آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

فاطمة المرنيسي تكشف عن العديد مِن الكلمات المرتبطة بعالم الحريم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - فاطمة المرنيسي تكشف عن العديد مِن الكلمات المرتبطة بعالم الحريم

فاطمة المرنيسي
الرباط - المغرب اليوم

تتحدّث بطريقة ساخرة فاطمة المرنيسي في مقدمة كتابها "هل أنتم محصّنون ضد الحريم؟" ترجمة نهلة بيضون، موضحة أنّ "وباء (الحريم) يعيث فسادا في الدار البيضاء، ويتعلق الأمر بفيروس خبيث للغاية، من رواسب داء قديم كان منتشرا في القرون الوسطى، في زمن الخليفة هارون الرشيد (القرن الثامن الميلادي)، وساد الاعتقاد بإمكانية القضاء عليه على غرار السل والتيفوئيد“.
وتتحدث المؤلفة عن أصول العديد من الكلمات المرتبطة بعالم الحريم والجواري والمملوكات، من بينها جارية: جري، أي هرولة، حسب لسان العرب لابن منظور. والجارية هي التي تلبي نداء سيدها، وتكون في خدمته، ويخبرنا ابن منظور مؤلف لسان العرب، إن جارية مجرد مرادف لخادم، وثمة مرادف آخر لكلمة جارية هي (قينة) وهو أكثر تخصيصا، إذ يدل على الجواري اللاتي كن يجدن العزف والغناء، ثم عن أصل كلمة حريم لابن منظور الذي يرى أن أصل كلمة حريم هي حرام، أي الأشياء الممنوعة، ويبدأ فيقول إن أصل الكلمة حرم وحرام أو نقيض الحلال، وتدل كلمة حريم على ما يحظر لمسه (والحريم: ما حرم فلم يمس)، والحريم ما كان المُحرمون يلقونه من الثياب فلا يلبسونها، وكان العرب في الجاهلية إذا حجوا البيت يخلعون ثيابهم التي عليهم إذا دخلوا الحرم ولم يلبسوها ما داموا في الحرم، ”وكان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة ويقولون، لا نطوف بالبيت في ثياب قد أذنبنا فيها، وكانت المرأة تطوف عريانة أيضا”، انتهى.

وتتحدث فاطمة المرنيسي عن علاقة الرسامين والشعراء والكتاب والفنانين بالجواري وبالإماء وتتطرق إلى تجربة الفنان الفرنسي ماتيس بوصفه “باشا طنجة”، في عام 1912 كان يسخر من رجال طنجة باعتبارهم يحملون نزعة ذكورية قاتلة. وكان يرسم فرنسيات متنكرات بزي (زهرة) الطنجاوية الوحيدة التي تسنى له أن يرسمها في ظروف خاصة وفي ظرف استثنائي بالغ التعقيد وكانت تخشى أخوها وتحولت مع الزمن إلى عاهرة ظل يبحث عنها في خمارات طنجة. وبعد مرور سنوات عديدة، ظلت ذكرى زهرة ماثلة في مخيلته الإبداعية وإثر العودة إلى فرنسا رسم ماتيس صورا لعارضاته الأثيرات أمثال (لوريت وأنطوانيت وهنرييت ولولو)، لكنه غالبا ما ألبسهنَّ ثياب ”المحظية“.
ويتحدث الكتاب عن شاعرا فرنسي هو جيراردي نرفال قام بشراء أَمَة من جزيرة جافا أثناء اقامته في القاهرة عام 1843؛ “لقد قيل لي إن النخاس قد خدعني حول مواصفات الأَمَة، أو أنها تشكو من عيب يستدعي إبطال البيع، ولم اعتقد قط أن أوربيا قد يلجأ إلى هذا البند المخجل لو أنه تعرض للاحتيال، ولقد غفت الطفلة المسكينة، وفيما كنت أتأمل شعرها باهتمام المالك الذي يشعر بالقلق من العيوب التي قد تشوب السلعة التي اشتراها“.
وتتناول علاقة السلاطين بالجواري وبالمماليك وتقدم النموذج الأشهر ”هارون الرشيد أو الحريم العربي” في علاقته السلطان بثلاثية السلطة والثروة والمتعة. وتبرز أنه كان الذكر الوحيد في قصر الجواري والمخصيين والمحضيات ” في عالم الحريم غير السلطان الأوحد الذي لا شريك له“.
وتتحدث عن حريم السلطان العثماني محمد الثاني ”الفاتح” تقول المؤلفة ”لقد كان الخصي معروفا في قصور السلاطين العثمانيين، وعندما تشتت آخر حريم إمبراطوري مسلم رسميا، وألغيت هذه المؤسسة نفسها عام 1909، إثر خلع السلطان عبد الحميد عام 1908 على يد الشباب الأتراك، تبين أن هذا السلطان كان يملك في قصره 370 محظية و 127 خصيا لخدمته، وأرغم على العيش في المنفى في سالونيك، ولكنه حرم من حريمه، وسمح له بأن يختار بعض المحظيات فحسب. وبعد ذلك تمّ إقرار وإصدار العديد من القوانين في الدول الأوروبية التي تحظر العبودية، لا سيما القانون البريطاني الصادر في العام 1833.

وتتطرق المرنيسي في كتابها إلى الحريم الإغريقي والروماني في العهود المسيحية الاوربية عاقدة نوعا من المقارنة و التداخل والترابط في العالم المتوسطي بين حياة الجواري هنا وهناك و تتحدث عن الكاهن الألماني يوهان ليزر الذي أقدم في العام 1874 على تأليف رسالة يعدد فيها فضائل تعدد الزوجات وعن رياء المرويات الأوربية عن الشرق.
”ورغم أنه حرص على نشرها تحت اسم مستعار، فقد افتضح أمره، وصبّ عليه المجتمع اللوثري في مدينة هامبورغ جام غضبه، فاضطر بسبب موجة الاستنكار العارمة التي أثارها للهروب إلى الدنمارك، ثم إلى أسوج، بعد أن طرده الملك كريستيان الخامس بدوره”.
وتتناول المؤلفة مسألة الخصي والإخصاء حيث يرى القديس أوغسطين ”أن المسيحية لا تعترف بالمتعة”، بل وتحض على تفادي اللذة حتى في إطار الزواج؛ ونقرأ لهذا القديس أيضا ”يجب على الأزواج الامتناع عن المتعة طوال السنة“.
وتتحدث المؤلفة عن مجموعة من المفاهيم مرتبطة بالجواري والإماء كالعفة والطهرانية والمتعة وعن الامتناع عن الجنس والإخصاء والمملوكات من العبيد وأدوارهن، مستشهدة بقول ترتوليان يقول ”إن ملكوت السماوات مفتوح للخصيان”.

قد يهمك أيضا : 

مجلة نزوى العُمانية تُكرّم فاطمة المرنيسي في عددها الـ86

 الاحتفاء بنساء المغرب الرائدات تحت شعار "نساء مشيدات "

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاطمة المرنيسي تكشف عن العديد مِن الكلمات المرتبطة بعالم الحريم فاطمة المرنيسي تكشف عن العديد مِن الكلمات المرتبطة بعالم الحريم



GMT 16:07 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طفل صغير يتفاعل مع فاجعة الصويرة في المغرب

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

غاريدو سعيد بالفوز في أول ديربي له أمام الوداد

GMT 04:50 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

فندق فيلا هونيغ لقضاء شهر عسل مختلف ورائع

GMT 13:23 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

آرسنال يستغنى عن تشيك بعد أخطائه المتكررة

GMT 23:58 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

جمعية سلا في مجموعة قوية ببطولة دبي للسلة

GMT 05:49 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

منتخب "مصر" لكرة اليد يفوز على هولندا في "دورة لاتفيا"

GMT 15:09 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

بيريز يشيد بقرار مبابي برفض ريال مدريد

GMT 05:15 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

داليا كريم على وشك الحصول على لقب "سفيرة العطاء"

GMT 14:52 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء تألق عالميًا قبل مجيء بودريقة

GMT 13:45 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

أربع نصائح للحمل بولد

GMT 00:46 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الاعلان عن حقيقة شخصية زوجة أب الأميرة ديانا "رين سبنسر"

GMT 11:39 2017 الأحد ,09 تموز / يوليو

رؤيتك للحياة

GMT 14:59 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق 1800 من الحمام الزاجل في سماء احتفالاً باليوم الوطني

GMT 01:16 2015 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممة شريهان أحمد تؤكّد أنّ "الكروشيه" يحقق الأناقة

GMT 10:45 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

اعتقال الناشطة في "حراك الريف" المغربي نوال بنعيسى

GMT 18:41 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب البلجيكي يشيد بالثنائي "كورتوا" و"هازارد"

GMT 22:39 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الأمن المغربي يكشف تطورات جديدة بشأن جريمة "الحوز"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca