بالانتماء إلى محيطها ومكانها.
تدميني أسئلتي. هل باتت المعرفة آفة والجهل سكينة؟ ... هل الرهافة ترف قاتل؟ ... هل عليك أن تكون مكتوم الشعور بالإنسانية والثورة للخير وأسيراً للمادة لتشبه ما حولك؟ ... هل باتت الرجولة حساباً مصرفياً والأنوثة تنافساً بالعري؟ ... هل الحب هنا شعور عابر ليوم واحد؟ ... هل يصبح العميل ابن الوطن الشريف وتهان أيقونة الثورة والمقاومة؟ ... هل نفدي بأرواحنا من قتلنا وقتل وطننا وهل نحن مجرد زيف للتاريخ وللمستقبل؟ ... كيف نسلخ ضمائرنا ومبادئنا ونبتسم ونحن نسحق الحق دون أن يرف لنا أي جفن؟ ... كيف نزرع أرضنا بالنفايات ونفتخر أمام العالم بأننا أفضل شعب يرتدي الماركات العالمية؟ ... كيف نسجن لغتنا العربية ونعتبر الثقافة والحضارة أن نتكلم بلغات أجنبية؟ ... كيف نعرف الله ونحن عبدة للطوائف وزعمائها؟ ... ما هذا التناقض الذي نرزح فيه؟
نحن لسنا بشعب نحن مجرد أشباح تدمر وطن بسطحيتنا وجهلنا ... قد تكون صورتنا من الخارج متقنة لكثرة أطباء التجميل لكن المعنى والمحتوى ينوح من الفراغ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحب وطني ولست معجبة بشعبه أحب وطني ولست معجبة بشعبه



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 05:54 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكا" تمثل أفضل الجزر السرية في منطقة البحر الكاريبي

GMT 04:21 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

أبرز عناوين الصحف السعودية الصادرة الأحد

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الأوقاف تعلن بناء 166 مسجدًا خلال عام 2017

GMT 00:42 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مخترع "سبراي" الحكام يضع الاتحاد الدولي للكرة في ورطة

GMT 01:59 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

7 أخطاء شائعة في تحضير المعجنات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca