آخر تحديث GMT 04:49:33
الدار البيضاء اليوم  -

في ظل إقرار مجموعة من النصوص القانونية الحديثة

العاهل المغربي يُشدّد على العدالة في تحسين مناخ الاستثمار

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - العاهل المغربي يُشدّد على العدالة في تحسين مناخ الاستثمار

الملك محمد السادس العاهل المغربي
الرباط - الدار البيضاء

أكد الملك محمد السادس، اليوم الاثنين، أن العدالة تعتبر من المفاتيح المهمة في مجال تحسين مناخ الاستثمار وتشجيع المبادرة الحرة وحماية المقاولة، مسجلا أن توفير المناخ المناسب للاستثمار يقتضي توفير الضمانات القانونية والاقتصادية الكفيلة بتحقيق الثقة في النظام القضائي.

وأوضح الملك في رسالة وجهها إلى المشاركين في الدورة الثانية للمؤتمر الدولي للعدالة، تلاها المصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، أن "القضاء مدعو للقيام بدوره الأساس في مواكبة هذا المسار، واستيعاب تحديات الظرفية الاقتصادية العالمية، والمناخ الاقتصادي الوطني".

ومن هذا المنطلق، يضيف الملك محمد السادس، قامت المملكة المغربية بإقرار مجموعة من النصوص القانونية الحديثة والمهيكلة، الهادفة إلى تطوير منظومة المال والأعمال وتشجيع الاستثمار، وتنشيط الدورة الاقتصادية ودعم المقاولات الوطنية، وجعلها رافعة للتنمية الاقتصادية، مذكرا باعتماد بعض النصوص الهامة مؤخرا، كتعديل مدونة التجارة وقوانين الشركات، وكذا القانون المتعلق بالضمانات المنقولة.

كما أشار الملك إلى تكريس مقاربة تخرج القاضي من الأدوار الكلاسيكية إلى أخرى ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية، وتضمن تحقيق أمن المقاولة والسلم الاجتماعي داخلها، عبر إقرار التوازن الموضوعي بين حقوق الأجراء وأرباب العمل.

ويرى الجالس على العرش أن هذه التدابير ساهمت في تعزيز مكانة المغرب كبلد يحظى بالثقة والمصداقية لدى المستثمرين الأجانب، ومختلف الفاعلين الاقتصاديين والماليين، مؤكدا أهمية القرارات المبدئية الصادرة عن القضاء المغربي في هذا المجال، وخاصة محكمة النقض التي سعت إلى إعطاء مصداقية وثبات ومرونة للمقررات التحكيمية الأجنبية، وكرست الحماية القانونية لبراءات الاختراع وحقوق المؤلف.

وفي سياق هذه الإصلاحات التشريعية وما أطلقته من دينامية فعالة، أهاب الملك محمد السادس بالحكومة إلى الإسراع بإقرار باقي النصوص القانونية ذات الصلة، وإعداد النصوص التنظيمية المتعلقة بالقوانين المصادق عليها. وأوضح أن توفير المناخ المناسب للاستثمار، لا يقتضي فقط تحديث التشريعات المحفزة، بل يقتضي أيضا توفير الضمانات القانونية والاقتصادية، الكفيلة بتحقيق الثقة في النظام القضائي، وتوفير الأمن الكامل للمستثمرين، مشددا على أهمية توحيد آليات ومساطر تسوية منازعات الاستثمار، على الصعيد الوطني والجهوي والدولي.

كما أكدت الرسالة الملكية نفسها على أهمية تجاوز إشكاليات الاختصاص القضائي الوطني في هذا المجال، عبر إقامة نظام قانوني ملائم، موضحة أن هذا النظام يتوخى تفادي المشاكل والحد من المنازعات، وكذا إنشاء هيئات متخصصة في فض هذا النوع من النزاعات، داخل الآجال المعقولة، ومراعاة خصوصيات المنازعات المالية والتجارية، والتحلي بالسرعة والفعالية والمرونة.

وذكر الملك محمد السادس أن الجهود المبذولة مكنت من تنامي وتيرة الاستثمارات التي تستقطبها المملكة، وتحسن موقعها ضمن مؤشر مناخ الأعمال (Doing Business) لسنة 2019، معربا عن تطلعه إلى أن ترتقي المملكة إلى مراحل أكثر تقدما في مؤشر مناخ الأعمال، وتحسين موقعها بولوج دائرة الدول الخمسين الأوائل في مجال جودة مناخ الأعمال.

من جهة أخرى، دعا الملك إلى تقييم تجربة المحاكم التجارية، والنظر في سبل تطويرها، بالعمل على تعزيز المكتسبات، واستشراف آفاق جديدة تستلهم أنجح التجارب عبر العالم، على غرار فكرة محاكم الأعمال، التي بدأت تتبناها بعض الدول، مؤكدا أنه يتعين إيلاء عناية خاصة للتكوين المتخصص لمختلف مكونات منظومة العدالة، عملا على رفع قدرات المحاكم في إصدار الأحكام العادلة والملائمة، داخل آجال معقولة.

وبعد التأكيد على دور المحاكم العليا في توحيد الاجتهاد وتفسير القاعدة القانونية، حرص الملك محمد السادس على تثمين الرصيد المهم الذي راكمه القضاء التجاري بالمغرب في هذا المجال، كقضاء متخصص. ودعا إلى استثمار ما توفره الوسائل التكنولوجية الحديثة من إمكانيات لنشر المعلومة القانونية والقضائية، وتبني خيار تعزيز وتعميم لامادية الإجراءات والمساطر القانونية والقضائية، والتقاضي عن بعد، باعتبارها وسائل فعالة تسهم في تحقيق السرعة والنجاعة، وذلك انسجاما مع متطلبات منازعات المال والأعمال، مع الحرص على تقعيدها قانونيا، وانخراط كل مكونات منظومة العدالة في ورش التحول الرقمي.

وخلص الملك إلى أن خلق فضاء آمن للاستثمار بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والإدارية والهيكلية، يفرض بذل المزيد من الجهود في اتجاه ترسيخ دولة القانون، وتعزيز استقلال السلطة القضائية، ودعم التنبؤ القانوني، وتأهيل الفاعلين في المجال القضائي، وتطوير الإدارة القضائية، وتعزيز حكامتها، من خلال مقاربة شمولية مندمجة، تتعامل مع قضايا الاستثمار في مختلف جوانبها، المرتبطة بالقوانين التجارية والبنكية والضريبية والجمركية، والعقارية والتوثيقية والاجتماعية، وتستحضر الأبعاد الدولية والتكنولوجية التي تفرضها عولمة التبادل التجاري والمالي والاقتصادي عبر القارات.

قد يهمك ايضا

الاتحاد الأوروبي يُصادق على تعيين كريستين لاغارد

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العاهل المغربي يُشدّد على العدالة في تحسين مناخ الاستثمار العاهل المغربي يُشدّد على العدالة في تحسين مناخ الاستثمار



GMT 07:38 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

شاب يذبح أخته وزوجها بطريقة وحشية في جورجيا

GMT 07:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

سيطرة سيارات الدفع الرباعي السوبر على السوق

GMT 23:55 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يريد الفوز بأفضل لاعب أفريقي 20 مرة

GMT 04:36 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

منزل جوني ديب يحوي أعمالًا فنية تضفي حيوية وجرأة في أرجائها

GMT 21:27 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي لألعاب القوى يوزع المنح على الأندية

GMT 21:13 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

محلات VERONA"" تخاطب الفتاة العصرية في مجموعة الشتاء

GMT 02:29 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

واسيني الأعرج يشدّد على ضرورة أن تلعب الثقافة دورًا ترميميًا

GMT 01:02 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

سمير كزاس يفتتح معرضًا تشكيليًا في الجزائر

GMT 03:11 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

5 أفكار لتغيير ديكور المنزل بمنتهى السهولة

GMT 00:25 2016 الأربعاء ,14 أيلول / سبتمبر

اكتشاف علاج جديد لحساسية الأسنان من مزيل الصدأ
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca