الطلاق المبكر..أليس منكم رجل رشيد ؟

الدار البيضاء اليوم  -

الطلاق المبكرأليس منكم رجل رشيد

المهندسة قمر النابلسي
بقلم : المهندسة قمر النابلسي

موضوع الطلاق والأرقام المعلنة من دائرة قاضي القضاة والقضايا التي تعاملت معها المحاكم الشرعية أرقام مخيفة فعلاً.عدد عقود الزواج في العام 2020 كانت 67389 عقداً و17144 حالة طلاق ,الأكيد أن الطلاق مشروع وهو حل لإستحالة الحياة بين شخصين حاولا أن يكملا المشوار سوياً لكن تبين أن الاختلافات كبيرة ولا يمكن تقريب وجهات النظر , ولكن الأرقام المعلنة أصبحت مرعبة وخاصة في الحالات التي لم تتجاوز العام حيث بلغت 3400 حالة طلاق مبكر بنسبة 19.8% من مجمل حالات الطلاق للعام 2020

يكاد لا يمر أسبوع إلا و تسمع عن حالة طلاق لأقارب, معارف ,أصدقاء, مشاهير ,أشخاص كان زواجهم عن حب , وآخرين بطريقة تقليدية ,فمهما كانت البداية فالنهاية واحدة الطلاق .كلنا نعلم أن الزواج قرار مصيري يغير حياتك 180 درجة ,بالزواج أنت الآن مرتبط بشخص آخر وهذا لا يعني كما يصورونها في الأمثال والأغاني وحتى النكات قفص ذهبي أو حتى خشبي ,بعيداً عن الأقفاص والسجن الإختياري والصورة النمطية لحال المتزوجين ,وكل ما ساهم بخلق نظرة سلبية لمنظومة الزواج, هو التزام منك ومنها فهل أنتم مستعدون ؟ وهل يربي الآباء أبناءهم وبناتهم لهذه الحياة وكيف يتم تنمية الوعي بهذا التغيير الجذري الذي سيطرأ على حياتهم ؟

السنة الأولى من الزواج هي فترة محورية في عمر العلاقة , ويكون سبب الطلاق عادة أزمة وعي بالمسؤولية وخلل في فهم طبيعة العلاقة ومقوماتها ,أسباب كثيرة تؤدي إلى ذلك مثل أسس أختيار الشريك منذ البداية,وجود فارق كبير بالعمر ,اختلاف البيئة واسلوب التربية ,الفروق الإقتصادية والتعليمية ,عدم النضج عند أحد الطرفين أو كلاهما,التأثر بالمسلسلات والأفلام الرومانسية , الأفكار التي يدخل بها كلا الطرفين بهذه العلاقة ,هو وما تم زرعه في رأسه من مخاوف مثل إياك أن تخضع لها واقطع رأس القط من أول يوم, إياك أن تشاركها في القرارات شاوروهن وخالفوهن وغيرها من الأفكار السامة ,أما هي إياك أن تسمحي له بالتحكم بك و قصقصي أجنحته فالرجال لا أمان لهم ,وبعد كل هذا الشحن للطرفين كيف نتوقع حياة مستقرة , وغيرها الكثير من الأسباب, لكن الغريب أن يكون من أهم أسباب الطلاق وخاصة في السنة الأولى من الزواج هم الأهل – الذين كان غاية مرادهم زواج الأبناء – وتدخلهم في حياة أبائهم .

الأصل عند حدوث مشاكل أن يترك الزوجان لحل مشاكلهم بأنفسهم وتحمل المسؤولية ,وإذا عجزوا عن ذلك يأتي دور للأهل الذين من المفترض أن يكونوا أكثر حكمة وتعقلاً وحرصاً على تهدئة النفوس وتقريب وجهات النظر,لكن في أكثر القصص التي نسمعها نجد تشنج الأهل وتعاطيهم مع المشاكل بتحيّز كلٌ لطرفه يفاقم المشكلة ويتم التحريض فأهل الشاب سيزوجونه ست ستها وأهل الفتاة سيزوجونها سيد سيده ,متناسين وغافلين عن الآثار النفسية والاقتصادية على الطرفين خاصة في حالة وجود أطفال ,والموجع أحيانا أن يكون عند الزوجين الرغبة في الصلح ولكن عناد الأهل يحول دون ذلك …أليس منكم رجلٌ رشيد ؟! وهل يحتاج المقبلون فقط على الزواج لدورات تهيئة وتوعية أم أن الأهل بحاجة لذلك قبلاً ؟؟

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

الأخصائي أحمد خلف يكشف أهم أسباب انتشار ظاهرة الطلاق

الطلاق المبكر يرجع لعدم وعي بأهمية الزواج

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطلاق المبكرأليس منكم رجل رشيد الطلاق المبكرأليس منكم رجل رشيد



GMT 13:33 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

صندوق أسرار الزمن المعتّق

GMT 18:51 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

كوني أنت أمام الرجل

GMT 14:04 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

رسالة إلى نساء الوطن العربي

GMT 20:38 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 14:46 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

دراسة تكشف عن 9 مهن تقود أصحابها للخيانة الزوجية

GMT 07:22 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

"دي باريس" يحيي جناح أميرة موناكو بتجديدات فخمة

GMT 23:21 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

الملقب بـ"حبيلو" مُصنّف خطر في قبضة شرطة فاس‎

GMT 03:50 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

إغلاق صحيفة الأطفال الوحيدة في أستراليا لمشاكل مادية

GMT 04:41 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

"Nada G" للمجوهرات الثمينة تُعلن عن مجموعة "بلاط بيروت"

GMT 02:49 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

المغامرات التي يجب خوضها أثناء زيارة مملكة كامبوديا

GMT 15:11 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الطالبي العلمي يؤكد أن ملعب البيضاء لن يكون جاهزًا قبل 2022

GMT 08:51 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

سيدة هندية تبيع رضيعها من أجل دفع "فاتورة إدمان" زوجها

GMT 08:01 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مغارات "بني عاد" وجهة سياحية مفضلة خلال العطلة الشتوية

GMT 04:58 2015 السبت ,09 أيار / مايو

حجز 12600 لتر بنزين على متن شاحنة في صفرو

GMT 19:56 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الداخلية الإسبانية تعلن عن تفكيك خلية متطرفة في مدينة سبتة

GMT 04:38 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

مزادات "روزبيري" تفتتح عرضاً لبيع تحف هندية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca