رسالة إلى نساء الوطن العربي

الدار البيضاء اليوم  -

رسالة إلى نساء الوطن العربي

صابرين فقهاء*
بقلم : صابرين فقهاء*

إلى نساء الوطن العربي القابع في ظلمات الزمن، رافضاً أن يخطو خطوة واحدة نحو الضوء، في حين تحتفل نساء العالم بانجازات المرأة ، وحقوق المرأة على كافة المستويات وفي مختلف المجالات… ولا زلن يحاربن للحصول على مزيد من الحقوق والمساواة, لا زال هناك ثلة من الذكور يتناقشون فيما إذا كانت الكوتا النسائية (quota) في الانتخابات حلال أم رجس من عمل الشيطان، وإذا ما كانوا سيعطون المرأة الحق بالسفر دون محرم.

هناك أسيرات لا زلن يقبعن في سجون العدو الصهيوني، بانتظار العدالة والإنصاف من عدو لئيم لا يرحم ومن عالم لا يرى الأمور إلا من ثقب إبرة المصالح والمنافع الذاتية.

ما زالت نسبة ضحايا “جرائم الشرف” من النساء بارتفاع مستمر بينما يترك الرجل المشترك في نفس الفعل (أو كما تسمى الجريمة) ليسرح ويمرح كما يشاء.

ما زالت بلادنا تفتقر لملا جيء تحمي المرأة المعنفة والمهددة بالموت، أو توفر لها العناية اللازمة والدعم المادي والنفسي والقانوني لتخرجها من براثن الظلم.

ما زال الرجل الشرقي يمارس حقه “الشرعي” في الزواج المتعدد، ويخترع كل يوم أنواعا أخرى تتيح له الزنا تحت مظلة الشرعية، فمرة باسم زواج المسيار ، ومرة باسم زواج المتعة، ومرة، ومرة،  ومرة…..ضارباً بعرض الحائط مشاعر الإنسانة التي استنفذ زهرة شبابها ورضيت به بحسناته وسيئاته وكله في إطار الدين والحلال.

ما زالت المرأة تتقاضى أجورا أقل من الرجل مع انها تقدم نفس الخدمة وتعمل نفس عدد الساعات وتساهم في تكاليف الحياة مثل الرجل وأكثر.

وللأمانة لن القي اللوم على الرجل في كل هذا…

فأنت يا سيدتي مقصرة بحق نفسك أيضا…

احترفتِ الضعف وركنتِ إليه وتوارثتيه عبر الأجيال …

ومع اختلاف مستويات التعليم والتفتح على العالم إلا انكِ أبقيتِ على نفس القالب الذي صُبّت فيه جدتك وجدة جدتك من قبل، ولم تحاولي كسره ، وتصنعي لنفسك قالبا يناسبك ويناسب تفكيرك وثقافتك وظروف الحياة المستجدة. بل انك تحاربين كل من تحاول أن تخرج من هذه البوتقة وتقفين ضدها في صف الرجل.

لا زلتِ يا سيدتي تقفين ضد نفسك في كثير من المناسبات والمواقف، وتساندين الظلم والقهر الذي يوضع على مثيلاتك من النساء، وكأنه لن يأتِي الدور عليك في يوم من الأيام وتكونين أنتِ نفسك ضحية…

لازالت اهتماماتك مقتصرة على الأكل والشرب والأولاد والمجوهرات والأزياء، وتسريحات الشعر أكثر بكثير من العلم والثقافة والتوعية وتحسين الذات.

لا زلتِ تضعين نفسك تحت رحمة الرجل اقتصاديا ولم تدركي بان تحررك الاقتصادي يعني أن تكوني صاحبة قرار وصوت مسموع.

يا أيتها المرأة العربية انهضي… ويا أيها الرجل العربي كفى!

شكراً للمبدعات اللواتي نزعن عنهن عباءة النظرة التقليدية والقوالب التقليدية وشققن طريقهن رغم كل العثرات والصعوبات

مع أمنياتي بالصحوة والعدالة للمرأة في كل أماكن تواجدها.

وكل عام وانتن وجميع نساء العالم بخير.

 

* مغتربة وناشطة فلسطينية في كندا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى نساء الوطن العربي رسالة إلى نساء الوطن العربي



GMT 20:00 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الطلاق المبكر..أليس منكم رجل رشيد ؟

GMT 13:33 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

صندوق أسرار الزمن المعتّق

GMT 18:51 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

كوني أنت أمام الرجل

GMT 20:38 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 05:54 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكا" تمثل أفضل الجزر السرية في منطقة البحر الكاريبي

GMT 04:21 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

أبرز عناوين الصحف السعودية الصادرة الأحد

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الأوقاف تعلن بناء 166 مسجدًا خلال عام 2017

GMT 00:42 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مخترع "سبراي" الحكام يضع الاتحاد الدولي للكرة في ورطة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca